عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
كلمتني صديقة قديمة من المانيا ، أثق برأيها وقالت: لا تخذلوا نور العقبي، قلت: من هي نور العقبي؟ فأرسلت لي برنامجها الانتخابي لأدرك أنه الأنضج بين برامج عديدة لمرشحين ومرشحات في كافة الدوائر والمحافظات..
لم تخف نور العقبي هويتها الفرعية في أنها سبعاوية من التياها ذوي السمعة الطيبة والصيت الحسن ، بل ربطت ذلك بحرصها أن تكون أردنية خالصة وأن تربط ذلك بدفاعها عن ذوي الحقوق الذين ما زالوا يكابدون نيل حقوقهم حتى تلك التي يعطيهم إياها الدستور وتنص عليها القوانين، فقد أصبح من الصعب أن يحصل المواطن بسهولة على أبسط حقوقه، بل أنه يكابد ويعاني مواقف وإجراءات ويواجه مصدات تراكمت دون مبررات، ليخدم ذلك الفئات المتنفذة وأصحاب الحظوة ومن يأخذون القوانين لصالحهم ويزيحون النار على قرصهم كما يقال بالعامية..
وكون نور العقبي التي يعرفها جيرانها وأصدقاؤها وزملاؤها في قصر العدل وفي مهنة المحاماة كونها محامية ودارسة للحقوق وعاملة في هذا المجال، فقد أدركت بحس مميز قيمة أن تكون في هذه المهنة لتسخر ذلك في خدمة شعبها وأهلها ، فهي تسمي مجلس النواب “مجلس الشعب” كما جاء في بيانها، ليس جهلاً باسمه وانما تأكيد على أن للأسم دلالة حين يعاد مجلس النواب إلى الشعب ويسمى باسمه، كما أن الشعب هو من ينتخب حتى وان ذهب أصحاب رأي إلى أن الأردن ينتخب في الشعار المرفوع في الميادين العامة عشية الانتخابات..
نعم نحن بحاجة إلى الشباب لتجديد انطلاقة مجلس النواب وجعله أكثر قدرة على التمثيل وتحمل المسؤوليات والابتعاد عن المصالح الضيقة ، ونحن بحاجة إلى المثقفين ليكون الأداء والوعي أشمل ، ونحن بحاجة إلى تمثيل أفضل للمرأة التي هي نصف المجتمع عمليا وليس قولاً للاستهلاك ، وقد أثبتت المرأة في مجالس النواب المختلفة أنها الأكثر قدرة على التمثيل إذا ما استعرضنا الاسماء التي مرت على المجلس وقيمنا الأداء بعيدا عن رضى السلطة أو غضبها..
“نور العقبي” و “رولى الحروب الفرا” ومن قبل “توجان فيصل” وأسماء أخرى عديدة مثلهن أعتذر عن عدم ذكرهن قدمن صورة مشرقة في دفاعهن عن حقوق المواطنين، وفي إشاراتهن الواضحة للخلل والفساد ، وحرصهن على تصويب المسيرة ودعوتهن للاصلاح وفي مختلف مستوياته..
أدعو لقراءة برنامج نور العقبي الانتخابي، وأزعم أنني لو وضعت برنامجا انتخابيا لما تجاوزت ما جاء فيه وربما لم أزد عنه أو أغير فيه، فقد كانت رؤية المرشحة الاستاذة نور صائبة..
لم يسبق أن التقيت نور ولا أعرفها ولكني تعرفت على برنامجها ، وهذا هو المدخل الطبيعي لأن يقتنع الناخب بالمرشح، فليس ضروريا أن يكون المرشح قريبنا لننتخبه ان لم يستحق ، وليس ضروريا أن يكون جارنا أو لنا مصلحة عنده لننتخبه ان لم يستحق، واذا ما أخذنا بهذا المعيار فإنني اعتقد أن مجلس النواب سوف يتغير وسيكون أكثر قدرة على التمثيل، وأكثر صلابة في وجه تغول السلطات الأخرى..
أدرك أن المرأة أكثر احساسا بمعاناة الشرائح الضعيفة والمهمشة والفقيرة وذات الحقوق المسلوبة ، وأنها الأصدق والأقل استعمالا للمال السياسي وتوظيفاً للزعران وأصحاب السوابق في جلب الأصوات، واشعال الحملات الانتخابية كما فعل بعض النواب الرجال من الذين افتضح أمرهم، حين تنعكس الحملة الأمنية القائمة على الواقع فتتحيد هذه الفئة عن اسناد المتنفذين الذين يدفعون لها ويعتمدون عليها..
النشمية نور العقبي في الميدان وقد شمرت عن الساعد، ووعدت جمهورها ليحاسبها حين يصل بها إلى مقعد البرلمان، واعتقد انها بحكم برنامجها ووظيفتها الاجتماعية و وخبرتها التي قرأت عنها ستكون صادقة وتستحق أن تعطى الأصوات الكفيلة بوصولها..
الدائرة الرابعة في عمّان كبيرة وليست سهلة، ولكنها تتجانس في طبيعتها الاجتماعية وتطلعاتها كجزء كبير من العاصمة مع ما دعت وتدعو إليه نور العقبي التي اشتقت برنامجها الانتخابي من اكثر القضايا مطلبية في الدائرة ، وهي لم تذهب إلى المبالغة أو الوعد بتحرير الاندلس أو جلب الذئب من ذيله، بل آمنت بضرورة تطوير الواقع والانتقال به إلى الأفضل دون قفز عنه أو حرق مراحل لم يصلها الجمهور ، وهي تدرك أن مهمة البرلمان في هذه المرحلة تقتضي طرح الشعارات الواقعية وتعزيز مبدأ الرقابة والتشريع والحرص على تعزيز فصل السلطات وتمكين مجلس النواب من أن يؤدي دوره الذي تعطل معظمه، وأن يعود الى بناء الثقة بينه وبين الشعب وبين الشعب وسلطته حين تسمح بصوت الشعب أن يصل وأن يفعل أيضا..
أقرأوا برنامج نور وحاوروها ودعوها أكثر اصراراً على المطالبة بحقوقكم، وتعاملوا معها كصوت حرّ مستقل يتنصر إلى مطالبكم، ومكّنوها وغيرها ممن ترون أنهن الأصلح من الوصول إلى القبة ، وإذا ما كان لها من اسمها نصيب.. فلنقل نور على نور والعاقبة (العقبي)للمتقين المخلصين الذين يتقون بالعمل المخلص ثقل حمل أمانة التمثيل!!