عروبة الإخباري – استضاف فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد وملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة، أمسية شعرية عن بُعد للشاعر عبد الكريم أبو الشيح.
واستهل قراءته الشعرية أبو بقصيدة «مشى ظلا» قصيدة تمعن في الذات الشاعرة المسكونة بالأحلام ووجع الروح، ساردا التفاصيل التي تأخذه ثقوب الناي المعجون بالأغنيات الحزينة ، شاعر كل الطرقات يململها تحت قدميه.. ويمشي.
يقول في قصيدته: «يمشي يسوقُ أمامَهُ رأسهْ/ وبقيّةً/ من أغنياتٍ في شفاهِ النّايِ خبّأها/ وخبّأ في انعراج اللحنِ من أحلامهِ غَرسَةْ/ ومضى إليهِ/ يُلملمُ الطرقاتِ في قدميهِ/ كي لا تفلتا/ فتشتِّتا بأسَهْ/ هي رأسُهُ/ في كلِّ حالٍ لم تكنْ/ أبداً عدوا/ لم تكن يوماً صديقْ/ هيَ لم تكنْ/ إلا رفيقاً في الطريقْ/ يتخالفانْ».
ومن قصيدته»مسافة رجفة» قصيدة لا تخلو من فلسفة القول الشعري، مخاطبا الحبيبة فيرومها بشوق ويتلو شؤون روحه.
يقول فيها: «ورأته في كنَفِ القصيدةِ قائما/ ورآها/ كالوحيِ تهبطُ من علٍ/ وترومُهُ/ فيرومُها/ لولا مسافةُ رجفةٍ في ضلعِهِ/ لحواها/ فكأنهُ/ هيَ إذْ تهدّلَ صوتها/ وكأنها/ هو إذ بدا متأرّجاً/ من شوقهِ للقاها».
ويأخذنا أبو الشيح عبر تجلياته الشعرية من خلال عموده الشعري الذي يشتبك مع الموروث الديني ويسقطه على الواقع المرير بلغة موحية ومعبرة الذات الإنسانية.
نقتطف من هذه القصيدة التي يستحضر فيها الشاعر أبا العلاء المعري يقول فيها: «وإنْ ألـقيـتَ ما أبـصرتَ خـرَّتْ/ عـيـونٌ بُــعْـدُ مــا نظـرتـــه شِــبْر/ فـموسـى أنتَ لــدْنــيُّ القــوافـي/ وما صنعَ السِّوى في الشعر سحْر/ وأنتَ بمحـبسيــكَ رهيـنَ جـسمٍ/ وروحُـكَ فـي فضـاءِ الكونِ حــرُّ/ يـجــوبُ يُـقـلّـبُ الأيّـــامَ حـتّى/ روانـــا مـن رؤاكَ الـزُّهـرِ سِـفرُ/ وإنّ الأرضَ مُـذْ قـابيـلُ ألـقـى/ عـلـيهــا ثـوبــَهُ والـحَـمــلُ شـــرّ/ وما زالـتْ تـُوارثُ في الخلايا/ سَـــــوافٍ فـــوق أعـيـنـنـا تُـــذرُّ»
واختتم قراءته الشعرية التي يصحبها إيقاع الحرف والروح بقراء قصيدة محاولة، قصيدة لا تخلو من تعرية الواقع وبوح الذات المفعمة بالمشاعر وصدق القول تجاه الحياة المأزومة والمسكونة بالجراح والدمار وسفك الدماء قصيدة موجعة ونازفة.
يقول فيها: «أحاول أن أكونَ أنا/ فأنسى كلَّ ما حولي من الفوضى:/ وجوهَ الأصدقاء العابرينَ بلا ملامحَ فوقَ أجسادِ الضحايا/ إذِ اختلفوا/ على اسلوبهم في الموتِ/ هل ماتوا/ كما شاء المؤلِّفُ في متون النّصِّ/ أم ماتوا ارتجالا؟وأنسى كي أكونَ أنا/ جميعَ النسوة اللائي عرفتُ على امتداد العمر/ مَنْ عبرتْ إلىَّ بكلِّ فتنتها/ وزينتها من الصلصالِ/ أو مرقت/ غوايتُها بأحلامي خيالا».