يدخل (العيد السعيد) ونحن بلا سعادة..فلسطين ينهمر عليها الوجع؛ القدس تئنّ تحت مطرقة (الدولة اللقيطة) والشيخ جرّاح يحمل روحه على كفّه ويقاوم وسط تصفيق حاد من جمهور لا يملك إلاّ الفرجة ودموع الخيبة..!
آه على عيد يأتي وأصحابه يفكِّرون بتحرير أمعائهم ومعداتهم وحلوقهم من صيام النهار بينما لا أحد فيهم يفكّر بشبر تحرير لكرامتهم..! يوجعهم ما يحدث الآن في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ويهرولون سريعاً بعد الوجع اللحظي إلى القطائف والتمر هندي وملابس العيد والعيديات..!
أعلم أنني أجلد ذاتنا..فأنا لا أملك إلاّ الجلد..الجلد هو ما يبقي فلسطين كلّها في دائرة الضوء..وأعلم أنني انفخ في قربة مخزوقة..ولكنّ القِربة المخزوقة يتشرشر منها آهاتٌ وأمنياتٌ وغضبٌ ..!
كل عام وأنتم بخير..وفلسطين الصارخة الصامدة بمليون..كل عام وكل رضيع يأتي الآن شاهداً على دوامة التاريخ بخير..كل عام و الرافضون التطبيع بخير..والباصقون على الأعداء بخير..والهاربون إلى الله بخير..والراكضون إلى القدس بخير..وامّهات الشهداء والجرحى والأسرى بخير..!
كلّ عام والمنتظرون الله وفرجه على أبواب الرحمة بخير..يا الله؛ بيّنْ بيانك..