عروبة الاخباري –
تقرير عن الحرب بين اذربيجان وأرمينيا
سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية
لقد كان تصريح الرئيس الهام علييف واضحا وموجزا حول قره باغ الجبلية ، أذ قال أنها أرضنا المعترف بها دوليًا. وهي ليست مسألة موارد بل هي مسألة عدالة وكرامة وطنية تتعلق بالقانون الدولي الذي يعترف والمجتمع الدولي بقره باغ الجبلي كجزء لا يتجزأ من أذربيجان. نحن الآن نعيد العدالة وننفذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي بقيت على الورق لمدة 27 عامًا”.
نسعى في سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية بهذا التقرير لتوضيح بعض الحقائق بشأن الحرب التي وضعت أوزارها في يوم 10/11/2020 وقد سجل ذلك اليوم نصرا تاريخيا يشهد به التاريخي الاذربيجاني حيال قضيته العادلة ،
يوم التاسع من نوفمبر تمكن الجيش الاذربيجاني من تحرير مدينة شوشا العريقة حيث كان ذلك في نفس اليوم الذي يحتفل فيه الشعب الاذربيجاني بيوم العلم وقد سطر ذلك اليوم نصرا ونهاية حتمية لصراعنا مع أرمينيا حول قره باغ الجبلية) ، ونتيجة لهذا النصر وقد .تم التوقيع على البيان الثلاثي بين رئيس جمهورية أذربيجان ورئيس وزراء جمهورية أرمينيا ورئيس الاتحاد الروسي لإنهاء الحرب في اقليم قره باغ الجبلي الذي احتلته ارمينيا قبل 28 عاما ، والانسحاب منه تحت اشراف قوات حفظ سلام روسية ووفقا لجدول زمني ، وقد خاطب فخامة الرئيس شعبه مهنئا لهم بالنصر العظيم ومعلنا من خلاله بيان الاتفاق الذي تضمن الاقرار بوقف كامل لإطلاق النار في منطقة النزاع وعودة محافظة أغدام إلى جمهورية أذربيجان بحلول 20 نوفمبر 2020 ، ونشر قوات حفظ السلام التابعة لروسيا الإتحادية على طول إمتداد خط التماس في قره باغ الجبلية وممر لاتشين تزامنا مع إنسحاب القوات المسلحة الأرمينية ، وعودة النازحون واللاجئون إلى إقليم قره باغ الجبلية والمحافظات المجاورة له تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، وإتمام عملية تبادل الأسرى والرهائن وغيرهم من المعتقلين وكذلك الجثث. و إعادة جميع الروابط الاقتصادية وخطوط النقل في الإقليم وضمان أمنها من قبل هيئة حرس الحدود.
وهنا وفي هذا المقام لا يسعنا أن نعرب عن تقديرنا لموقف المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة الذي كان واضحا منذ البداية حيال هذا النزاع حيث أعربت عنه وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية منذ بدء المواجهات بين اذربيجان وارمينيا ، في بيان قالت من خلاله بانها تتابع بقلق تطورات الأحداث بين أذربيجان وأرمينيا، في إقليم قره باغ مؤكدة على أهمية التهدئة وضبط النفس ووقف إطلاق النار، وحل النزاع سياسياً وبالطرق السلمية عبر المفاوضات ووفقا لقرارات مجلس الامن والشرعية الدولية ،ومعربة عن اسفها لسقوط الضحايا ونشكر الاعلام الاردني وحرصه على نشر الحقائق ونقل الصورة الواضحة باسلوب معتدل ونزيه،
إن حقيقة الموقف الأرمني الذي جاء على لسان رئيس وزراء بلاده نيكول باشينيان حينما أعلن عبر وسائل الاعلام المختلفة “بأنه لا حل دبلوماسيا لتسوية النزاع مع أذربيجان في منطقة قره باغ في المرحلة الحالية، وبأن أرمينيا ستخوض الصراع حتى النهاية ونرفض رفضا قاطعا نشر قوات دولية لحفظ السلام أو قوات روسية.
ومن جهة اخرى فقد جاء الرد واضحاً بتصريح فخامة الرئيس إلهام علييف بان أذربيجان لن توقف عملياتها العسكرية في منطقة قره باغ المتنازع عليها مع أرمينيا ما لم تتم “استعادة وحدة أراضيها”.
– مواقف المنظمات الدولية وتصريحات بعض المسؤولين تجاه الحرب بين اذربيجان وارمينيا نذكر منها :
لقد كان هناك مواقف سجلت منذ بداية المواجهات العسكرية، وكذلك العديد من الاراء والتصريحات الدولية التي لا بد لنا في تقريرنا هذا من تبيانها والاستناد اليها والرد عليها من خلال الوقائع التي كانت تدور في حربنا المصيرية مع الجانب الأرمني الذي كان يصر على عدوانه.
موقف منظمة التعاون الإسلامي
لا بد هنا من أن نستعرض وبفخر موقف منظمة التعاون الإسلامي التي اعربت عنه منذ بداية النزاع عن عميق قلقها وإدانتها بشدة للاستفزازات والاعتداءات المتكررة للقوات العسكرية لجمهورية أرمينيا في عدة مواقع من تراب أذربيجان وخرقها لاطلاق النار ، كما جددت مطالبة ارمينيا بالانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، واعتماد الحوار للتوصل إلى حل سياسي للنزاع بين البلدين على أساس احترام سيادة جمهورية أذربيجان وسلامة أراضيها وحرمة حدودها المعترف بها دوليا مذكرة بقرارات منظمة التعاون الاسلامي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، كما تقدم معالي الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي بأحر التعازي لأسر الضحايا الأذربيجانيين الذين استشهدوا خلال فترة المواجهات العسكرية مع ارمينيا ، وعن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين
لقد تعاملت منظمة التعاون الاسلامي مع قضية ناغورنو قره باغ بقرار تحت اسم ” العدوان الأرمني ضد أذربيجان ” وكان ذلك في الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في جاكرتا، ودعا هذا القرار جميع الدول إلى الامتناع عن تقديم أي إمـدادات من الأسلحة والمعدات العسكرية لأرمينيا التي يمكن أن تشجع المعتدي عـلى تصعيد النزاع والاستمرار في احتلال الأراضـي الأذربيجانية
وعدم السماح لأراضـي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمرور مثل تلك المعدات. ودعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن أعضاء المجتمع الدولي الآخرين، إلى اسـتخدام التـدابير السياسـية والاقتصادية الفعالة كافة من أجل وضع حد للعـدوان الأرمنـي والاحـتلال.
ومن جهة أخرى فإن وضع الآثار التاريخية في الاراضي الأذربيجاينة المحتلة ذو أهمية بالغة، فقد تم تبنّي قرارات بهذا الخصوص في نوفمبر عام 2000 في الدوحة ، والاجتماع 30 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في طهران سنة 2003، نص على وضع الآثـارالتاريخيـة في أراضـي أذربيجان التي احتلتها القوات المسلحة لأرمينيا تحـت حمايـة الأمـم المتحدة ، وحظر «تـدمير وتخريـب الآثار والمقدسات الإسـلامية التاريخيـة والحضــارية نتجة عدوان أرمينيا على أذربيجان.
في حين أنه خلال تحرير مدينة زنجيلان الاذربيجانية المحتلة فقد ظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يظهر جنود أذربيجانيون أثناء تفقدهم مسجد تاريخي بمدينة زنجيلان حيث يظهر فيه عدة خنازير وهو شكل من اساليب العدوان الذي يستحقر ويهين أماكن العباده ،
ومن الجدير بالذكر بان جميع القرارات الدولية تكتسي أهمية سياسية بالغة بالنسـبة إلى أذربيجـان، كونها تدعم القرارات التي اتخذتها المنظمات الدولية الرئيسية الأخرى (الأمـم المتحـدة، ومنظمـة الأمـن والتعـاون في أوروبـا.
الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الإسلامي
البيان الصادر عن الأمين العام للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الإسلامي ، السيد محمد خريجي نياس بشأن الاستفزاز العسكري لأرمينيا في اتجاه منطقة توفوز على الحدود الأذربيجانية الأرمينية ، والذي أدان فيه عدوان ارمينيا على جمهورية أذربيجان واستمرار احتلال جزء كبير من اراضي اذربيجان.
كما تم التأكيد في بيان للأمين العام أنه بالإضافة إلى قرارات المؤتمرات الأخرى إلى جانب المؤتمر الخامس عشر للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الإسلامي في بوركينا فاسو في يناير 2020 ، وكذلك مجلس الأمن( 822 (1993) ، 853 (1993) ) ، فإن الامين العام يدعو للانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل للقوات الأرمينية من جميع الأراضي المحتلة لجمهورية أذربيجان وفقاً للقرارين 874 (1993) و 884 (1993) والتنفيذ الصارم لهذه القرارات من أجل إجبار أرمينيا على الخضوع لها.
موقف الباكستان
وعلى صعيد أخر، فقد تكرر توجيه الإتهام عدة مرات لأذربيجان بوجود قوات تركية او أجنبية تقاتل الى جانبها، وهذا ادعاء كاذب، طلبنا دليلا عليه لم يقدمو لنا الدليل، فكان رد الرئيس الهام علييف واضحا وبالأدلة الداعمة عندما أورد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الباكستانية زاهد حفيظ شودري في بيان صحفي له، بأن رئيس أذربيجان قد أوضح موقفه من هذا الأمر قائلاً: إن قوات بلاده قادرة على الدفاع عن نفسها ولا تحتاج إلى مساعدة من قوة أجنبي ، كما أشار المتحدث بان الحكومة الأرمنية تلجأ دوما للدعاية غير المسؤولة، وأضاف بأن باكستان تدعم موقف آذربيجان حول”ناغوروني قره باغ والذي يتماشى مع عدة قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة.
الموقف الروسي
في حين أفاد بيان صادر عن الخارجية الروسية أن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعث برسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، يدعو فيها لبدء المشاورات بخصوص كيفية تقديم روسيا الدعم لأرمينيا في القتال ضد أذربيجان. موضحاً أنه “وفقا للاتفاقية فإن روسيا ستقدم الدعم اللازم ليريفان في حال انتقلت الاشتباكات مباشرة إلى أراضي أرمينيا.
النائب الكويتي عبدالله فهاد
من جهة أخرى فقد اعتبر النائب الكويتي عبدالله فهاد الحرب بين أرمينيا واذربيجان “حملة صليبية جديدة ضد الاسلام”. وقال مستنكرا بان الاعتداء الأرمني السافر على اذربيجان هي حملة صليبية جديدة ضد الاسلام خاصة عندما يظهر قساوستهم يرتدون الصليب وحاملين السلاح، في إشارة أن هذه الحرب دينية ضد الإسلام ، وأضاف أن “على الدول الإسلامية أن تقف إلى جانب الحق الاذربيجاني ،
ومن خلال تصريحات رئيس الوزراء الأرمني فقد تبين أن أرمينيا تقدم الصراع على أنه امتداد لإبادة الأرمن عام 1915، أو حملة صليبية للقضاء على الارهاب الاسلامي كما تدعي.
أما أذربيجان فهي تصارع من أجل استعادة ارضها والتزامها بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان. وتتهم الشتات الأرمني باختطاف سياسات بعض الدول خصوصاً فرنسا التي ترى أذربيجان أنها فقدت أهليتها للعب دور الوساطة في هذا النزاع “.
لقد افادت صحف فرنسية بأن مارك دي كاكويراي فالمينية زعيم مجموعة (ZOUAVES PARIS) اليمينية المتطرفه اعلن بان التوجه الى إقليم قره باغ للقتال الى جانب الارمن في اطار ما يقول التنظيم انه صراع عالمي ضد المسلمين.
وبناء عليه فقد قامت القوات المسلحة الأرمنية خلال فترة المواجهات ، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، بقصف مواقع الجيش الأذربيجاني والعديد من المراكز السكنية المكتضة بالمدنيين وأوقعت إصابات في صفوف السكان المدنيين وبين العسكريين ، بينما يقوم الجيش الأذربيجاني بضرب مواقع عسكرية أرمنية ، كما أن أذربيجان منذ اليوم الأول التزمت بشروط الهدنة الإنسانية، بينما قامت أرمينيا بشن هجوما على ثاني أكبر مدينة أذرية “غنجه ” وقتلت الأطفال. وقصفت سكان مدينة بردا ايضا ، ولطالما انتهكت أرمينيا الهدنة الإنسانية.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لقد دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أرمينيا إلى الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية المحتلة في إقليم “قره باغ في بيان صادر عنه “ندعو الدولتين الجارتين إلى وقف القتال وإراقة الدماء، وحل مشاكلهما بالحوار الجاد والبناء، مع احترام كل واحدة لحدود الأخرى”.ورعاية المبادئ الأخلاقية الإسلامية في الحرب والقانون الدولي الخاص عند القتال، بحماية المدنيين وعدم تدمير ممتلكاتهم، وحماية البيئة ووقف هجمات أرمينيا على السكان المدنيين، مشيرا إلى تجاهل الصحافة العالمية لهذه الهجمات.
وفي الختام لا بد من التأكيد والاعتراف بالحقائق التاريخية التالية :
أن اقليم قره باغ الجبلية هو أرض اذربيجان ، وأن التراث الثقافي للشعب الأذربيجاني جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنسانية وحمايته لها أهمية دولية ، إن التدمير المتعمد لمعالمنا التاريخية والثقافية في الأراضي المحتلة بجمهورية أذربيجان هو انتهاك لاتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، والاتفاقية الأوروبية لعام 1992 لحماية التراث الأثري، واتفاقية اليونسكو لعام 1972 عن حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.
كما أن أذربيجان كعضو في منظمة التعاون الاسلامي فهي تساهم في تعزيز التضامن الإسلامي وتواصل جهودها لتوحيد العالم الإسلامي وحل المشاكل القائمة بين بعض البلدان ، كذلك يجب أن يكون العالم الإسلامي مصممًا فيما يتعلق بتدمير التراث الوطني والثقافي لأذربيجان والمعالم الدينية للثقافة الإسلامية نتيجة لسياسة العدوان الطويلة الأمد لأرمينيا.
يجب ألا ننسى بشكل قاطع كما قال فخامة رئيس أذربيجان إلهام علييف أن الدولة التي تدمر المساجد وتهين هذه القيم باحتفاظها بالحيوانات فيها، لا يمكن أن تكون أبدًا صديقة للدول الإسلامية.