عروبة الإخباري – افتتح وزير الداخلية مازن الفراية، فعاليات مؤتمر ادارة مخاطر الكوارث والأزمات في الاردن خلال مئة عام، والذي نظمته لجنة ادارة مخاطر الكوارث والازمات في نقابة المهندسين الأردنيين، بمشاركة المؤسسات الرئيسة ذات العلاقة بإدارة الكوارث في الأردن، كالدفاع المدني والمنظمات الدولية التي ساهمت بتطور مخاطر الكوارث في الأردن.
وثمن الوزير الفراية جهود النقابات المهنية بشكل عام ونقابة المهندسين على وجه الخصوص، على دورها التاريخي ومساهمتها الفعالة في بناء الدولة الأردنية، ورفد قطاعاتها المختلفة بالكوادر البشرية والخبرات التراكمية ودورها في تأهيل ورعاية منتسبيها.
وقال إن الممكلة الأردنية الهاشمية مرّت كالعديد من الدول بمجموعة من الازمات والكوارث، وكان اخرها ازمات اللجوء المختلفة وتوالت الكوارث والأزمات على اختلاف درجاتها، بالتزامن مع تحسن الدولة على ادارتها، حيث توجت الجهود بتأسيس المركز الوطني للأمن وادارة الازمات عام 2008.
ولفت إلى أن الاردن ساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الشعوب التي تعرضت لكوارث وازمات، إضافة الى حجم مساهماتنا الكبيرة في قوات حفظ السلام، وارسال العديد من المستشفيات الميدانية الى مختلف دول العالم.
وقال الوزير الفراية إن المؤتمر بخبراته التراكمية، جاء لإلقاء الضوء على محطات تاريخية لادارة مخاطر الكوارث والازمات في الاردن خلال مئة عام منطلقا من مفاهيمه العلمية ومحاوره البناءة التي ادرجتها لجنة ادارة المخاطر في نقابة المهندسين، مستذكرة بذلك مسيرة الادارة الاردنية في مواجهة الكوارث والأزمات خلال المئوية الاولى، وابراز الكوارث التي حصلت طيلة هذه الفترة والالية التي تعاملت بها الدولة الاردنية.
وأشاد بدور نقابة المهندسين أحمد سمارة الزعبي في ادارة المخاطر والازمات منذ انشائها، ومدى تقيدها بالمعايير والكودات الدولية والمتابعة المستمرة لإدارة اليات تلك الازمات والكوارث وفقا لتطبيق افضل الاستراتيجيات ومتابعة أحدث الافاق المستقبلية للحد من مخاطر هذه الكوارث على المجتمع.
وأكد على أن حسن ادارة الازمات والكوارث في الاردن كان الفيصل في نجاح الادارة، فقد تحمل الازمة في طياتها الفرص لايجاد بواطن الخلل في البينة التحتية للقطاعات المختلفة، وبالتالي تحسين قدرات الاستجابة والاستخدام الأمثل للموادر المتاحة، مبينا أن نجاح الدولة في التعامل مع مختلف هذه الازمات كان ناتجا عن التعاون والتنسسيق بين كافة مكونات الدولة والاستغلال الامثل للموارد البشرية والمالية وتضافر جهود المؤسسات الحكومية والقوات المسحة والاجهزة الأمنية كل باختصاصه وتحت قيادة موحدة للخروج من هذه الازمات بكفاءة وفاعلية والتخفيف من اثارها الجانبية على الدولة، والعمل معا للتعافي.
وفيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا، قال الوزير الفراية إن الحكومة بذلت جهودا كبيرة لكسب الوقت لبناء القدرات الصحية المناسبة للتعامل مع الجائحة، وشكلت خلية ازمة في المركز الوطني للأمن وادارة الازمات ضمت كافة مؤسسات الدولة واجهزتها الأمنية، لافتا إلى أنه وبعد مرور اكثر من عام على الجائحة الا أن القطاع الصحي ظل متماسكا كما تم بناء مستشفيات ميدانية وتعزيز المستشفيات القائمة، إضافة إلى قيام الحكومة بأخذ عينات الفحص واعطاء المطاعيم ومعالجة مرضى كورونا على نفقتها، الامر الذي ساهم في وصولنا الى مرحلة التعافي من ذلك الوباء حيث تراجعت الاصابات وزادت السعة السريرية وأصبح بالامكان اعطاء المطاعيم لنحو 100 الف شخص يوميا.
بدوره، قال نقيب المهندسين، إن قدرنا في هذا الوطن ان نعيش مع التحديات منذ تأسيس الامارة ومواجهة المؤامرات المختلفة،حيث تمكنا من تجاوز التحديات والانتصار على المؤامرات بالتحام الشعب مع القيادة، فإينما كان هناك تقاطع للموقف السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي بين القيادة والشعب كان الانتصار نهاية الطريق.
وأكد على أن الحوار المجتمعي سواء كان حوارا يتعلق بالجوانب السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية او التربوية، هو سبيلنا الوحيد للانتصار، حيث أن كل الشعوب التي حاولت الوصول الى الاصلاح الراديكالي دخلت بمتاهات الحروب الأهلية والازمات المختلفة.
وبين المهندس سمارة أن الأردن يمر بأزمة اقتصادية خانقة رافقها ارتفاع معدلات البطالة، واخرها جائحة فيروس كورونا والتحديات الاقليمية المخلتفة، وقد كانت النقابة كما كانت دائما منحازة لقضايا الناس وقضايا شعبنا العربي والقضية الفلسطينية، حيث سيتوجه الوفد الذي تم تشكيله مؤخرا الى قطاع غزة للمساهمة في عملية الاعمار وتقديم الخبرات المختلفة، كما تقوم النقابة كل عام بترميم منازل الأسر العفيفة في محافظات المملكة المختلفة ضمن حملة فزعة أهل، مشيرا إلى أنه سيتم اطلاق حملة فلنشعل قناديل صمودها لترميم منازل البلدة القديمة في القدس المحتلة خلال الايام القادمة.
وقال رئيس لجنة ادارة مخاطر الكوارث والأزمات في نقابة المهندسين المهندس نايف خوري، إن المؤتمر يأتي ونحن نعيش ذكرى استقلال المملكة ونتفيئ ظلال المئوية الأولى للدولة الأردنية، انسجاما مع دور النقابة في المساهمة وتعزيز مختلف مجالات الحياة في الاردن بخبرات النقابة المختلفة.
وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي ونحن نعيش كارثة فيروس كورونا العالمية التي أودت بحياة 4 ملايين شخص وخلفت ملايين الاصابات، كما أن الاردن عاش الجائحة واثبت فاعليته في ادارة الكارثة، وكان قادرا على تخفيف اثار الجائحة، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بادارة مخاطر الكوارث والازمات.
ولفت إلى أن الاردن كان سباقا في التوقيع على الاطارات الاممية في مجال ادارة مخاطر الكوارث والازمات، كما أننا لا زلنا بحاجة الى العمل للاستفادة من الدروس المستفادة التي يتم استخلاصها من المؤتمرات المتنوعة حول هذا الموضوع بمشاركة نخبة من الخبراء والريادات والمؤسسات في هذا الوطن.