عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
الأمير الحسين – ولي العهد تفقد أماكن مهمة في العقبة، وتوقف عند ملاحظات وآراء، واستمع الى من تحدثوا.. وأبدى مواقف وملاحظات فيها الرضى عما أنجز والاسناد لما سينجز، فالسلطة “سلطة منطقة العقبة الاقتصادية” حاضرة و مستجيبة وفاعلة، ولديها من الشفافية ما يكفي ليتمكن اي متابع من الاطلاع على انجازات تراكمت منذ 20 سنة..
قد يكون المهم الآن هو ترتيب الأولويات، فقد مرّ على منطقة العقبة الاقتصادية فترة من الزمن كافية للتقييم، ولم تكن كلها صعودا، بل عرفت المد والجزر والكر والفرّ والانجاز والتباطؤ، وقد كانت الحكومات التي لم تثبت على موقف ورأي من منطقة العقبة هي السبب حين أبدت اجتهادات ضارة، وتراجعت عن فكرة بلورة كاملة للمنطقة، فادخلت الحكومات ولا أريد ان اسمي هنا، ولكن بعض الحكومات السابقة اضرت باجتهاداتها الفكرة برمتها، واضعفت الايمان..
استقلالية القرار مهمة واستقلاليته في المنطقة الاقتصادية في العقبة كانت وراء الانجاز الذي بدأ منذ وضع الملك عبد الله حجر الاساس في بداية عهده، وكان التطور والصعود، الى ان شهدنا فترات من التراجع الذي جرى وقفه والرد عليه خاصة في هذه المرحلة الان التي يتفقد سمو الأمير مواقع عديدة و يبدي الملاحظات..
فحين لم يكن القرار في العقبة مرتبطا بالوزارات في عمان، ولديه هامش من المرونة والحركة تطور الاداء وتعاظم الانجاز، وحين عادت الوزارات المركزية في عمان لتتعامل مع القرارات في العقبة فتؤجلها او تختصرها او ترد عليها او ترفضها لاسباب غير مبررة في معظم الاحيان، بدأ التراجع وجرى تحميل المنطقة الاقتصادية عيوب القرارات..
كل الأمل ان تفقد الأمير الحسين الذي اطلع جيداً على ملفات السلطة، سيتمخض عن ملاحظات وقرارات تأخذها السلطة لإنفاذها إذ ان ملاحظات الأمير تصب مباشرة في اطار دعم السلطة وتمكينها، ودفع قراراتها للامام وجعلها قادرة ان تنفذ قانونها وقراراتها وتعليماتها..
يريد الأمير الحسين ان تكون العقبة نموذجا، وهو يريد لهذا النموذج ان يعاد انتاجه ليظل ساطعا، يجري العمل لتكراره في مواقع اخرى بحاجة لذلك..
ولعل انطلاق الأمير من المعالجة من ساحة الثورة العربية وميناء القوارب له دلالات واضحة في تأكيد هوية المدينة وارتباطها بالهاشميين وباعث نهضتهم الشريف حسين، وايضا في تعميق البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يحرص عليه الأمير..
رئيس السلطة المهندس نايف البخيت في صورة التفاصيل، وهو يرى ان رؤية الأمير التي تناولت بعض المواقع هي رؤية صائبة تماما، وانها لا بد ان تترجم الى عمل بدأته السلطة وعليها استكماله، وقد الهمت تحركات الأمير في العقبة قرارات السلطة المزيد من الاهمية، ودفعتها لسرعة العمل والانجاز، وفي هذا المجال تصب جهود السلطة و خاصة على مستوى العمل الداخلي وحتى زيارات رئيس السلطة الاخيرة في هذا الاطار، واكساب التجربة المزيد من المناعة والدروس، اذ ان الهدف الاسمى هو تطوير الاداء وتوفير فرص العمل في العقبة، وجعل المشاريع القائمة اكثر انتاجية وفتح الافاق لمزيد من الاستثمارات، وازالة كل اشكال البيروقراطية والتعطيل وكسب الشجاعة في اتخاذ القرار..
لقد بث الأمير مجموعة من الافكار الخلاقة التي جاءت بعد المعاينة الميدانية والمشاهدة والجولات التي قام بها، وهو اذ يضع ذلك بين يدي المسؤولين في المنطقة للانفاذ فإنما يمدهم بمزيد من الطاقة والتحفيز والتمكين..
المهندس نايف البخيت يرى في زيارة الأمير وتفقده للعقبة والوقوف على ابرز المشاريع وتحريكها مرحلة جديدة يجري الرهان عليها ، وهي كفيلة بالاستفادة من كل فرصة، خاصة وان بلدنا مرّ بجائحة الكورونا التي اثرت عليه اقتصاديا واجتماعيا، وان افضل اشكال الرد على تاثيرات الجائحة هي في العودة لاطلاق طاقات العمل واطلاق المشاريع الجديدة، ومتابعة التطور و اعادة تقديم النموذج من العقبة مرة اخرى..