عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
أعود الى التفاؤل وأعلق أملاً كبيرا على لجنة الحوار التي يرأسها دولة سمير الرفاعي ومجموعة كبيرة من ابناء الوطن هم اعضاؤها ومنهم من يملك خبرات كثيرة..
البعض يهاجم اللجنة على غير هدى سوى انه ليس فيهم او انه لا يثق، ولكن هذه اللجنة تحديدا في اعتقادي تأتي بعد طول انتظار وعطش للتغيير والاصلاح، ولا اعتقد ان افرادها يمكن ان يرتضوا او يسجلوا على انفسهم انهم مجرد اعضاء في لجنة بهذا الاسم، وخاصة دولة الرئيس الذي لم يعط فرصة في الحكومة لطبيعة المرحلة التي جاء فيها، ولكنه منذ ذلك الحين لم يتوقف بجهده الفردي المتصل عن العمل على معالجة مواقع الخلل بالحوار، لذلك رأيناه يجوب المملكة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا يدعو للحوار ويبشر به بهدوء وصمت لم يكن البعض يشعر به، ولكنه استمر يزرع ويزرع وهاهي الجهود التي اضاف اليها ما فعل تثمر هذه اللجنة التي يُعوّل عليها الكثير ، سيما وانها تأتي في ظل ضمانات ملكية ان تحمى قراراتها وانت تدخل كمعالجة و دواء لمعالجة جوانب من الحياة العامة، خاصة في انجاز اهم القوانين الناظمة للحياة السياسية وهما قانون الاحزاب والانتخابات وغيرهما…
الضمانة الملكية ترد بشكل واضح لا لبس فيه ولا تستر لتمنع عن قرارات اللجنة اي تدخل من اي جهة وأي اضافة او انقاص، وان تسند لتصل الى البرلمان “مجلس الامة” ليرى كيف يمكن لقرارات هذه اللجنة ان تساعد وان تسند وان تعوض وان تكون قادر على الاجابة على عديد من الاسئلة دون مواربة او تأجيل..
طال انتظارنا وعطشنا للحوار الجاد المثمر وكثيرون منا حاولوا وخاصة ان رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز قد شرع كثيرا من الحوارات ايضا..
كنت اتابع جهود رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي وخاصة حواراته المتصلة في الشمال وقابلية الجمهور لها وتفاعله معها، فقد كانت حوارات مثمرة وغنية وصريحة، لم تأخذ باسلوب الانكار لما في الواقع من اخطاء وتشوهات، بل ناقشت كافة الجوانب التي لفتت انتباه جلالة الملك، فاعتمد الاسلوب واعتمد جهود هذه الشخصية الاردنية وبارك عملها بأن اناط بها مهمة استمرار الحوار عبر لجنة ملكية مختصة لتصل بنا الى الاهداف الوطنية المتوخاة، المفترض الان ان تصب كافة الحوارات الجانبية واللجان والهيئات والمجموعات والصالونات بما في ذلك “صالون المئوية” الذي ينشر اخباره من خلال “تيار المواطنة” وغيره من التجمعات الاخرى وحتى الاراء الشخصية النابهة والمحترمة في اطار هذه اللجنة، واعتقد ان رئيسها واعضائها يرحبون بذلك ويسعدون بذلك..
و لذا أهيب بكل ذو رأي وخبرة وعناية بالحوار ان يقدم رأيه وان يصب جهده في اطار هذه اللجنة حتى يصار الى صهر كل الافكار والرؤى والتوجهات بما يكون رأيا عاما شاملا وطنيا يوفر التوافق الوطني ويسعى به..
ثم شغب من بعض الافراد على اللجنة وثمة نقد غير موضوعي كما اعتقد لا يأخذ بعين الاعتبار الظروف والمعطيات والضرورات، ولكن هذا النقد وان كان قد حصل فانه من قبل ايضا قد اصاب مثله “اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني” عام 1991 حين شكلت ثم ما لبث ذلك النقد ان توقف، ليجري الاحتفاء بالميثاق والتمسك به والدعوه اليه، فقد اصبح الميثاق الان وتطبيقه مطلبا وطنيا، وهذا ما يحدث الان مع هذه اللجنة “لجنة الحوار الوطني” التي نُعوّل عليها الكثير وننتظر خلاصة قراراتها، وسندرك اننا كنا بحاجة الى ذلك و اننا تاخرنا على ذلك وكان لا بد أن نشرع بمن شارك من اخوتنا وابنائنا ليحملوا اراءنا واقتراحاتنا.. ولذا فإنني اقترح تاسيس صندوق او بريد لهذه اللجنة يسمح لمن اراد من المواطنين والمواطنات ان يرسل رأيه للجنة و ان يدلي بدلوه ليصار الى النظر في الرأي والمقترح والاستفاده منه..
ندعوا لرئيس اللجنة بالتوفيق و ونهنئ بالثقة الملكية ونبارك للجنة الضمانات الملكية المعلنة ونثق انها ستوفر لها الرعاية لتحمى القرارات وتضمن تنفيذها.