عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
قال: ” هذا الرجل مرضي الوالدين” وخاصة أمه التي ما زال يواظب على تقبيل يديها ليل نهار، ويفرد لها عناية خاصة يقوم بها بنفسه، ويرى أن الرزق إليه والتوفيق له يمر من بين يديها، وهو يدعو إلى ذلك ولا يكتفي باحتكار الرضى ويرى أن في ذلك تقربا من الله ورضى منه..
هذا كلام أحد أصدقائي الذي يغبط جمال الصرايرة على نجاحه في العمل العام، وقد ضرب لي على ذلك أمثلة منها ما يجري انجازه في شركة البوتاس .. فقلت : ولكن هذه الشركة تعمل منذ سنوات وبطواقم متخصصة وفنية ولا علاقة لجمال الصرايرة بذلك، فهو ليس مهندساً، فابتسم وقال: قارن بين فترة قيادته للشركة وبين الفترات السابقة لتدرك أن هذا النجاح لا يكون إلا بتوفيق من الله.. صمت ، إذ لا أحب أن أناقش مسائل خارج الأرقام وخارج الكفاءة العامة للشركة، وتركت أمور الموفقية خارج إطار التقييم وأن كنت كتبت في مقدمة هذه المقالة شيئا مما قاله صديقي بعد إلحاحه وبعد أن سألني كيف كانت علاقتك بأمك؟ وهل تعتقد أنك يمكن أن تكون موفقا بدون رضاها؟
أعود إلى شركة البوتاس لأقرأ أنها حققت في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري أرقاماً قياسية على صعيدي الانتاج والمبيعات، هي الأعلى ومنذ تأسيسها رغم ما سببته جائحة كورونا من أعراض وتحديات اقتصادية صعبة أثرت على دول العالم كافة وخاصة سوق الأسمدة العالمي..
الانتاج في شركة البوتاس العربية بلغت ما يقارب مليوني طن وعلى وجه التحديد 1.966 مليون طن ، كما أن المبيعات قد تجاوزت رقما قياسيا تجاوز (2) مليون طن في نهاية الربع الثالث من العام 2020 الجاري، وهذه الأرقام كما يرى جمال الصرايرة ستنعكس ايجابيا على أرباح الشركة للعام 2020 ، وهذا بدوره يساعد على انفاذ المزيد من دعم الاستثمار في الشركة ، وأيضا من تمكينها من التوسع الأفقي والعمودي المأمول والمخطط له في الخطط التي وضعتها الشركة وأسمتها بالخطط المستقبلية..
الشركة التي زادتها تحديات وباء كورونا إصرارا على المواصلة وقبول التحدي تسلّحت بخطط ورؤية جرت ترجمتها من خلال مضاعفة الجهود وتخفيض كلف الانتاج وضبط النفقات، وهذا ما حدث بالفعل ليكون مستوى كلفة انتاج الطن من البوتاس قياسيا وبنسبة انخفاض 6% مقارنة مع العام السابق..
ولم يكن الفوز للبوتاس الأم فقط، بل أن النجاح والمتابعة قد قطر الشركات الشريكة التابعة والحليفة ، فالنجاح معدي حين تصبح العزيمة وتقوم الإراداة ، ولذا حققت هذه الشركات نتائج مالية ايجابية خلال الربع الثالث من العام الجاري2020 وهذا سوف ينعكس ايضا على استثمار هذه الشركات وخططها التوسعية المستقبلية..
وفي الأمثلة الناجحة والمضروبة كنموذج ذكر التقرير مبيعات شركة كيمابكو (وهي مملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية) حيث تنتج مادة نترات البوتاسيوم، فقد سجلت أرقاما قياسية مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري إذ بلغت حوالي (119) ألف طن بارتفاع نسبته 32% عن العام الماضي، ولذا أعتقد أن المهندس بسام الزعمط كانت أمه وما زالت راضية عليه وتدعو له.. وذلك لهذه الموفقية العالية التي بلغت أعلى بـ 15% عن مبيعات نفس الشركة في السنوات السابقة، وفي ترجمة بالارقام فإن هذه المبيعات بلغت (58.7) مليون دينار وبنسبة ارتفاع 24% عن نفس الفترة من العام الماضي، وزاد الارتفاع ليبلغ 28% حتى الربع الثالث من هذا العام 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي..
وهذا النجاح كما يقول الصرايرة شمل أيضا شركات حليفة أخرى مثل البرومين .. وكشف أن مخزون العملات الصعبة المتأتية من مبيعات شركة البوتاس جعل مجموع ما قدمته الشركة والشركات التابعة والحليفة لخزينة الدولةمع نهاية ايلول الماضي للعام الجاري 2020 قد بلغ (780) مليون دولار أميريكي.. وهذا ما مكّن ايضا شركة البوتاس من تقديم تبرعات خلال هذا العام وصلت إلى (31) مليون دينار منها (20) مليون دينار ذهبت لصندوق همّة وطن.
لهذا نحفل تماما بما تقدمه البوتاس من نتائج وندعو دائما أن يكون المسؤولين في عموم الشركات مرضيي الوالدات لنحقق نفس النتائج!!