حينما قلت وداعا يا اردن يا وطني أردت الرحيل وما رحلت أردت الهروب وما استطعت أتعلم لماذا يا قارئي لأن أردني دمي وشراييني لأن وطني أم تحتضن الأمم لأن أردني سلام يسكن القلوب وأمان يتفرد في كوكب الأرض أرضي أرض المجد والعلى أرض الوفاء والكرم أرض تجمعت فيها كل الحضارات وتوالت فيها معارك وبطولات نعم صحراء قاسيه وصنعت رجالاً لمن أراد من القسوة مصنع البساله ومن لم يشأ تاه في ضياع الجزاعه ومن تعب واجتهد أدى أرقى رساله
إنه وطني مانح كل السبل لارتقاء العلياء فكم من أبناء ناضلت ووصلوا وكم من شيوخ رسموا حكمة تقتدي فيها الشعوب وكم من شيوخ
تعالت بشيخة كسنابل القمح الفارغة واقتاتت على جمر عناء الغير دون عناء يذكر
أردت الرحيل يا وطني وقلت لك وداعا يا اردن
وما رحلت وقد رحلت مرارا وتغربت مرارا واشتقت للخيمة والبداوة والقهوة وأجراس الكنائس وأصوات المآذن
كم بكيت في غربتي وأردت الوصول لمطار عمان كم اشتقت لجيشنا
وعسكرنا ولغتنا ولهجتنا
كم اشتقت لكشرتنا ونخوتنا أردت الرحيل عنك يا وطني ومهجة قلبي يا نوري وظلمتي يا قسوة صنعتني فاعتليت بك ومنك وفيك هل أقول وداعا مرة أخرى
ربما أقول وداعا لاحقا لأجل الاردن لعلم وحكمة أرنو اليها إن شاء ربي
ظننت أن الرحيل عنك يا وطني نعمة كما يردد المعظم لكن الرحيل عنك مشقة وإن رحلنا فمصيرنا العودة لأنك يا وطني انت منبع المحبة
فيا أبناء الوطن لا تظنوا أن الغربة نعمة وانما مشقة تمرمر العقول وتشيخ الروح فحيث يكون الألم يكون التحدي بعلم وصبر فوصول فإن كان وداعي لك يا أردن اكيد فلقائي بك يا وطني محتم.
لارا الطوال
أردت الرحيل وما رحلت / لارا الطوال
9
المقالة السابقة