عروبة الإخباري – اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الخميس، أن الجزائر تمر بظرف كارثي بسبب الحرائق التي اندلعت في عدد من الولايات، وقال أن “أغلب الحرائق في البلاد تمت بفعل أيادٍ إجرامية” دون أن يغفل وقوف ارتفاع درجات الحرارة خلف بعضها.
وكشف تبون في كلمة له توجه بها إلى الجزائريين، بعد موجة الحرائق التي تضرب البلاد، أن الجهات المختصة ألقت القبض على 22 مشتبهاً فيه بالتورط في إشعال الحرائق، بينهم 11 موقوفاً في منطقة تيزي وزو، كما ستستمر التحريات لمعرفة كل المتورطين.
وتابع تبون أن القمر الصناعي الجزائري أظهر صوراً مرعبة لحرائق في 16 ولاية منذ التاسع من أغسطس/آب، لكن الحرائق تمركزت لاحقاً في ولاية تيزي وزو وبجاية، لافتاً إلى أن طبيعة منطقة تيزي وزو ووجود القرى في وسط الغابات عقد الوضع أكثر وزاد من صعوبة مهام فرق الإنقاذ.
وكشف الرئيس الجزائري أنه كلف الحكومة بالاتصال بكل الدول الصديقة والدول الأوروبية “لتزويدنا بطائرات إطفاء لكن ولا دولة استجابت لانشغالها بإطفاء حرائق اليونان”، قبل أن يتم، الخميس، “إرسال طائرتي إطفاء من أوروبا وستصل طائرتان غداً من إسبانيا”.
ورد تبون على اتهامات وُجهت للحكومة بالتقصير في توفير الإمكانات اللازمة لمواجهة الحرائق المهولة، وقال “بعكس ما يقال هنا وهناك، وفرنا الإمكانيات الموجودة وأرسلنا ثلاثة آلاف رجل إطفاء لإخماد الحرائق، فيما خصص الجيش ست طائرات لإطفاء الحرائق”، وأكد أنه كلف قيادة الجيش بالتفاوض لشراء طائرة إطفاء.
وتعليقاً على دعوات التحريض الإثنية والمناطقية، على خلفية جريمة قتل وسحل شاب من قبل مجموعات من الغاضبين للاشتباه في إشعاله الحرائق، قال تبون أن السلطات ستتصدى لكل من يريد المساس بالوحدة الوطنية والمحرضون سيدفعون الثمن “أدعو الجزائريين إلى عدم الانسياق وراء دعوات منظمتين إرهابيتين”، في إشارة منه إلى حركتي: رشاد (توجه إسلامي) ووالماك (تطالب بانفصال منطقة القبائل)، واللتين صنفتهما السلطات الجزائرية كمنظمات إرهابية.
حداد وطني في الجزائر على ضحايا عشرات الحرائق المشتعلة لليوم الثالث
وكانت مجموعة من الشباب الغاضبين قامت بانتزاع شاب من داخل سيارة شرطة للاشتباه به بالتورط في حرق الغابات وتم قتله بطريقة وحشية، وأعلن القضاء الجزائري بدء التحقيق في الحادث، وفي ظروف وملابسات القضية للكشف عن هوية الفاعلين وتقديمهم أمام القضاء لنيل جزائهم الصارم، طبقاً لما تقتضيه قوانين الجمهورية حتى لا تمر هذه الجريمة البشعة بدون عقاب، وتعهدت باطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق.