عروبة الإخباري- تشهد الجزائر منذ يوم الاثنين، 9 أغسطس 2021، حرائق في الغابات الواقعة شمالي البلاد أسفرت في آخر حصيلة مُعلنة عن وفاة 69 شخصًا بينهم 28 جنديًا.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الجزائر الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على ضحايا حرائق الغابات، وثق أهالي المدن والولايات المشتعلة مشاهد صادمة وقصص مرعبة شهدوها وهم يجوبون الشوارع هربًا من ألسنة اللهيب وبحثهم عن مفقوديهم.
ومن بين تلك القصص المأساوية، عثرت مصالح الحماية المدنية في الجزائر على شقيقتين متوفيتين وهما تعانقان أمهما هربًا من الحرائق التي اندلعت بقرية (إخليجن) في ولاية تيزي وزو.
وبحسب وسائل إعلام محلية في الجزائر فقد تم العثور على الشابتين سارة وجوهر متفحمتان ومتشبثتان بجثة والدتهما التي توفيت اختناقًا جراء استنشاقها لدخان الحرائق.
وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الفتاتين للترحم عليهم، سائلين الله أن يرحم أهل الجزائر ويحفظهم من الحرائق.
كما بدأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لتنظيم قوافل لمساعدة سكان قرى تيزي وزو، ولجمع مواد غذائية وأدوية وتقديم وسائل نقل المياه والمساعدة في إخماد الحرائق وذلك عبر وسم “#تيزي_وزو_تحترق”.
وانطلقت من العاصمة شاحنات تنقل مواد تبرّع بها مواطنون وتجار، وكذلك سيارات مواطنين حمّلوها خاصة بمياه الشرب وحليب الأطفال والحفاظات.
وسخر الجيش الجزائري طائرات من نوع MI26 تابعة للقوات الجوية للمشاركة في إخماد الحرائق بكل من ولايتي تيزي وزو خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها.
وحسب بيان وزارة الدفاع الوطني، فإن هذه المروحيات تتميز بقدرة حمولة كبيرة ودقة عالية خاصة في المناطق الوعرة والظروف المناخية المعقدة التي سببتها الحرائق المنتشرة.
وأشار المصدر نفسه، إلى إقحام مثل هذا النوع من المروحيات يشكل دعمًا كبيرًا لعمل مفارز الجيش الوطني الشعبي في الميدان إلى جانب مصالح الحماية المدنية في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية، والقرى المنكوبة.
واجتاحت الحرائق 17 ولاية جزائرية، ليتم تسجيل أكثر من 100 حريق، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، مساء الثلاثاء، 10 أغسطس 2021.
وأكد رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمن، أن التحريات الأولية أثبتت أن حرائق الغابات التي تشهدها البلاد ناتجة عن فعل إجرامي.
وقال في تصريح، الثلاثاء، إنه بالرغم من أن الظروف الطبيعية الحالية التي تساعد على انتشار مثل هذه الحرائق إلا أن الأيادي الإجرامية ليست بعيدة عنها.
كما ذكر أن التحليلات الأولية على مستوى منطقة تيزي وزو أثبتت أن أماكن اندلاع هذه الحرائق كانت مختارة بدقة تسمح بإحداث أكبر قدر من الخسائر. وبيّن أن المواقع التي تم اختيارها توجد في مناطق بها تضاريس وعرة وصعبة تعطل وصول الإسعافات.