عروبة الإخباري_ كتب سلطان الحطاب
كلمه اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح في يوم التطوع الفلسطيني ومآثر هذا اليوم وانجازاته كانت مؤثرة جداً وملفتة للانتباه، وهي تصب في اطار ما تنهض به القيادة الفلسطينية من محاولة افاقة وانهاض و قرع جرس ورمي حجارة في البركة العربية الآسنة، وتحذير و تنبيه من مخاطر استمرار وضع الرؤوس في الرمل او الإمعان في منكر التطبيع..
حاولت القيادة الفلسطينية بكل امكانياتها وارادتها التي هي اكبر من الامكانيات المادية المحاصرة ان ترفع درجة التحذير والخطر علّ الأمة تفيق من سباتها اذ لم يمل الفلسطينيون من الصمود والمقاومة ورد تحديات واحتواء اثار الاحتلال وحركته الصهيونية التي وصلت ابواب الخرطوم ودخلتها بعد دخول عواصم عربية عديدة دون ان تقوى هذه الحركة على احتلال الشعب الفلسطيني، وان كانت احتلت ارضه فالفلسطيني الصامد وراء والى جانب قيادته يؤمن بمقولة الروائي الامريكي الشهير صاحب رواية “الشيخ والبحر” إرنست همينغوي الذي قال “ان الانسان قد يدمر لكنه قد لا يهزم” ،و هذا ما يعيشه الفلسطينيون مقارنة مع النظام العربي الذي هزم معظمه دون ان يدمر او تطلق عليه حتى طلقة واحدة..
ما زال جبريل الرجوب كممثل لقيادته التي يقودها الرئيس محمود عباس بصلابة في وجه الموقف الامريكي ما زال يترجم مقولة الشاعر العظيم محمود درويش :
“قتل الثعلب في برجي حمامة سوف ارثيها وسأحمي البرج ولست استعجل ميلاد القيامة”. ” ما قالة الرجوب مخاطباً الأمة و ومحذرا من مغبة الاستلام المبكر القائم على انكار طاقات الامة و قدراتها والمستبدل تاريخها وارثها باستئجار الحماية لمصالح محدودة.. هذا التحذير لا يجوز ان يفوت أوانه لأنه سيتبعه الندم “ولات حين مندم”..
لا خوف على الشعب الفلسطيني الذي يبصر طريقه ويعرف هدفه، والذي توفرت له قيادة تسعى بما يخدم مصالحه ويحافظ على استمرار كفاحه بكل الوسائل ليصل الى اهدافه، حين يكون الصمود وهو مكلف اول اسلحته واكثرها اهمية، بعد ان جرب كل انواع الهجرة والاقتلاع والتبديد.. رغم قسوة الظروف والحصار المشترك من اسرائيل واطراف في الاقليم.. ما زال الرجوب صوتا نابضاً بالحياة والحيوية، ومازال مهندس المصالحة الذي اخترق حاجز الممنوع واوقف الاساليب التقليدية التي رهنت المصالحة وابطلها وكشف عدم قدرتها على المعالجة، فقد اكتشف ان العلاج عند الفلسطينيين وليس لدى جهات اجنبية او دول اقليمية و وحين وضع اصبعه على الجرح هو الشريك المناضل من حماس القيادي صالح العاروري قامت الدنيا على الرجوب ولم تقعد، ولكنه مضى يرد على القريب من حركته والبعيد من غير حركته ليثبت ان اسلوب التعمية لا بد ان ينتهى، وان ثقة الشعب الفلسطيني بقيادته يجب ان تترجم بشكل آخر يحفظ للقيادة الثقة بها وديمومة الثقة لتستطيع أن تعمل…
لا يأس مع العمل الجاد وردم الانقسام وإن كان شاقا وبعض حجارته خارج فلسطين وخارج القرار الفلسطيني إلا أن تصنيع علاج فلسطيني له بدأ ممكنا فقد قرع الفلسطينيون أبواب العالم من أجل قضيتهم العادلة وهم قادرون على علاج كل الأعراض التي اعترت مسيرتهم بما فيه الانقسام وكان على قيادتهم كما فعل أحد ابرز رموزها اللواء جبريل الرجوب أن لا يعيروا أهمية للأصوات النابحة والناعقة التي اشبعتهم نقدا وجلدا حين اقتربوا من العلاج، ووصفوه وذهب إلى اتهامات وإلى تغذية جهات عديدة بالاشاعات…
الرجل الشجاع الرجوب والذي أعرفه منذ سنوات طويلة قبل سجنه، وبعد ذلك حيث أمضى ربع عمره الذي هو عليه الآن في الزنازين والمعتقلات، ليخرج بخلاصة رؤية صلبة…. يعرف ما هو الطريق إلى المصالحة ويعرف الثمن ومقدار الفاتورة التي يجب أن تدفع ليخسر البعض ويكسب الشعب الفلسطيني وقضيته…
ولذلك مضى الرجوب بثقة الرئيس عباس وتأييده وهاهي الصيغة الجديدة في النهج تتفاعل بنجاح..
ها هو النهج يمضى وها هم القادة الذين لم يزايدوا يضعون اكفانهم على أيديهم، ويقبلون ان يكونوا مشروع شهداء حين يتعلق الأمر بإطالة عمر قضيتهم التي تواجه حكم الإعدام من أطراف دولية واقليمية، بعد أن حكمت عليها صفقة القرن بالتصفية…
لست بصدد الكتابة عن القائد الرجوب الذي يستحق ان دوّن مسيرته في كتاب( بلا مواربة) وفي مقابلات تلفزيونية نشرت في كتاب وكذلك في ذكرياته عن الزنزانة (78) ولكنني أردت أن أقول أن خطاب الصمود مازال يتواصل من رام الله ليثبت ان شعبنا حيّ يرفض تصفية قضية مهما كان حجم المؤامرة..!!
وانه يتمثل قوله تعالى ” والذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله”
ما زالت القيادة الفلسطينية صامدة أمام الضغوط الأمريكية الهوجاء والإسرائيلية التي تستهدف حياة شعبهم وطعامهم وشرابهم واسراهم وبيوتهم…
ومازالت هذه القيادة بصمود شعبها تُخذّل العدو عن امتها وتصمد في مواجهته حتى لا يمر الإسرائيليون الى الأمة و يستعبدها وإن كانت بعض الأسوار قد انهارت في الخرطوم والإمارات والبحرين ودول أخرى فما زال فئة من الأمة هي الشعب الفلسطيني ومن ناصره صامدة تقاوم كما كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق , لعدوهم قاهرين , لايضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك , قالوا يا رسول الله و أين هم ؟ قال : ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس بإذن الله منتصرين”
نعم ستبقى كلمات الشهيد الراحل وانت أحد أبرز جنوده تتلى على المسامع إلى أن يقع النصر مهما مضى من شهداء ومهما سجل التاريخ من تخاذل وخيانه وطعن من ذوي القربى وموقفهم أشد مضاضة..!!
انما النصر صبر ساعة والساعة عند الفلسطينيين زادت عن قرن لكنهم لن يفرطوا بعد ان ردوا طلبات ترامب المذلة وكل من توسط له ظنا انهم سيهونوا أو يضعفوا او يرفعوا راية بيضاء كما فعلت بعض الأنظمة التي تحولت الى خدمة الشيطان الأمريكي والإسرائيلي…