عروبة الإخباري – أكد خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، أهمية مكافحة خطاب الكراهية والوقوف وقفة واحدة، إزاء هذا الخطر المُبطن بين طيات الكلام، والعمل يدًا بيد لمُكافحة خطاب الكراهية الذي يُساعد على بث بذور الفتن والفوضى بين الأمم والمجتمعات الإنسانية، وضرورة الاتفاق على وضع أطر قانونية سليمة بشأن مُواجهة الخطاب الداعي للكراهية وازدراء الأديان، ورسل الرسالات السماوية، مع احترام الجماعات والأقليات وحماية كرامتهم الإنسانية.
جاء ذلك خلال كلمة له أثناء ترؤس الوفد المشارك في أعمال المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع البرلمان النمساوي ومنظمة الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا، وضمن مداخلة في الحلقة النقاشية حول: “مكافحة المعلومات المُضللة وخطاب الكراهية عبر شبكة الإنترنت وخارجها تتطلب لوائح تنظيمية أقوى”. وقال رئيس مجلس الشورى في مشاركته إن الساحة الدولية لواقعنا المُعاصر شهدت أحداثًا إعلامية غير مسبوقة، أدت إلى تغيير مستويات الإحاطة بمصادر المعلومات الواردة وزيادة مستوى التحقق من مصداقيتها؛ ولأننا جزء حيويّ من هذه المنظومة المُترامية الأبعاد، فقد تطورت الأهداف الإعلامية بدءًا بنشر التوعية والمعرفة للناس عامةً، ولقد أصبح خطاب الكراهية المؤدي إلى ازدراء الأديان السماوية ومحاولة التقليل والمفاضلة بين المعتقدات الدينية، الأمر الذي يؤدي إلى تحفيز العاطفة لدى بعض المجتمعات التي بها اشتراك في عقيدة محددة، وبالتالي ينعكس سلبًا على حساب حرية المجتمعات السلمية ويُشكل خطورة على حرية التعبير للأفراد والحقوق العامة.
وأشار المعولي إلى أنَّ النظام الأساسي للدولة بالسلطنة على حسب ما ورد في المادة (35) كفل حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون، وهو ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله- في خطابه السامي بقوله “إن مما نفخر به أن المواطنين والمقيمين على أرض عُمان العزيزة يعيشون بفضل الله في ظل دولة القانون والمؤسسات، دولة تقوم على مبادئ الحرية والمُساواة وتكافؤ الفرص، قوامها العدل وكرامة الأفراد وحقوقهم وحرياتهم فيها مصانة بما في ذلك حرية التعبير التي كفلها النظام الأساسي للدولة”.
إلى ذلك، أكد البيان الختامي للمؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، على عدد من النقاط المهمة تمثلت في: أهمية الالتزام بتعزيز التعاون والتضامن الدوليين والعمل المتعدد الأطراف، ليس فحسب لإخراج العالم من تأثير جائحة كوفيد-19، ولكن أيضا لتحويله إلى عالم أفضل وتحسين قدرته على الصمود، والتأكيد على أهمية دعم جهود التعافي للقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية، وأن يكون التعافي شاملا ومستداما ومراعيا للبيئة، فضلا عن دمج الحلول المبتكرة لأزمة المناخ، والعمل كأسرة بشرية واحدة في مواجهة الأوبئة والأزمات الأخرى، والسعي إلى تعزيز ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر.
وأقر المؤتمر بأهمية الأدوار الحاسمة للشباب، والتعهد بحشد الطاقة الإيجابية والابتكار لدى الشباب من خلال بذل كل جهد ممكن لزيادة تمثيل الشباب في البرلمانات بما في ذلك من خلال الانضمام إلى حملة الاتحاد البرلماني الدولي “أقول نعم للشباب في البرلمان”، التي تعزز اتخاذ العديد من الإجراءات التحويلية، والالتزام بتعزيز المبادرات الهادفة إلى تثقيف الشباب وتدريبهم على تكنولوجيا المعلومات الحديثة، وبالتالي إعدادهم لوظائف المستقبل، كما أكد أهمية الارتقاء بالبرلمانات إلى مستوى التحدي، أولا وقبل كل شيء، بحماية القيم الأساسية المتمثلة بالسلام والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام سيادة القانون، والاستفادة من الفوائد العديدة للحوار والتعاون بين البرلمانات بغية بناء الجسور من أجل الوصول إلى فهم أفضل، وذلك لإرساء الأساس لعالم أكثر سلما وازدهارا يمكن فيه لجميع الناس العيش بحرية وكرامة.
وأشار البيان إلى التعافي الاقتصادي العالمي الذي يجب أن يكون شاملاً للجميع، مع التزامات واضحة بمكافحة الفقر وتقليل عدم المساواة، والحد من البطالة، وتحسين فرص الحصول على التعليم والخدمات الأساسية. ومن شأن ذلك أن يعزز الجهود المتجددة لمُعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وبناء مجتمعات أكثر سلما وعدلا وشمولا، وتضمن التأكيد على دعم منظمة الصحة العالمية، لا سيما فيما يتعلق بعملها في مجال البحث والاستجابة السريعة وتحسين التأهب للاستجابة للأوبئة من خلال تعزيز التعاون بين الدول سيعتمد التعافي المستدام من جائحة كوفيد- 19 إلى حد كبير على التعاون والتضامن الدوليين.
ودعا المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث في مجال اللقاحات وتطويرها، وإنتاجها وتوزيعها، وتحسين إمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل تكلفتها. في هذا الصدد، يجب أن يتم توزيع اللقاحات بشكل سريع وعادل ومنصف، وكذلك يتم التوزيع عالميا، والحث على التعاون من أجل مواصلة البحث والابتكار في علاج فيروس كورونا والفيروسات التاجية بشكل عام والقضاء عليها.
وشهدت مشاركة مجلس الشورى التي مثلها الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، والدكتور سعيد بن سالم الوهيبي عضو المجلس، عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء البرلمانات بالدول الصديقة والشقيقة، وعدد من رؤساء المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية لتبادل الرؤى بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، هذا إضافة إلى اللقاء التشاوري لرؤساء البرلمانات العربية.