عروبة الإخباري – في ظل الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على الفلسطينيين خلال اقتحام قواته باحات الأقصى، وقصف قطاع غزة وصلت أعداد الشهداء الى 20 بينهم 9 أطفال وقيادي في حماس، فيما بلغ عدد المصابين في الأقصى ومحيطه نحو 400 جريح فلسطيني لغاية منتصف ليلة أمس.
ونشب حريق تزامنا مع أداء المصلين صلاة المغرب في ساحة المسجد الأقصى، بفعل القنابل التي يلقيها الاحتلال، فيما لم يعلن عن إي إصابات في الحريق الذي طال أشجارا، وسارع المرابطون في المسجد إلى إطفائه.
وأكدت القيادة الفلسطينية أنها “تدرس كل الخيارات للرد على عدوان الاحتلال ضد المقدسات”.
من جهته أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن “المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة”.
وفي ساعات مساء أمس أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل بعد أن حذرتها بضرورة سحب قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى “إطلاق سبعة صواريخ من قطاع غزة”، مضيفا في بيان “اعترضت القبة الحديدية أحد الصواريخ بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة”.
وأكد المتحدث تعرض “سيارة مدنية إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع في منطقة شمال قطاع غزة” وتم تسجيل إصابة طفيفة لمواطن إسرائيلي”.
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة “كتائب القسام توجه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة”.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء القدس بعد دقائق من الموعد النهائي، إذ أمهل أبوعبيدة إسرائيل حتى “الساعة السادسة من مساء أمس لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة”.
وقال مصدر في الغرفة المشتركة التي تضم الأجنحة العسكرية لحماس والفصائل، إن “قيادة الغرفة أعطت تعليماتها لكافة القادة والعناصر الميدانية للنفير والتجهز لأي طارئ” دون مزيد من التفاصيل.
ورد الاحتلال بشن ضربات جوية على شمال قطاع غزة ما أدى الى استشهاد تسعة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال والقيادي في حركة حماس/الجناح العسكري محمد فياض في بيت حانون في شمال القطاع.
وأعقب ذلك بإطلاق قوات المقاومة للاحتلال في قطاع غزة 100 صاروخ، أكد مصدر في غزة أنها استهدفت بالاضافة إلى شمال الاحتلال كلا من تل أبيب وعسقلان والقدس.
وعلى وقع المطالبة الفلسطينية بحماية دولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال، فقد عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة طارئة عاجلة لمناقشة التصعيد الحاصل في القدس المحتلة، لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من “غير المناسب” توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين.
وقالت المصادر نفسها إن المفاوضات ستستمر بشأن نص يُتوقع أن تخفَف لهجته مقارنة بالوثيقة الأولية التي اقترحتها النروج على الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الذي دعته تونس للانعقاد.
وطالبت مسودة الإعلان وقُدمت بالاشتراك مع تونس والصين “إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد” التي تلحق بالفلسطينيين “بما في ذلك في القدس الشرقية”.
كما تضمنت الوثيقة إعراب المجلس عن “قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية” حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم أمس وحده.
وشددت على “أهمية أن تمتنع (جميع الأطراف) عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقوض قابلية تطبيق حل الدولتين”.
وتدعو الوثيقة المقترحة كذلك إلى “ضبط النفس والامتناع عن كل استفزاز وخطاب (تحريضي) والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة واحترامه”.
وقال دبلوماسي إن الولايات المتحدة أوضحت لشركائها خلال اللقاء المغلق الذي عقد عن طريق الفيديو أنها “تعمل خلف الكواليس” لتهدئة الوضع و”ليست واثقة من أن إصدار إعلان في هذه المرحلة سيساعد”.
ولم يتسن الحصول على تعليق من بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
من جانبه جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس ادانته لما وصفه بالارهاب الإسرائيلي في القدس المحتلة.
وفي اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قال إردوغان أنه يدين هذه الاعتداءات الدنيئة، بحسب الرئاسة التركية.
وأكد إردوغان، إنه سيبذل “قصارى جهده لتعبئة العالم بأسره وفي مقدمته العالم الإسلامي بهدف وقف الإرهاب والاحتلال اللذين تمارسهما اسرائيل”، وفقًا للمصدر نفسه.
وصباح أمس قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن القيادة والشعب الفلسطيني لن يسمحوا بتمرير المخططات الإسرائيلية” لتهويد القدس المحتلة.
وأضاف إن ما قامت به قوات الاحتلال من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وباحاته هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي، وتحديدا للجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية، منوهاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل هذه الجهود والتدخلات الدولية.
وظُهر أمس اقتحمت قوات الاحتلال مصلى قبة الصخرة والمصلى القبلي ومصلى باب الرحمة وسط إطلاق القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية بشكل عشوائي تجاه المصلين، الذين لاحقتهم بالضرب والدفع لتفريغ ساحات الاقصى، وسط حصار للمصلين في مصليات المسجد الأقصى.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، ونشرت القناصة في أماكن متفرقة من المسجد وباحاته، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المرابطين.
واعتدت قوات الاحتلال على مئات المقدسيين، قرب باب الأسباط وفي أحياء القدس القديمة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي تجاه الشبان الذين تواجدوا قرب ساحة الغزالي.
وأفادت الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أحضرت سيارة المياه العادمة ورشت المواطنين بشكل وحشي بمياه كيميائية تتسبب في حالات اختناق وإغماء.
كما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في عدد من أحياء القدس المحتلة بالتزامن مع المواجهات المندلعة في باحات المسجد الأقصى، حيث اعتدت قوات الاحتلال على المقدسيين الذين هبوا لنصرة حي الشيخ جراح عقب مهاجمة المستوطنين للحي ومحاولة اقتحامه والاعتداء على مواطنيه.
وأطلقت قوات الاحتلال وابلاً من القنابل والأعيرة المطاطية ورشت المياه على المواطنين، بينما قام الشبان بإغلاق مداخل الحي الرئيسية بالحاويات والحجارة لمنع تقدم المستوطنين باتجاه الحي.
وقد أسفرت المواجهات مع الاحتلال في المسجد ألأقصى ومحيط البلدة القديمة في “إصابة حوالي 400 نقل منهم 263 إصابة لمستشفيات المقاصد، والفرنساوي، والمطلع، والميداني للهلال، فيما وصفت حالة 7 منهم بالخطيرة جدا، إضافة لإصابة عدد من مسعفي الهلال الأحمر.
وبين مدير مستشفى المقاصد عدنان فرهود إن “معظم الإصابات في الرأس بالإضافة إلى إصابات في الأطراف العلوية والسفلية والصدر وبعض الإصابات بالرصاص المطاطي في العيون”.
فيما أكد رئيس قسم الجراحة في المستشفى في القدس الشرقية فراس أبو عكر أن “ثلاثة فلسطينيين فقدوا أعينهم بينهم طفل، فيما أعلن مكتب “اليونيسف” في فلسطين المحتلة أن حوالي 30 طفلا فلسطينيا أصيبوا خلال تلك الاحداث بينهم طفل لم يتجاوز عمره العام الواحد (أمس)”.
فيما أطلقت مآذن القدس المحتلة نداءً موحداً لأبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم للتدخل من أجل فك الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على المسجد، ولإنقاذ المصلين المحتجزين.
وأفادت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة بأن “قوات الاحتلال اقتحمت بشكل همجي ومفاجئ باحات المسجد، ورفضت السماح للطواقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان”.
وبالمثل؛ قال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى بشكل همجي وغير مسبوق، وإن الإصابات بالمئات، مناشداً العالم بالتدخل من أجل وضع حد لعدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى.
وفي وقت سابق منذ فجر أمس؛ احتشد آلاف الفلسطينيين من مدينة القدس وفلسطين المحتلة العام 1948 في المسجد الأقصى لصد دعوات المستوطنين باقتحامه، لإحياء ذكرى ما يسمى “توحيد القدس”، ذكرى احتلال الشق الشرقي من المدينة.
وتجمع آلاف الفلسطينيين في باحات وساحات المسجد وأعلنوا الاستنفار استعداداً للتصدي للمستوطنين، كما نصب الشبان الحواجز الخشبية مقابل باب المغاربة ووضعوا الحجارة عند الجهة الشرقية للاقصى “مسار اقتحام المستوطنين”، وذلك لصد اي اقتحامات محتملة للمستوطنين.
وعلى الجبهة الأخرى في غزة؛ شنت قوات الاحتلال، أمس، قصفاً جوياً لمواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع تجاه المستوطنات المحاذية للغلاف الحدودي معه.
وأفادت الأنباء الفلسطينية بأن مدفعية الاحتلال استهدفت أربعة مراصد تابعة للمقاومة في شرق رفح، جنوب قطاع غزة، وشمالي بلدة بيت لاهيا، شمالاً، وشرق بيت حانون، شمالاً، بالإضافة إلى شرق المحافظة الوسطى.
من جانبه؛ قال الناطق باسم حركة “حماس”، محمد حمادة، إن اقتحام المسجد الأقصى، والمصلى القبلي، والاعتداء على المصلين المرابطين في ساحاته من قبل جيش الاحتلال، يعد حرباً دينية يمارسها الاحتلال، ودليلاً على وحشية الاحتلال الصهيوني.
ودعا حمادة، في تصريح أمس، أبناء الشعب الفلسطيني إلى الثبات في وجه الاقتحام، والدفاع عن الأقصى ومنع اقتحامه من قبل المستوطنين، مؤكداً أن الاحتلال سيدفع الثمن جراء تغوله على الأقصى وعلى المصلين فيه.-(وكالات)