عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
لها من اسمها نصيب لجهة المكان عمّان، ولجهة عروبتها وتوجه الطلبة العرب إليها.. وقد اتخذت من سفح جبل مطل على مساحات من الارض والسكان على طريق المدينة التاريخية جرش..
بدأت “جامعة عمان العربية” كجامعة للدراسات العليا، حيث كانت تمنح شهادات الماجستير والدكتوراه قبل ان تنتقل الى موقعها.. ثم ما لبثت في السنوات الأخيرة ان بدأت في منح الدرجة الجامعية الاولى على مستوى البكالوريوس في تخصصات عديدة أسوة بالجامعات الأردنية الأخرى..
تواكب على الجامعة عدة رؤساء جامعات كان آخرهم “الاستاذ الدكتور محمد الوديان” الذي التقيته في الجامعة ليترك لدي انطباعا عميقا من خبرة واسعة في التعليم الجامعي في اكثر من جامعة اردنية ابرزها جامعة العلوم والتكنولوجيا المعروفة، وقد شغل فيها مناصب متقدمة في عمادتها في تخصص الهندسة الميكانيكية بعد ان حمل الاستاذ الدكتور “البروفيسور” شهادة اهم الجامعات الامريكية قبل ان يعود الى الأردن ليمارس التعليم لسنوات طويلة ..
عانت “جامعة عمان العربية” التي تساهم فيها اموال عربية كويتية على وجه التحديد ما عانته جامعات اردنية اخرى، لكنها استطاعت اخيرا بحرص ادارتها ووعيها وأيضا قدرتها على اختيار الادارة الاكاديمية المناسبة (رئيس الجامعة) أن تتخطى الكثير من الصعاب وان تعيد انتاج نفسها كجامعة متميزة استطاعت ان تستقطب كامل حصتها من أعداد الطلبة المسموح لها أن تقبلهم في مختلف التخصصات..
كثير من الطالبات والطلاب الذي التقيناهم عَبّروا عن ارتياحهم لالتحاقهم بالجامعة إن لجهة موقعها المميز او لجهة مستويات الدراسة والنشاط الطلابي والتفاعل، وأيضا لهدوء الجامعة وانصراف الطلاب فيها الى الدراسة بعيدا عن المشاكل الاجتماعية التي عاشتها جامعات اخرى في السنوات السابقة..
الاستاذ الدكتور المهندس محمد الوديان صاحب الخبرة الطويلة من العمل الاكاديمي والإداري طرح موضوع التعليم الجامعي عن بعد، وشرح نقاط القوة والضعف فيه واعتباره ضرورة في هذه الاوقات وهي الضرورة التي تبقى لازمة الى ان يتطور وعلى المستوى العالمي، هذا التعليم ليكون بديلا تدريجيا للتعليم المباشر(التقليدي)..
الرئيس الوديان قال: “ان مواجهتنا على المستوى الوطني لجائحة الكورونا فَرض علينا التعليم عن بعد ونحن في الجامعة بدأنا منذ اللحظة الاولى الاستعداد، وقد طورنا تجربتنا من خلال الممارسة ومن خلال ردود الفعل على التجربة وما يمكن ان يصحبها من تجربة وملاحظات وتجنب كل اشكال الإعاقة او العقبات التي تجعل العملية ضعيفة وغير متواصلة او لا تؤدي اهدافها، وقد جعلنا كل الملاحظات في هذا المجال نصب أعيننا واستمعنا لطلابنا وكيفنا دراستهم لتكون اكثر نجاحا وتفاعلا وتحصيلا، والجميع في حقل التعليم الجامعي يعترف ان التعليم عن بعد (اون لاين) لن يكون بداية وفي هذه المراحل بمستوى التعليم المباشر التقليدي”..
تحدثت مع الدكتور الوديان عن دور الجامعة بشكل عام في ان تؤثر اكثر من ان تتأثر فإن رجحت كفة التأثير كان عملها الريادي ايجابيا، وبالتالي فإن دور الجامعة في التفاعل هو تطوير المجتمعات، لا أن تنعكس عليها تناقضات المجتمع وتخضع لسلبياته كما هي تجربة بعض جامعاتنا للأسف ممن شهدت في السنوات السابقة مشاكل اجتماعية وأحداث عنف كانت فيها تعكس التناقضات الاجتماعية بدل أن تصدها وتحتويها وتلغيها من خلال تأثير التعليم في المجتمع..
الاستاذ الدكتور الوديان كان يتحدث ايضا وقد طرحت بعض الاسئلة التي تحاورنا فيها مسألة تجسير عمل الجامعات مع المجتمع وحول تطوير مستويات الصناعة بالشراكة في البحث العلمي وتوفير التدريب المناسب للخريجين ليكونوا قادرين على استئناف العمل في الشركات والمؤسسات والميدان كما خريجي الجامعات الاجنبية المتميزة الذين لا يجدون اي اعاقة او سوء تكيّف حين يلتحقون بأعمالهم ليجدوا أن بيئة العمل الجديدة هي تواصل سلس مع البيئة الجامعية وليس منقطعة عنها..
حديثنا المشترك الذي اختصر عناوينه جاء مناسبا لما يعيشه مجتمعنا من حالة صعبة في مواجهة جائحة الكورونا، ومن ضرورة استنفار كل الامكانيات خاصة على مستوى البيئة الجامعية لتجنيب المخاطر والالتزام بالإرشادات والتعليمات العامة المطلوبة على المستوى الوطني وعلى مستوى الجامعات تحديدا.. اذ ان فترة تعطيل الجامعات عن التعليم المباشر واستبداله بالتعليم عن بعد حتى الآن قدم تجربة مناسبة ان تدرس وأن تستخلص منها العبر..
كنت في الجامعة وعند رئيسها.. قد احسست ان الإدارة الجديدة الواعية قادرة على مواصلة الاقلاع باتجاه الاهداف التي وضعها منشؤوا الجامعة و هيئة المديرين فيها، وكذلك مجلس الامناء، وان العملية التعليمية فيها آخذة في السريان الايجابي والتطور والتغلب على مختلف العقبات، حيث تستقبل الجامعة فصلا جديد بدأ و عاما جديدا سيبدأ نأمل فيه التوفيق والخير وللجامعة التي صبرت وإعادة موضعة حالتها لتواكب بصورة مميزة وتكون في المقدمة، واضعة نصب عيون المشاركين في تأسيسها وملكيتها أهمية التعليم وخدمة فلسفته بالدرجة الأولى وقبل أي تفكير ربحي، ومن هنا كان احساس رئيس الجامعة الذي اكد ذلك بالارتياح والرغبة في انجاح تجربته التي تحمل الكثير من المعايير الإيجابية والعلمية المستندة الى الخبرة الجامعية والى التنوع والانفتاح واحترام الاخر وعقلية العمل وقيمه..
ما اتمناه بعد اللقاء لجامعة عمان العربية هو التوفيق في استمرار حمل رسالتها…