عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
أكتب عن تجربة، واعتقد ان لا مسؤولاً أردنياً في موقع امني متقدم لديه القدرة على المتابعة و إصابة الهدف بدقة وسرعة كما الباشا “حسين الحواتمة” الذي لا يفرط في الشكاوى من شيء والذي ما أن تصله شكوى ذات طبيعة أمنية تندرج في تخصصات الامن العام إلا ويستجيب لها او يوجه الى مكانها الصحيح او يوفر لها أدوات الحل..
لأول مرة احس ان الاجهزة والدوائر والمديريات والاقسام التابعة لقيادة الباشا متناغمة وتعمل باستجابة عالية وكفاءة، فقد ظل الباشا حريصا على أعداد وانتخاب كل كوادره التي يستعين بها وخاصة في الاقسام الحساسة والفاعلة في الامن الوقائي والبحث الجنائي التي يختار لها من الكفاءات الشابة ما يجعل القرار الامني قابلا للتنفيذ ومصيبا للهدف ..
قد تكون القضية التي اثرتها متواضعة قياسا الى قضايا لاحظت كيف تعامل فيها جهاز الامن العام من خلال قيادته وكيف كانت النتائج، وقد كتبت عن ذلك وأرجو ان لا اذكر الوقائع والأحداث التي فيها اطلاق سراح مختطفين ومداهمة شبكات سرقات وتزوير وغيرها..
القضية الأخيرة التي كنت أحار من يمكن ان يضع حلا سريعا لها ويوقف نزيفها ويحفظ سمعة الدائرة الحكومية التي تقود اليها ،وكذلك علاقات هذه الدائرة بالجهات العربية وحتى الدولية المتعاملة في القضية و حماية الاردنيين الذين يعملون وينتجون وكذلك التزاماتهم وتعهداتهم..
قد لا يصدق القارئ ان دقائق فقط كانت تفصل بين تقديم الشكوى وبين تحرك فريق الامن الذي اختاره الباشا والذي لا يعترف بطبيعة الوقت ان كان نهاراً او ليلاً او فجراً، ففي نفس يوم الشكوى كانت المعلومات مبسوطة بين يديه وكان جهازه المتميز في البحث الجنائي قد امسك بخيط المسبحة ووضع كل النقاط على الحروف وحل المربعات المتقاطعة التي جعلت الجملة مقروءة…
لم تصدق الاطراف المشتكية التي التقطت انفاسها حين استدعيت لتضع المعنيين في الصورة و بالصورة التي تعجز عنها أعتى اجهزة المتابعة والبحث في العالم…
احترافية جهاز الامن العام وقدرته على المتابعة متوفرة ان كانت المعلومات دقيقة والزمن مناسب والشكاوى بعيدة عن الكيدية.. ما زلت اذكر قول الباشا في رمضان الماضي حين اخبرته عن قضية خطف ابن رجل اعمال مستثمر اردني من باب شركته صباحا في ظروف غامضة قوله: “سيتناول الافطار مع اسرته هذا اليوم”، وفعلا كان القلق ينتاب والده وأهله، والذين احيطوا علما بقضيته ..
كنا ننتظر وكان الامن يعمل في ساعات مكثفة و وقت قصير قياسي فلا طلاسم ولا ارتجالات، وإنما علم و خبرات ودراية ودقه في التوجيه وحرص..
منذ تسلم الباشا الجهاز حاولت اطراف عديدة أن تعجم عوده ،وان تختبر صلابته، وان تحاول النيل من عمل جهازه، ولم يكن يهتم بما يقال عنه، وكان اهتمامه ان يحمي جهاز الامن العام، وأن تحمى صورته ، لأنه يحمي مقدرات الوطن..
ولما كان الباشا مختبر من جانب جلالة الملك، وقد نال ثقته وسماه لهذا الجهاز الهام فقد بيّض وجه القائد الاعلى و سد ثغرات كان يأتي منها الريح ، وأصبح الجهاز الذي انصهرت فيه اجهزة الامن الدرك والدفاع المدني متناغما كما “فرقة الاوركسترا”، خاصة ان التنسيق مع وزارة الداخلية في احسن مراتبه حين دعت خبرات الداخلية المتوفرة ووزيرها الذي صعد السلم درجة درجة الى ان وصل لموقعه، وقد ادرك ان التعاون موصل وان التجاذب موهن وقد عاش الامن العام التجربتين ليصل الى حالة اعتقد الان انها الامثل…
ما اردت ان قوله اننا لا نرى من عمل جهاز الامن العام إلا القليل، وأما الكثير المتراكم والمضني من العمل فهو يذهب باتجاه العمل والتطبيق وليس القول او الاعلام، فهذا الجهاز تنفيذي من طراز متخصص ورفيع ،وهو اشبه بصحة الانسان التي لا يسأل عنها ألا من مرض، فما دام الانسان بصحة جيدة فإنه لا يتذكر صحته وهذا شأن جهاز الامن العام في بلدنا، فنحن لا نتذكره لأنه يعمل بأعلى درجات الكفاءة..
ولذا فإننا نتمنى ان يبقى كذلك وان لا نقول وفي الليلة الظلماء يفتقد الأمن…