تعجبني هذه السيدة، دخلت الحقل السياسي دون احماء طويل، دخلت برشد وروية وهدوء، قدمت خطابا متقدما ثقافيا لا يمكن الاستهانة به.
ديمة طهبوب، نائب سابق تركت بصمات في المجلس الثامن عشر، تقرأ جيدا ما بين السطور وما فوقها، انها مثال للسيدة الاسلامية في حالتها الفضلى.
تتعرض لحملة تشويه بسبب قبولها الدخول في اللجنة الملكية المتعلقة بصياغة قوانين ناظمة للحياة السياسية، تشويه لا عقل له ولا عيون الا النكاية وفقدان البوصلة.
الدكتورة ديمة اقرب للاسلامية الوطنية التي لا تنجرف نحو الشعبوية، وتعرف بإتقان مصالح الدولة الحيوية، كما انها قوية بما يكفي لتعبر عن قناعاتها بوضوح.
اتفق معها ان اللجان استخدمت كآلة قتل وجهت نحو محاولات الاصلاح، لكن هذا لا يعني عندها وعند العقلاء ان اليأس هو الحل، فالمحاولة واجب وطني لا يناقش فيه عاقل.
قرار اختيار ديمة طهبوب لتكون في اللجنة الملكية كان حكيما، فالسيدة تملك الكثير لتقدمه، فهناك المعلومة والحجة الواضحة، وبينهما صلابة موقفها من قناعاتها الفكرية التي تمثل طيفا عريضا من الناس.
ما جعلني اكتب مقال يتعلق بديمة طهبوب، تلك الهجمة غير المبررة من البعض، استنطق البعض موقفا سابقا له سياقه ووظفوه في الهدم الذي اصبح وجهة الكثيرين للأسف.
اللجنة الملكية ليست ربما استثناء عن سابقاتها، رغم ذلك، هناك فسحة امل، فالضمانات مختلفة ومحددة، والتوقيتات جديدة، وعليه يجب ان نعطي المحاولة مداها.
دعونا نعترف اننا امام حالة احباط غير مسبوقة، غير راشدة، تقتل الحوار او الاستماع للراي الآخر، فالاغتيال سيد الموقف للاسف، والعقلاء يتوارون.
الدكتورة ديمة طهبوب /عمر عياصرة
8
المقالة السابقة