عروبة الإخباري – كتب د. محمد صفي الدين خربوش* وزير الشباب والرياضة المصري السابق، مقالا في صحيفة “الوطن” المحلية، فتح نيرانه على القيادة الفلسطينية لموقفها من تركيا ودول الخليج والجامعة العربية.
وقال خربوش، سبق لكاتب هذه السطور أن دافع عن حق كل دولة عربية في اتخاذ ما تراه محققاً لمصلحتها الوطنية، دون حاجة إلى الاستئذان من أحد. ولم تحظ وجهة النظر هذه بتأييد معظم الفلسطينيين وبعض من العرب، وهذا حقهم. وشنت القيادات الفلسطينية، سواء في السلطة أو في فتح أو في حماس، هجوماً ضارياً على كل من الإمارات والبحرين.
وأضاف في مقاله، تعرضت جامعة الدول العربية لهجوم قاسٍ من مسئولين فلسطينيين رفيعي المستوى استخدموا ألفاظاً غير لائقة، بسبب موقف الجامعة من هذين القرارين. وبلغ الهجوم على الجامعة مدى أبعد تمثل في اعتذار فلسطين عن الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة «لأن ذلك لا يشرفها». بيد أن القيادات الفلسطينية في كل من فتح وحماس التي ما فتئت تهاجم أبوظبي والمنامة منذ الإعلان عن القرارين الإماراتي والبحريني، أقدمت على خطوات تتسق مع وجهة نظرنا حول المصلحة الوطنية.
وأشار الوزير المصري السابق، لقد استجابت كل من فتح وحماس للدعوة التركية للاتفاق على المصالحة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد طول انتظار. ولا يسعنا إلا أن نهنئ الشعب الفلسطيني في كل من الضفة والقطاع على استجابة قيادات فتح وحماس للوساطة التركية، بعد النكوص المتكرر من كل منهما عن الاتفاقات التي عقدت بوساطات عربية، لاسيما مصرية وسعودية، استمرت زهاء ثلاثة عشر عاماً من الانقسام الذي أعقب صراعاً دموياً في قطاع غزة، لم تكن الإمارات ولا البحرين ولا جامعة الدول العربية سبباً في اندلاعه ولا في استمرار آثاره.
ويضيف، لا أظن أن القيادات الفلسطينية التي كالت عبارات المدح والثناء لتركيا ولرئيسها، بنفس الحماس الذي وجهت به الاتهامات والسباب إلى الإمارات والبحرين وجامعة الدول العربية، لا تعلم أن تركيا تحتل الشمال السوري منذ عدة سنوات، وسوريا بالمناسبة دولة عربية، وهى الداعم الرئيسي للعصابات المسلحة في شمال سوريا، وهى أحد العوامل الأساسية لاستمرار الحرب الأهلية في سوريا منذ قرابة عشر سنوات، إن لم تكن العامل الأساسي.
يضاف إلى ذلك أن تركيا، التي هللت القيادات الفلسطينية لموقفها، تكرر منذ عدة سنوات الاعتداء على الأراضي العراقية، والعراق دولة عربية. ولا أعتقد أن القيادات الفلسطينية لا تعلم أن تركيا تنقل الإرهابيين المرتزقة إلى ليبيا، وهي دولة عربية، وتضطلع بدور رئيسي في تأجيج الصراع الليبي الليبي.
وختم مقاله الذي يعتبر الأول في مصر في توجيه سهام النقد علانية الى “القادة الفلسطينية”، أخيراً، لا أشك في أن القيادات الفلسطينية لا تعلم أن لتركيا علاقات متميزة مع إسرائيل منذ إنشائها حتى الآن، وأن لإسرائيل سفارة في أنقرة. وتعلم القيادات الفلسطينية أن تركيا حافظت على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل طوال سبعين عاماً، ولم تفعل ما أقدمت عليه عدة دول أفريقية صديقة قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973 تضامناً مع مصر. وعندما سُئل أحد الرؤساء الأفارقة السابقين، وكانت دولته تحظى بعلاقات متميزة مع إسرائيل، عن قطع العلاقات مع تل أبيب، أجاب: كان علىّ أن أختار بين الشقيق والصديق، فاخترت الشقيق، وكان يقصد مصر.
إذا كانت هذه هي تركيا ومواقفها من الدول العربية، فلماذا تعطى القيادات الفلسطينية نفسها الحق في أن تحظى بعلاقات متميزة مع دولة شديدة العداء لعدد من الدول العربية، ظناً من تلك القيادات أن ذلك يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، في حين تنكر على الدول العربية الأخرى أن تتخذ القرارات التي تتسق مع مصلحتها الوطنية؟ أيها الخجل.. أين حُمرتك؟
*شغل منصب وزير الشباب والرياضة، والأمين العام لـ “حزب الشعب الجمهوري” هو رئيس قسم العلوم السياسية في كلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة في “جامعة القاهرة” منذ 2013،