عروبة الإخباري – كان الصباح 27 سبتمبر صباحًا آخر في حياة الاذربيجانيين الاتراك . في مثل هذا اليوم من عام 2020, بدأت القوات المسلحة الأذربيجانية باتخاذ التدابير اللازمة ولتوفير الأمن والأمان للسكان المدنيين على امتداد تراب الوطن , وذلك ضمن اطار القانون الدولي والإنساني في حق الدفاع عن النفس واسترجاع الاراضي المحتلة والرد على الاعتداءات الأرمينية المتتالية والمتكررة خلال ثلاثين عام مضت على احتلال الاراضي الاذربيجانية في منطقة قره باغ .
كان27 سبتمبر هذا التاريخ هو اليوم الأول لنصر الجيش الوطني الاذربيجاني. لم يكن الجميع على دراية بأن النصر سيكون من حليف أذربيجان حينها .ولم يعرف بعد ما إذا كانت أذربيجان أو أرمينيا ستنتصران في حرب الثلاثين عاما مضت.
في صباح يوم 27 سبتمبر من العام 2020 ، نفذت القوات المسلحة الأرمينية استفزازًا واسع النطاق وأطلقت النار بشكل مكثف على مواقع الجيش الأذربيجاني في خط المواجهة بين البلدين بأسلحة من العيار الثقيل ومدافع الهاون والمدفعية من مختلف العيارات.نتيجة لذلك ، بدأت العمليات العسكرية واسعة النطاق في الخطوط الأمامية بين الطرفين.
حيث اضطرت وحدات الخط الأمامي في الجيش الأذربيجاني إلى الرد بشكل مناسب على العدو من أجل منع هذا الاستفزاز للعدو وضمان سلامة السكان المدنيين الذين يعيشون بالقرب من خط المواجهة ، وبالتالي بدأت حرب قره باغ الثانية.
هذه الحرب ، التي عصفت بمشاعر الوطنية بين ابناء الشعب الاذربيجاني، والتف الشعب والجيش حول قائد الوطن من استراجع الاراضي المحتلة.
وكان الشعب الاذربيجاني على ثقة وايمان بانهم سينتصرون في الحرب.
كما نعلم ،تعتبر الحرب دائمًا اختبارًا لقوة نظام الدولة بأكمله. كانت الحرب الوطنية الثانية في قره باغ اختبارًا رائعًا لقدرة وصمود ابناء الوطن في التصدي للعدوان واستراجاع الاراضي المغتصبة.
قالتها حناجر الشعب الاذربيجاني في السابق واللاحق بان قره باغ ارض اذربيجانية وستبقى كذلك الى أبد الآبدين انشاء الله . لذلك كان الاخوتنا في اذربيجان الشقيقة يعرفون بان الحرب لن تمنححهم استعادة التراب الوطني المغتصب فقط من المحتل الارميني ، بل ستطفئ أنوار العديد من المنازل أيضًا .فحملوا السلاح قائلين ان الوطن ينادينا فهبوا جميعا للنداء من دون تردد ولو بلحظة ,وكان الجميع مقتنعين بالنصر قادم المنتظر .
إنها الذكرى السنوية الاولى لبداية رحلة مقدسة مدتها كانت 44 يومًا تم استعادةالاراضي قره باغ المحتلة من الغاصبين الارمن عندها زادت احترام الشعب الاذربيجاني لذاته وبصمود جيشه الابطال وبصلابة مواقف قائد الوطن الرئيس الهام علييف وبقبضته الحديدة ورباطة جأشه تم فرض احترام العالم لبلد الاجداد اذربيجان كدولة ذات سيادة بوحدة ترابه وشعبه.
نحيي ذكرى شهدائنا الذين عاشوا على تراب هذا الوطن وفضلوا الشهادة على الحياة وضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحرير كل شبر من تراب الوطن العزيز الغالي ، ونسأل الله أن يرحم شهدائنا اينما سقطوا على امداد تراب الوطن من النهر الى البحر ومن الجبال الى سهول والوديان بأن يتقبلهم في جناته النعيم حيث سنبقى مدينون لهم مدى الحياة!
إن الحرب التحرير الوطنية للشعب الاذربيجاني قد انهت سياسة الإرهاب التي اتبعتها أرمينيا 30 عاماً, كما استعادة وحدت الآراضي الأذربيجانية, وأعادت الحقوق الأساسية لحوالي مليون أذربيجاني مهجر في الداخل والخارج . لقد التزمت ونفذت أذربيجان كافة قرارات المجلس الامن الدولي التي صدرت عام 1993م من دون تنفيذ بند واحد من قبل ارمينيا المحتل.
نتيجة للإرهاب الأرميني ، قُتل 94 مدنياً ، وتضرر 415 هدفاً مدنياً ، و 92 مبنى سكنياً شاهقاً ، و 2338 منزلاً في مناطق مختلفة من البلاد ,ودمرت 65 مسجدا من أصل 67 مسجدا موجودا في الأراضي التي احتلتها أرمينيا، وتعرض الاثنان الآخران منها لخسائر فادحة وتعرضا لأعمال التدنيس والازدراء وحولهما إلى حظائر للخنازير والماشية وهذه إهانة للعالم الإسلامي كافة، حتى أنه تم تدنيس المقابر وتم تدميرها ونهبها
.لكن كل هذا لم يكسر ثقة والقيادة والجيش والشعب بالنصر والعزم على القتال حتى النصر.
إن تحرير كافة الأراضي أذربيحان المحتلة من قبل ارمينيا كشفت للعالم اجمع الأعمال الغير قانونية المحتلة في قره التي قامت بها القوات الأرمينية الغاصبة لهذه الأراضي قرابة الثلاثين عاما؛ حيث قامت أرمينيا بزراعة عدد كبير من الألغام المحرمة دوليا في هذه الأراضي, وسلبت ونهبت الاخضر واليابس وهدمت عمداً الإرث التاريخي والثقافي والديني في هذه البقعة المحتلة لطمس معالمها الوطنية الاذربيجانية هذه من ناحية , ومن ناحية اخرى سرقت أرمينيا الموارد الطبيعية للمنطقة, ودمرت البنية التحتية, وقامت بانتهاكات بحق المواطنيين الاذربيجانيين الذين ثبتوا في قراهم وبلداتهم طوال فترة الاحتلال .
هنا لابد من الاشارة بان جمهورية أذربيجان لجأت للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ولمحكمة العدل الدولية لمسائلة أرمينيا لإنتهاكها للقانون الدولي والأنساني طوال فترة احتلالها لمنطقة قرة باغ.
هنا لابد من الاشارة إن تحقيق نصر عسكري و سياسي واسع النطاق في فترة قصيرة من الزمن ، خلال 44 يومًا فقط ، يعتبر في التاريخ العسكري الحديث ، هو عامل ناشئ نتيجة الانسجام الوطني بين القائد والشعب والدولة والجيش
حيث تقاس قوة رجل الدولة وقائدها بدرجة تمسكه بمبادئه ، رغم كل الضغوط ومحاولات التأثير ، وإرادته في التحرك نحو هدفه.
وتعتمد قوة المجتمع على الوحدة التي يظهرها في اللحظات الحاسمة.
وتعتمد قوة الجيش على إصرار الجنود والضباط على الفوز في ظروف قتالية حقيقية. كان من أهم سمات حرب التحرير في معارك قره باغ الثانية الوحدة والتضامن الوطني بين ابناء الوطن بكافة شرائحهم.
ولم تكن من قبيل المصادفة أنه في خلال حرب تطوع آلاف من الشباب للقتال ضد المحتل والمعتدي الأرميني وتقدموا إلى الجبهات القتال بروح معنوية قتالية عالية.
الأحزاب السياسية الاذربيجانية في البلاد أظهرت الوحدة الوطنية وكانوا مع القيادة السياسية والقوات المسلحة منذ اليوم الاول للمعارك.
هذا الترابط والتناغم الوطني بين كافة الاطراف كان بفضل القائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف الزعيم الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ , والزعيم الأول والوحيد في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي .
منذ 15 أكتوبر 2003 ومن يوم الاول بعد ان نال ثقة الشعب ، شددت إلهام علييف ، كرئيسة للدولة ، على استعادة وحدة أراضي كمسألة وطنية وشعبية لأذربيجان.
خلال هذه الحرب ، مارست أرمينيا وأنصارها ضغوطا دبلوماسية وسياسية على أذربيجان لتعليق العمليات العسكرية ولكن ذلك لم ينفعهم ابدا.
طبعا بعد تحرير الجيش الوطني الأذربيجاني للمدن والبلدات والقرى في قره باغ تقوم الحكومة الاذربيجانية في الوقت الحالي باعادة بناء المدن والقرى التي دمرها الجيش الارميني المحتل واصلاح الأراضي التي تم تحريرها, كما أخذت عدة خطوات لضمان العودة الآمنة والكريمة لما يقارب من مليون نازح أذربيجاني إلي دياره, وكذلك لتوحيد هذه الآراضي, كما تتخذ التدابير لتوفير السلام الدائم والأمن والآمان في المنطقة مع مراعاة الاتفاق الموقع من قبل أذربيجان وأرمينيا تحت اشراف روسيا في 10 نوفمبر 2020م.
إحدى اللحظات التي لا تُنسى في حرب قره باغ الثانية التي استمرت 44 يومًا هي رفع علم تركيا مع العلم الأذربيجاني في الشوارع والمباني وفي مناسبات مختلفة لوقوف تركيا الشقيقة الى في حرب أذربيجان العادلة الى جانب اخوتهم اتراك أذربيجان .
واليوم نحن كشعب التركي في العالم عامة والشعب الاذربيجاني فخورون جدا بأن نكون الأول والوحيدون الذين استعادوا أراضيهم المحتلة من الغاصب الارميني ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق !!
نحيي الشعب الاذربيجاني بيوم النصر العظيم وبذكرى يوم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الوطن فداءً لتراب أذربيجان وسيادتها ووحدة آراضيها, تقديرا للشهداء تم اعلان يوم 27 سبتمبر من كل عام , وبقرار من رئيس جمهورية أذربيجان الاحتفال “ذكرى الشهداء “، الذين استشهدوا في قره باغ بين عامي 1988 و 2021 .
من الآن فصاعدًا ، يجب على العالم كله ، بما في ذلك أرمينيا ، أن يعلم أنه لن يُسمح أبدًا بإقامة دولة أرمينية ثانية في أراضي أذربيجان التاريخية.
أكثر من 2900 جندي اذربيجاني استشهد وضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن وأصبحوا شعلة في قلوب 10 ملايين من أتراك أذربيجان و قلوب اكثر من 300 مليون تركي حول العالم ..
الرحمة لأرواح الشهداء أبطال ال
ذين آمنوا بالنصر منذ اليوم الأول وأعادوا التراب الوطني من المحتل الغاصب على حساب دمائهم وارواحهم.
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي وأوراسيا