نعم أؤكد على ما جاء في تصريح معالي رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة الذي نشر اليوم في المواقع الإلكترونية تحت عنوان “البوتاس العربية من ضمن أفضل الشركات العالمية تعاملاً مع جائحة كورونا”، لا بل هي الأفضل في كافة المعطيات إدارة وانتاجاً واتخاذ كافة أسباب السلامة والوقاية والأمان تجاه جائحة كورونا. وقد كان لي تجربة حية مع شركة البوتاس اثناء أحد الزيارات لمقابلة معالي الصرايرة، وبصعوبة متناهية حتى استطعت لقاءه وبعد اجراء كافة الاحتياطات الصحية قبل الدخول من التأكد من وجود برنامج أمان وأخذ درجة الحرارة ومن لبس الكمامة ولبس القفازات والمرور من كوخ التعقيم، والتنبيه من قبل الموظفين بعدم السلام باليد والتقبيل والتباعد الجسدي. وهذا ما تم فعلاً. المفاجأة ان معاليه لم يستقبلني في مكتبه وانما في قاعة الاجتماعات ” مكمماً مقفزاً” والتي كانت مجهزة بكل إجراءات السلامة العامة من حيث وجود حواجز زجاجية.
بالرغم من ظروف جائحة كورونا استمرت عملياتها بأقصى طاقاتها الإنتاجية وحققت أرقاماً قياسية غير مسبوقة على صعيدي الإنتاج والمبيعات، واستمرت شركة البوتاس حقيقة بحكمة حسن ادارتها في تنفيذ مشاريعها من حيث التوسع وزيادة الإنتاج، مما مكنها من تجاوز الآثار السلبية للجائحة بالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية غير المسبوقة وانخفاض أسعار البوتاس عالمياً.
بنفس الوقت لم تغفل عن دورها وواجبها تجاه الوطن ومقدراته حيث حرصت خلال جائحة كورونا على أن تكون الأولى محلياً في دعم الاقتصاد الوطني والتبرع لصندوق همّة وطن، حيث وصلت إجمالي تبرعاتها خلال هذا العام إلى 31 مليون دينار.
علاوة على ذلك فشركة البوتاس تقدم أفضل الرواتب والامتيازات الوظيفية لموظفيها حيث تدفع لهم 16 راتباً سنوياً بالإضافة لمكافأة الأداء والتي وصلت لثلاثة رواتب إضافية العام الماضي، وتمنحهم بالإضافة الى ذلك صندوق الادخار نهاية خدمة للموظف بمعدل راتب شهرين عن كل سنة خدمة في الشركة، ومنحاً دراسية لأبناء الموظفين وسكناً عائلياً ومواصلات ووجبات وخدمات صحية متميزة داخل وخارج الأردن.
وهنا لا بد لي من التعليق على اهم جانب في نجاح شركة البوتاس في كل المعطيات، هذه الشركة الوطنية والتي اثبتت بكل المعطيات انها الأفضل وأنها الانجح وأنها تساهم مساهمة مستدامة على صعيد الاقتصاد الوطني وعلى صعيد معالجة البطالة وعلى صعيد خدمة المجتمع المدني وتقديم العديد من الدعم والمساندة لكثير من المشاريع والمبادرات والصناديق الوطنية، وهذا يعود الى الإدارة الناجحة التي تتمتع بها شركة البوتاس.
وبالتالي يعتبر المُدير او المُدير العام او الرئيس التنفيذي او رئيس مجلس الإدارة من العناصر المهمّة في الإدارة الناجحة لأي مؤسسة اين كانت، حيث إنَّ الإدارة الناجحة تعتمد على المُدير الذي سيقتدي به الموظفون في المؤسسة او الشركة او حتى أي مصلحة كبرت او صغرت. وبالتالي لا بُدَّ للمُدير الناجح من أن يهتمَّ بجوانب الإدارة، والقيادة داخل المؤسسة، وأن يَعرف ما تحتاجه المؤسسة وما يحتاجه الموظفين لكي يعملون بكفاءة وتفان وفاعلية وإنتاجية، وأن يمتلك القدرة على تحفيز وتشجيع المُوظِّفين، وشُكرهم، ومُكافأتهم، وتمكينهم من القيام بمهامهم الإنتاجية على أكمل وجه.
والذي يلعب الدور البارز في أي مؤسسة هو الإدارة، والأهم هو عناصر الإدارة الناجحة التي تُعَدُّ الإدارة العمليّة التي يتمّ من خلالها تفاعُل الأفراد بكفاءة وفاعليّة من اجل تحقيق الأهداف المنشودة، وبالتالي فان الإدارة الناجحة تمتلك مُقوِّمات، وعناصر رئيسية أهمها:
· الوظائف، والأنشطة: حيث تُمثِّل الوظائف، والأنشطة التي يُمارسها المُدراء، وهي التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، ورقابة الأعمال.
· الأهداف: الادارة تُشير إلى الأهداف، والأعمال التي تُريد المُؤسَّسة الوصول إليها، وتحقيقها، وإنجازها.
· الموارد البشريّة: حيث تتضمَّن الموارد البشريّة جُهود الأفراد العاملين في المؤسسة من مُوظَّفين، ومُتخصِّصين، ومُنفِّذين؛ وذلك لتحقيق الأهداف، والأعمال بكفاءة، وفاعليّة.
· الكفاءة (Efficiency): القدرة على استخدام الموارد من غير هَدْر او اسراف، ومن هذه الموارد، المال، والأرض، والمباني، والأفراد، والآلات، وغيرها، وتُشير أيضاً إلى مقدرة المدير على الاقتصاد، والتوفير في استخدام هذه الموارد بما لا يُعيق تحقيق الأهداف، والنتائج.
· الفاعليّة (Effectiveness): تتمثَّل بالمقدرة على تحقيق الأهداف التي تُريد المؤسسة /الشركة الوصول إليها وبالتالي لا بُدَّ من وجود الكفاءة والفاعلية لتحقيق الأهداف.
ما دعاني للكتابة حقيقة حول هذا الموضوع هو تصريح معالي الصرايرة إنّ “البوتاس العربية” حققت في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري أرقاماً قياسية على صعيدي الإنتاج والمبيعات هي الأعلى منذ تأسيسها رغم ما خلفته جائحة كورونا من تحديات اقتصادية صعبة ألقت بظلالها على دول العالم أجمع، كما تأثر بها سلباً سوق الأسمدة العالمي، معلوماتي في علم الاقتصاد تكاد تكون فقيرة، وتشير الدراسات ان النظريات الاقتصادية في هذا المجال لها ثلاث اسهامات من الجانب الإداري والذي لمسته حقيقة في إدارة الصرايرة الى شركة البوتاس، حيث أحدث نقلة نوعية في تاريخ شركة البوتاس على المستويين الإداري والاقتصادي، وتتمثل هذا الاسهامات بالنقاط التالية:
1- بناء أنماط تحليلية تساعد على معرفة وفهم تركيبة المشاكل الإدارية وعملية اتخاذ القرار بالتركيز على جوهر القضايا المتعلقة بذلك.
2- رفع القدرة التحليلية للمحلل الإداري عبر الأنماط وأدوات التحليل الاقتصادي ذات التطبيق المباشر في واقع المشاكل الإدارية.
3- توضيح وتبسيط الأفكار المتعددة والمتجددة التي تستخدم في التحليل الإداري مما يساعد على تجنب الهفوات والأخطاء المتعلقة بهذه الأفكار، هو استخدام المفاهيم والنظريات الاقتصادية لحل المشكلات الإدارية
وفي نظرة تحليلية الى كميات الإنتاج والربحية التي حققتها “البوتاس العربية” والتي بلغت ١٩٦٦ مليون طن، علاوة على كمية المبيعات والتي سجلت رقماً قياسياً تجاوز ٢ مليون طن مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري، وانعكاس هذه الأرقام القياسية إيجابيا على أرباح الشركة للعام ٢٠٢٠، وزيادة مدعمات الاستثمارات المستقبلية للشركة وتمكينها من التوسع الأفقي والعمودي. يؤكد لنا بدون أي شك ان الإدارة الناجحة للفرد هي الفارق والفاصل الذي يميز بين الفشل والنجاح. وان جمال الصرايرة برهن للجميع انه الإداري الناجح والإداري الاقتصادي المتميز، والذي استطاع بكل حصافة واقتدار ان يحول شركة البوتاس من شركة تعاني من “من بعض المشاكل ” الى “ملكة الشركات من حيث الإنتاج والإدارة والربحية على المستوى المحلي والعالمي “، بالرغم من التحديات الاقتصادية الصعبة التي رافقت انتشار فيروس كورونا، وأجبرت الشركة لمضاعفة جهودها لتخفيض كلف الإنتاج وضبط النفقات. حيث تمكنت الشركة من خفض كلفة إنتاج الطن الواحد من البوتاس إلى مستويات قياسية حيث انخفضت كلفة إنتاج طن البوتاس بواقع ٦٪ مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وفي نظرة عابرة على الشركات التابعة والحليفة لشركة البوتاس العربية فقد حققت هذه الشركات ايضاً نتائج مالية إيجابية انعكست بشكل مباشر على استثماراتها وخططها التوسعية المستقبلية. ولا زالت استثمارات شركة البوتاس العربية تعزز من مخزون العملات الصعبة للمملكة حيث بلغ مجموع ما رفدته الشركة وشركاتها التابعة والحليفة مع نهاية أيلول الماضي نحو ٧٨٠ مليون دولار أمريكي.
لا بد هنا حقيقة من الإشادة بالدور غير المسبوق لمعالي السيد جمال الصرايرة على ادارته المتميزة بالحكمة والعقلانية والتشاركية في الراي والمشورة والكفاءة العالية، ودورة في خلق روح الفريق الواحد بين كافة العاملين في شركة البوتاس والامر الذي كان له انعكاس على إنتاجية الشركة وحضورها العالمي.
لم يتوقف جمال الصرايرة علي زيادة إنتاجية الشركة ورأس المال وارتفاع سعر أسهم البوتاس، والأرباح غير المسبوقة في تاريخ البوتاس التي تم تحقيقها في عهده ” البوتاس الأعلى منذ تأسيسها “، وانما بادرت الشركة بالتبرع هذا العام بمبلغ ٣١ مليون دينار أردني منها ٢٠ مليون دينار لصندوق همّة وطن بسب جائحة كورونا والتي عصفت في العالم.
بوركت القامات الأردنية الوطنية الشريفة أمثال معالي السيد جمال الصرايرة رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس الذي ساهم بحسن ادارته بآخذ هذه المؤسسة الوطنية الرائدة الى ما وصلت اليه الان من حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني.
وحفظ الله الأردن والقيادة الأردنية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وولي عهدة الأمين سمو الأمير الحسين. وحمى الله كافة الأردنيين والإنسانية جمعا من جائحة كورونا.
الدكتور موفق العجلوني