تشير المؤشرات الموضوعية وتقديرات السلامة الصحية الى نجاح الاردن في استراتيجية مناعة الجموع او ما يعرف بمناعة القطيع، فنسب الاصابات باتت مستقرة نسبيا ومتناقصة في المنحنى العام ومعدلات الوفايات تبدو مستقرة ومقبولة مع معدلات النسب في استراتيجية مناعة الجموع مقارنة بالنسب العالمية، هذا اضافة الى ان الدولة الاردنية قامت بسلسلة من الاجراءات في برنامج الامان الصحي التي كانت الدولة قد انتخذتها بانشاء ستة مستشفيات ميدانية وبائية باتت منتشرة في ارجاء الوطن في زمن قياسي كبير.
فالمستشفيات الميدانية الوبائية التي يقوم جلالة الملك شخصيا بافتتاحها بدلالة اهتمام وعناية، تشكل ضعف اعداد الاسرة وغرف العناية الحثيثة التي شيدها الاردن على مدار مئة عام، وهو ما يعتبر لوحده قصة نجاح حقيقية للجيش العربي صاحب الانجاز وللدولة الاردنية التي وضعت خطة محكمة للتعاطي مع منهجية سلامة الاجراءات والتي رفعت شعار سلامة المواطن تاتي اولا من على ارضية عودة الحياة الطبيعية الى سابق عهدها.
وينتظر ان تقوم الدولة الاردنية بتنفيذ خطة عمل لتوزيع الفاكسين او المطعوم الوبائي خلال الفترة المقبلة يكون في متناول الحميع ايذانا باعادة التاهيل الصحي للمجتمع ووقايته، وهذا من المفترض ان يشمل 60 % من العاملين في المجتمع الاردني على ان يقدم مطعوم الفاكسين حسب الفئات الاكثر تعرضا للاصابة ليشمل الطواقم الرسمية الخاصة والكوادر الطبية ودوائر العمل الصحية والطواقم الرسمية والاهلية العامة واصحاب الامراض المزمنة وعمال النظافة والمعلمين، وهي فترة بحاجة الى ستة اشهر اذا ما احسن التنفيذ.
ومن هنا تاتي اهمية وضع خطة تنفيذية محكمة توضع من قبل خبراء استراتيجيين وليس من قبل اطباء صحيين، فالطبيب صاحب مهنة يؤخذ رأيه لكن لا يضع خطة إدارية لانها بحاجة الى اصحاب اختصاص اداري خاص في العمل الاستراتيجي، فالامر بحاجة الى توظيف الخطة التنفيذية على اسس يراعى من خلالها ثلاثة جوانب رئيسية هي كمية الفاكسين الموجود/ المتوقع، والية ظروف تخزينه (-60)، حصر الفئات المستهدفة، وكيفية الوصول اليها، ومن ثم ظروف الاحاطة على مقياس التغذية الراجعة للفعل، حتى نحكم الخطة التنفيذية المراد انجازها ضمن زمن معلوم، و هنا يتم استخدام نظام cpm في قياس النجاعة وزمن العمل.
فالاردن كما هو متوقع ضمن المعطيات الحالية والمفترضيات التي يتبعها من انهاء ملف الوباء او السيطرة علية الى حد كبير ووقف عملية انتشاره ان يكون ذلك قبل بداية الصيف القادم، وهو ما يعتبر تحديا كبيرا للدولة الاردنية واجهزتها وذلك لاسباب صحية كما لحسابات اقتصادية، فكلما كان الانجاز اسرع عادت الدولة للانتاج والعمل بطريقة اسرع، وهذا ما يشكل تحديا حقيقيا للدولة وبحاجة الى خطة عمل فاعلة تقوم على الثلاثة محاور المركزية وهي الفعل والتاثير وحجم الاستجابة المباشر وغير المباشرة، وكلنا ثقة بقدرة الدولة الاردنية على تحقيق قصة نجاح اخرى، تضاف لقصص النجاح العديدة التي احتوتها شرعية الانجاز، ليكون الاردن الاول كما اعتدنا عليه ان يكون الاول بين الدول في عودة الحياة الى طبيعتها من خلال تطبيع الفايروس مع المجتمع الأردني.