عروبة الإخباري – قال شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، السبت ، إن هناك حملةً مُمنهجةً للزج بالإسلام في المعارك السياسية، وصناعةَ فوضى بدأت بهجمةٍ مغرضةٍ على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، في إشارة منه إلى الرسوم المسيئة إلى النبي وتصريحات السياسيين في فرنسا.
شيخ الأزهر أضاف قائلاً: “لا نقبلُ بأن تكون رموزُنا ومقدساتُنا ضحيةَ مضاربةٍ رخيصةٍ في سوق السياسات والصراعات الانتخابية، وأقول لمَن يبررون الإساءة لنبي الإسلام: إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة”.
كما قال إن المسؤوليةَ الأهمَّ للقادة هي صونُ السِّلم الأهلي، وحفظُ الأمن المجتمعي، واحترامُ الدين، وحمايةُ الشعوب من الوقوع في الفتنة، لا تأجيج الصراع باسم حرية التعبير.
تصريحات شيخ الأزهر جاءت بعد حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مراسم تأبين المعلم المقتول صاموئيل باتي، حيث قال إن بلاده سندافع عن الحرية وستحمل راية العلمانية عالياً.
ماكرون أضاف أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات، “وإن تقهقر البعض، فسنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش، سنواصل- أيها المعلم- مع كل الأساتذة والمعلمين في فرنسا”.
وكان شاب من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عاماً، قد قطع رأس باتي يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، في وضح النهار أمام مدرسته الواقعة بضاحية بباريس التي يقطنها أبناء الطبقة المتوسطة. وقتلت الشرطة المهاجم بالرصاص. ويقول المحققون إن القاتل كان يسعى للانتقام بعدما استخدم الضحية رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد في درس عن حرية التعبير.
وبسبب تعامل ماكرون مع القضية جاءت ردود الفعل غاضبة من قِبل دول ومنظمات عربية وإسلامية، أعقبتها حملة لمقاطعة البضائع الفرنسية في بعض الدول.
وأعلنت جمعيات تجارية عربية، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، في الكويت وقطر ودول اخرى مقاطعة منتجات فرنسية وسحبها بشكل كامل من معارضها، ضمن حملة احتجاجية على استمرار الإساءة إلى الدين الإسلامي وشخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
ففي خلال الساعات الماضية، انضمت عشرات الجمعيات إلى الحملة، وأعلنت المقاطعة وسحب المنتجات بشكل كامل، وذلك عبر منصاتها المختلفة في مواقع التواصل، وفق ما رصدته الأناضول.
فيما تفاعل القائمون على حسابات تلك الجمعيات، عبر هاشتاغ (وسم): “#إلا_رسول_الله”، و”#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه”.
ففي الكويت، قرر رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية “النعيم التعاونية” مقاطعة المنتجات الفرنسية كافة “مع عدم عرضها أو بيعها، ورفعها تماماً من مواقع الجمعية كافة، رافضين تماماً كل ما يمس دين الإسلام ورسول الله”.
في حين اتخذت جمعية “ضاحية الظهر” الخطوة نفسها، إذ قالت: “بناء على موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعمه للرسومات المسيئة لنبينا الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، قررنا رفع جميع المنتجات الفرنسية من السوق والأفرع حتى إشعار آخر”.
كما انضمت إلى الحملة أيضاً جمعيات “العقيلة” و”مدينة سعد العبد الله”، ونشرت على منصاتها الإلكترونية صوراً تُظهر إزالة المنتجات من معارضها.
أما في قطر، فأعلنت شركة “ألبان الوجبة” مقاطعة المنتجات الفرنسية، وتعهدت بتوفير أخرى مماثلة وبديلة، وفق ما ذكرته في تغريدة على حسابها بـ”تويتر”. وقالت: “من مبدأ الرفض والاستنكار لما يُنشر من إساءة لنبينا الكريم ودفاعاً عنه؛ فإننا نعلن انضمامنا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية”.
كما أعلنت شركة “الميرة للمواد الاستهلاكية” (شركة مساهمة قطرية) سحب جميع المنتجات من جميع فروعها حتى إشعار آخر، استجابة لرغبة العملاء.
حيث قالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: “العملاء الكرام، نشكر لكم غيرتكم الحميدة وتعليقاتكم (..). بدأنا على الفور بسحب المنتجات الفرنسية من جميع فروعنا وحتى إشعار آخر”.
أما جامعة قطر فهي الأخرى انضمت إلى الحملة، إذ قررت إدارتها تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي إلى أجل غير مسمى؛ وذلك “عطفاً على مستجدات الأحداث الأخيرة والمتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه”.
في حين أكدت على “تويتر”، أن “أي مساس بالعقيدة والمقدسات والرموز الإسلامية أمر