عروبة الإخباري – لقي ما لا يقل عن 16 عسكرياً والعديد من المدنيين حتفهم الأحد 27 سبتمبر/أيلول 2020، في أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان منذ 2016، ما يجدد المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
والاشتباكات التي وقعت بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، واللتين خاضتا حربا في تسعينيات القرن الماضي، هي أحدث تصعيد في الصراع الممتد لفترة طويلة بخصوص إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصالي في أذربيجان الذي يقطنه سكان ينحدرون من أصول أرمينية. وزادت حدة الاشتباكات الحدودية في الأشهر القليلة الماضية.
البرلمان الأذربيجاني وافق الأحد 27 سبتمبر/أيلول 2020، على إعلان “حالة الحرب” في بعض المدن والمناطق، فيما قال مراسل الأناضول إن البرلمان وافق على قرار الرئيس إلهام علييف، بسبب الاشتباكات في خطوط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا.
بموجب القرار الذي وافق عليه البرلمان خلال اجتماع طارئ، ستقيد السلطات بشكل جزئي ومؤقت الحقوق والحريات الدستورية وحقوق الملكية للمواطنين والأجانب في البلاد، ومن المنتظر إعلان حظر التجول في بعض المناطق خلال ساعات معينة في إطار “حالة الحرب”.
اشتباكات عنيفة: واندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، إثر إطلاق القوات الأرمينية النار على مواقع سكنية مدنية بأذربيجان.
حيث ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، أن النيران الأرمينية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين، بجانب إلحاق دمار كبير في البنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرميني عنيف.
فيما تحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم “قره باغ” (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام”، و”فضولي”.
إعلان حرب وتعبئة: من جانبها أعلنت الحكومة الأرمينية، حالة الحرب والتعبئة العامة بسبب الاشتباكات الدائرة في إقليم “قره باغ” الأذربيجاني وقال رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، في بيان، إن أذربيجان هي التي بدأت بالهجوم في “قره باغ”، مشيراً إلى تسارع التطورات في المنطقة.
حيث أضاف أن الحكومة أعلنت حالة الحرب والتعبئة العامة بسبب مستجدات الأوضاع في “قره باغ”، لافتاً إلى اجتماع مجلس الأمن الأرميني لمناقشة الوضع.
في سياق متواصل، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشمان ستابانيان، إسقاط قوات بلاده 4 مروحيات، و15 طائرة مسيرة، إلى جانب تدمير 10 دبابات ومدرعات تابعة للجيش الأذربيجاني، على جبهة “قره باغ”.
يذكر أنه في يوم الأحد، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، إثر إطلاق القوات الأرمينية النار على مواقع سكنية مدنية بأذربيجان.
من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، أن النيران الأرمينية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين، بجانب إلحاق دمار كبير في البنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرميني عنيف.
الاشتباكات الأخيرة أثارت موجة من الدبلوماسية لمنع اندلاع نزاع جديد في الصراع المستمر منذ عقود بين أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية وأذربيجان التي يغلب المسلمون على سكانها، ودعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، في حين أعلنت تركيا، وهي قوة إقليمية أخرى، دعمها لأذربيجان.
انفصل إقليم ناجورنو قرة باغ عن أذربيجان في صراع احتدم مع سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991. وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1994، بعد سقوط آلاف القتلى وتهجير أعداد أخرى، لا تزال أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات جراء الإقليم وعلى امتداد الحدود التي تفصل بين البلدين.
موقف تركيا: تركيا قالت إنها تجري محادثات مع أعضاء مجموعة مينسك التي تلعب دور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وتتشارك رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوضح في بيان نشره على تويتر بعد حديث هاتفي مع نظيره في أذربيجان إلهام علييف أن “أرمينيا، التي أضافت (المزيد) في سجل هجماتها على أذربيجان، أظهرت مجدداً أنها أكبر تهديد للسلام في المنطقة”. وأضاف “ندعو العالم بأسره للوقوف مع أذربيجان في معركتها ضد الغزو والوحشية”.
رداً على ذلك، دعا رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان المجتمع الدولي إلى ضمان عدم قيام تركيا بإقحام نفسها في الصراع بين بلاده وأذربيجان. ودعت فرنسا أيضاً الطرفين لوقف الأعمال العدائية، وحث الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الجانبين على وقف الأعمال العسكرية والعودة إلى المفاوضات.