عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
أسجل للجنرال المتقاعد والمهندس الاستراتيجي النابه عدم ضيقه بالنقد، وتحمله للملاحظات وحتى تفاعله معه،ا ولكن ما يضايقه هو الكلام المغرض الذي يستهدف التعطيل وقلب الحقائق واحباط العاملين..
كان الباشا نايف البخيت في كل مرة التقيه فيها يشير الى فريقه الذي يعمل معه، ويحاول ان ينسب الانجاز للفريق وليس لشخص بعينه، وهو بحرصه على متابعة العمل من خلال الميدان في العقبة دخل قاموس جينس في مدة الاقامة المتصلة في العقبة دون اجازات او غياب رغم تذكيره اصدقاءه لة حين مرض بالكورونا ضرورة ان لبدنه عليه حقاً، وان عودته الى البيت يمكن ان تكون الافضل، لكنه مضى يحمل الملفات و يشير اليها واحداً واحداً..
كان ملف الاستثمار هو الأكثر حركة ودينامية لا تفارقه يده، وكان يديم المراجعة له ليتأكد من أمرين.. الاول ان القرارات المتعلقة بمشروعين استراتيجيين فتحا منذ عام 2019 كانت صائبة تماماً و انها ليست بحاجة إلا لمراجعة موضوعية تجعلها في وضع الانفاذ، والموضوع الآخر كيف يواصل تحقيق ما رغب فيه في جعل العقبة منطقة او وجهة سياحية مميزة ليس بمجرد الرغبة وانما من خلال تطوير الامكانيات الماثلة او حتى التي كان يجري اغفالها او الهروب منها للامام او القفز عنها..
ولأنه يؤمن بنشر كل الغسيل على الحبال فقد عوّد نفسه ان يكون هذا الغسيل نظيفا، وهذا يقتضي العمل المستمر والمكلف والدقيق لضمان ذلك، ومن هنا كانت جسارة موقف الباشا وطاقمه المتعلق بعمل السياحة في الاقدام على فتح الملف السياحي امام جميع الاطراف سواء وزارة السياحة والحكومة او القطاع الخاص العامل في هذا المجال، والذي أعطاه الباشا البخيت حوافز عدة ومازال يرغب في ان يعطيه، إذ ما زال ينادي على العاملين في هذا القطاع ان هلمّوا وقدموا ما عندكم، وخذوا من عوامل الحفز والتشجيع ما ترغبون، وقد جربت شركتان هذا الاغراء، ومازال الحبل على الجرار ..
العقبة الاآن تتغير سياحيا ومن أيلول القادم ستطرح ثمار الجهد الذي بذل في ان ينعكس على هذه الوجهة ترويجاً وكلفة وتسهيلاً، إذ ان الاردنيين ظلوا مولعين للمقارنة ما بين شرم الشيخ والعقبة لجهه الكلف، وظلوا يتساءلون لماذا لا تصعد العقبة بسياحة الاردنيين الذين يشكلون 50% من سياحة شرم الشيخ..
لدى سلطة العقبة تصورات مدروسة جرى الانتهاء منها، وقد تعلن حتى اكتوبر القادم ليبدأ الموسم، وهذه خطة الطريق الجديدة قد تساعد على بلورة تصور ثابت يأخذ العقبة ليكرسها وجهة سياحية ليست للمركز وانما لأطرافها، وايضا لجعلها نقطة تواصل وربط مع العالم بشركه طيران جرى الحديث عنها كثيرا وكانت السلطة مع اطلاقها وعدم تأخيرها وتوفير كل الاسباب لها..
لقد ثبت ان ربط العقبة مباشرة بأوروبا وخاصة الشرقية ذات الميول الشديدة للسياحة في العقبة والبحر الاحمر سيوفر مناخا سياحيا مجزيا، و فرص عمل لا تتوقف عن التكاثر، و هناك خطة في ان يقصد العقبة من السياح الاجانب ما يتجاوز المليونين في الموسم الواحد.. وهذا الأمر مطروح على مفوض السياحة الذي لدية افكار عديدة صالحة يحاول تسويقها، رغم التعثر الذي فرضته جائحة الكورونا..
العقبة ضرع مليئة بالاقتصاد الناجح، فهي مدينة السياحة و مدينة الميناء والمطار و مدينة الصناعة وهي مدينة متكاملة، لكن لا بد من اعادة تصنيف نشاطها لجهة تعظيم الميزات فيها، فليس معقولاً ان تكون كل مكونات المدينة في قوافي نشاطها الاقتصادي متساوية وليس مطلوبا ذلك..
لقد انجزت ادارة العقبة الاقتصادية من خلال الممارسة والخطط المدروسة الكثير من الخطوات التي اتخذت بعد توجيهات ملكية ليعاد ضخ النشاط في العقبة بعقلية ونفسية البدايات التي وضع فيها حجر الاساس..
لا يعوز العقبة المشاريع.. ففيها مشاريع كبرى ناجحة وعلى درجة من الاهمية والاتقان مثل “مشروع ايلة” المميز الذي لا يشبه اي مشروع اخر في المنطقة، وهو قد نقل العقبة ليضعها في مكانة مميزة، فمثل هذا المشروع وغيره يحتاج الى المزيد من التسهيلات التي يحرص الباشا على توفيرها والحديث عنها ، وهناك مشاريع اخرى في شمال العقبة وجنوبها تنتظر ان ينتظم العمل معها على شكل اوكسترا تضع لحنا واحدا..
المطلوب اطلاق يد سلطة منطقة العقبة الاقتصادية بشكل اوسع و اشمل، وعدم التحسس من اتخاذ القرارات السريعة للاجابة على الاسئلة المعلقة، فهناك اسئلة لا يجوز ان تنتظر ولا بد ان يكون جوابها امس وليس اليوم..
حتى نهاية هذا العام سيكون في العقبة جردة حساب عميقة واضحة ، بدأت ورشتها منذ شهرين وسيفرح المؤمنون بدور العقبة وموقعها واهميتها ، وسنجد ان العقبة قد سجلت ارقاما قياسية في الانجاز ان لجهة الموانئ التي نجحت ونجح الرهان عليها حين لم يجري الالتفات الى التشكيك ووضع العصي في الدواليب..
اتوجه الى العقبة الشهر القادم لأرسم صورة لمختلف نشاطاتها، معتمدا المعلومة والمعاينة والسؤال والجواب، فهناك من يعمل بصمت و هناك من يؤمن بالعمل التراكمي وبناء المداميك فوق بعضها البعض، و ضرورة التوقف عن اسلوب نقض الغزل الذي أدمنته جهات اردنية عديدة لم تورث الا الملاومة والندم واحتساب الوقت الذي يظل يمر عقيماً..
أبارك لسلطة العقبة ما انجزت في السنوات الثلاث السابقة، وكلنا أمل ان تدخل المرحلة الجديدة القادمة وهي أشد ايمانا بالانجاز واستمرار التحليق الذي بدأ ولم يتوقف..