عروبة الإخباري – أعلنت وزارة العدل السودانية، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن حكومة بلادها وقَّعت اتفاقية ثنائية مع الإدارة الأمريكية، تسوّي القضايا المرفوعة ضد السودان في واشنطن، كما تُقر منع رفع دعاوى مستقبلية ضد الخرطوم، وتؤكد على حصانتها السيادية.
قالت الوزارة في بيان صحفي إن الاتفاقية التي وُقعت الجمعة بمبنى وزارة الخارجية الأمريكية متعلقة بتسوية القضايا المرفوعة ضد السودان في المحاكم الأمريكية، بما يشمل تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام (1998).
تحمّل المسؤولية القانونية: أشار البيان إلى أن حكومة السودان أعادت في هذه الاتفاقية تأكيدها على عدم مسؤولية البلاد عن هذه الهجمات، ولكن رغبة منها في تطبيع وتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة فقد وافقت الخرطوم على تسديد 335 مليون دولار، كتعويض لخسائر هذه الهجمات.
أكد البيان كذلك أن هذه التعويضات قد وُضعت في حساب مشترك، إلى حين قيام أمريكا من جانبها باستيفاء التزاماتها، الخاصة بإكمال حصول السودان على حصانته السيادية بعد خروجه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أشار البيان إلى أنه وفقاً لهذه الاتفاقية يتم إسقاط الأحكام القضائية الصادرة بحق السودان في هذه القضايا، كما سيتم منع رفع دعاوى مستقبلية ضده، وتأكيد حصانته السيادية، “وبذلك يكون وضعه القانوني مثل كل الدول التي لا تندرج في قائمة الدول الراعية للإرهاب”
رفع اسمه من قائمة الإرهاب: لفت أن هذه الاتفاقية هي الأساس الذي استند إليه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخاص بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتوصد الأبواب أمام أية محاولات مستقبلية لتحريك إجراءات ضد السودان في قضايا متعلقة بالإرهاب بأثر رجعي.
ولتجنُّب أي دعاوى قضائية يحتاج السودان لاستعادة حصانته السيادية التي فقدها بعد إدراجه في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ العام 1993.
يشار إلى أنه في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”.
وفي اليوم نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أبلغ الكونغرس نيته رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي أُدرج بها عام 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وبذلك يصبح السودان البلد العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
لكن عقب إعلان التطبيع أعلنت قوى سياسية سودانية عدة رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.