عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
هذا الأسبوع حضرت اذربيجان بشكل قوي مرتين.. الأولى وهي تحتفل بـذكرى النصر الأولى وتحرير اراضيها من ارمينيا، وذلك في حفل اقامته في سفارتها في عمان بحضور مجموعة كبيرة من الصحفيين والاصدقاء وسفراء تركيا وباكستان وغيرهم..وقد تحدث في هذه المناسبة بعض الضيوف كما تحدث سفير أذربيجان ايلدار سليمانوف بكلمة جرى توزيعها..
لقد استطاعت اذربيجان بقيادة زعيمها الهام حيدر علييف تحرير اراضيها بعد صبر طويل استغرق (٣٠) سنة تقريبا..اعطت فيه اذربيجان المجتمع الدولي فترة كافية لتدرك ان المحتمع الدولي لن يحرر أراضيها وإن أقر لها بالحقوق فيها، ولذا قدمت وبقوتها العسكرية وقد توفرت الارادة فلم تعدم الوسيلة والحقت هزيمة مُرّة بالقوات الارمينية وميليشياتها بدعم من بعض اطراف المجتمع الدولي وفي المقدمة تركيا التي وقفت إلى جانب اذربيجان عسكريا ..
كانت ارمينيا قد احتلت حوالي ٢٠٪ من الاراضي الاذرية في هجوم كبير وبدعم اطراف دولية انذاك، وقد كان النزاع قد بدأ حول اقليم “ناغورنو كارباغ” الذي تنازع ارمينيا اذربيجان عليه، وقد استطاعت اذربيجان تحرير أراضيها لتدخل في تسويات سياسية من موقع القوة وتدعو المجتمع الدولي الى جعل السلام بين الجارتين راسخا ومتوازيا ومستمرا..
اما الحضور الثاني فهو مشاركة اذربيجان في “مهرجان جرش 2021) بفرقة للفنون الشعبية والرقص .. وهي الفرقة التي احيت ليلة مميزة في الساحة الرئيسية الشهيرة في جرش بحضور غفير من الاردنيين الذين استمتعوا بفن راق ومعبر واصيل..
ومثل هذه الفرقة كنت حضرتها في بداية سنوات الثمانينات حين جاءت الى عمان واحيت حفلا في المدينة الرياضية حضره جمهور كبير وكشفت فيه اذربيجان عن تمتعها بفن اصيل..
وما بين تلك الفرقة وهذه التي جاءت إلى جرش هذا الاسبوع حوالي اربعة عقود، ظلت العلاقات الاردنية الأذربيجانية تتطور وتتقدم بفضل الرغبة في القيادتين .. فقد زار الملك عبدالله الثاني “باكو” اكثر من مرة، وكذلك فعل الرئيس إلهام حيدر علييف حين زار الاردن اكثر من مرة ايضا .. و كانت تلك الزيارات والجهود المبذولة والتي بدأها سفير اذربيجان في عمان وهو اول سفير لاذربيجان الدكتور ايلمان اراسلي جهوداً كبيرة من خلال خبرته .. فالدكتور اراسلي كان من قبل في سنوات السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي ملحقا ثقافيا للاتحاد السوفيتي الذي منه انذاك اذربيجان في عمان، وحين استقلت أذربيجان شأن كثير من الجمهوريات التي انفرطت عن الإتحاد السوفيتي جرى تعين الدكتور اراسلي سفيرا لبلاده اذربيجان في عمان ..وقد كان والده “حميد اراسلي” من قبل عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية آل البيت.. ولم تنقطع العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية بين البلدين، فقد سمي شارع وميدان وغابة باسم الراحل مؤسس جمهورية أذربيجان وذلك في العاصمة عمان باسم حيدر علييف تخليداً لذكراه وإقراراً بدوره ، كما وجه الملك عبدالله الثاني بإقامة طريق جوي يربط الأردن بأذربيجان، ولكن هذا الطريق ما لبث أن تعثر وهو ينتظر أن تدب الحياة فيه مرة أخرى بجهد البلدين..
ظلت الاردن تدعم الحق الأذربيجاني في تحرير الأرض الأذرية، وظل مجلس النواب والاعيان وبعض أعضائه أعضاء في جمعية الصداقة الأردنية الأذربيجانية يدعم هذا الحق ويرى ضرورة تحقيقه .. ولذا فإن الأردنيين اليوم وكما قال السفير الأذري في عمان ايلدار سليمانوف يشاركون الأذربيجانيين ذكرى الانتصار .. ويتطلعون إلى علاقات أوسع وأعمق وإلى تعاون في مختلف المجالات، خاصة وأن أذربيجان اليوم وهي من الدول المنتجة للنفط تتمتع بشبكة علاقات واسعة وقوية ، وكانت قد بادرت إلى عقد العديد من المؤتمرات التي حضرتها والمتعلقة بقضايا الحوار والطاقة وحقوق الانسان .. فأذربيجان شريك دولي حقيقي وتحظى باحترام شراكتها…
في الأردن نتطلع مع سفير أذربيجان إلى أن تصبح كافة الاتفاقيات التعليمية والثقافية والسياحية وحتى الاقتصادية نافذة وبدرجة عالية ومميزة بعد أن تحقق لاذربيجان النصر وتوطد أمنها بالاستقرار والتحرير..
رئيس التحرير سلطان الحطاب يشارك سفارة اذربيجان الاحتفال بذكرى النصر الأولى