عروبة الإخباري -أقيمت ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب مساء أمس الاثنين، ندوة نقدية حول رواية “حدائق شائكة” للروائي صبحي فحماوي، الصادرة حديثا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع، بمشاركة عدد من النقاد.
وقال الأديب حسن عبادي القادم من فلسطين، إن الرواية تتناول ظواهر اجتماعية واقتصادية يعاني منها العالم العربي، وصارت علامة فارقة لشرقنا، وتتناول وضع المرأة العربية، كما تصور بمنظار مهندس الحدائق (جبريل عرسال) الحياة في مدينة (إرم ذات العماد) المحاطة بمخيمات اللجوء من فلسطين، ومن غيرها.
وأضاف، أن فحماوي يستخدم السخرية السوداء لتصوير الواقع المرير وتعريته، كما جاءت لغة الرواية سهلة، جميلة وسلسة، وتقدم جرعة كبيرة من (أدب الرحلات)، إذ يصور الكاتب ما صادف الشخصية الرئيسة من أمور وأحداث خلال سفره المتعدد شرقا وغربا.
وتوقفت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، عند “العنونة المكانية” في الرواية، وتأملت بنية العنوان لغويا، وقالت: “جاء عنوان الرواية عنوانا مكانيا بامتياز، فالحديقة مكان، وقد توالت العناوين المكانية في متن الرواية بعد ذلك، حيث وصلت إلى عشرة عناوين توزعت على 160 صفحة من القطع الكبير وجاءت العناوين موزعة بين الأمكنة والشخصيات.
ورأت عنبتاوي “أن الحضور المكثف للمكان في العنونة والدلالات، كان يؤسس لعلاقة متجدرة وقوية ومتجددة في الرواية، ويعزز عمقها ودلالاتها الوجودية والإنسانية والعاطفية” وقالت،” إن قراءة هذه العنونة المكانية ودلالاتها في بنية السرد الروائي لا يمكن عزلها دلاليا عن زمنها الخاص، سواء ما كان يحيل على الماضي أو الحاضر المستمر أو ما يحيل على ما هو واقعي أو غير واقعي أو أسطوري طالما أنه يشكل امتدادا لزمن التجربة في تمثلاتها وأشكال تعينها المختلفة”.
من جانبه قال الشاعر نضال برقان “لم يترك الروائي في روايته فرصة يمكن من خلالها تمرير رأي أو وجهة نظر بشأن سياسي أو اقتصادي عالمي إلا واستثمرها خير استثمار، مضيفا أن اسم (جبريل عرسال) دلالة تعكس انحياز المؤلف للتراث الكنعاني، وفي هذا موقف فكري وسياسي ورؤية تتبنى الكنعانية بوصفها خلاصا للخروج من الأزمات الجمة التي تعصف بالمنطقة منذ مئات السنين.
وأشار إلى أن الرواية تقدم مقاربة لحال المرأة، جوهرا ومظهرا، في بلادنا وفي بلاد الغرب، كما تقدم مقاربة لأخلاق الناس عموما هنا وهناك، وفيها رؤى فكرية وفلسفية وجودية منتشرة من أرجائها، وقد اتخذت لها مكانا متخيلا ذات مرجعيات واقعية، أما زمنها فراهن ومعيش، وقد جسدت ثقافة كاتبها ومعرفته الإنسانية والمهنية خير تمثيل.
وقبل نهاية الندوة، تحدث الروائي فحماوي حول الرواية وهي الثانية عشرة له، عن أهم الأسئلة التي انشغلت بها، إضافة للغتها وعلاقتها باللهجة المحكية، وطبيعة مكانها وعلاقته بالخيال.