عروبة الإخباري – نظمت مديرية ثقافة بالتعاون مع فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد ، مساء الأول من أمس، أمسية شعرية عن بعد للشاعر المغترب أنور الأسمر المقيم في تركيا. واستهل الأسمر أمسيته بكلمة مسجلة أكد فيها على أهمية الدور الذي تلعبه المديرية ورابطة كتاب إربد في إقامة الأنشطة الثقافية، معتبرا الثقافة تقرّب ولا تبعد.
وقرأ الأسمر مجموعة من القصائد عبر التسجيل بالصوت والصورة، قصائد اشتبكت مع الشؤون الذاتية والإنسانية والمشحونة بالقلق الروحي، فكان له المجاز والمعنى ولها أيضا، شاعر كم يغريه الماء في الكلام على تراب القصيدة.
يقول في قصيدته «هي والمجاز والمعنى»: «يغريني الماء في أرض القصيدة/ وفي الطريق إلى ظلِّها في القصيدة/ يغريني الموج وهو يغلي/ ويعلو في شرايين الحروف/ جرحتُ الكلمات ونشرتُها عند البحر/ لتستحمَّ الشمس في غمازتيها/ ويبتلَّ من طيفها الإيقاع/ رأيت الكلام يمتَصُّ الندى من اسمها/ ويشربَ سرَّ الحياة/ ذكرتُها ليخضرَّ المجاز/ فطارت عصافير الخيال/ كي تُغَردَّ داخل المعنى/ ذكرتها كي لا أغيبَ عن الكلام / فصرتُ طائراً/ ينسج عشَّ الكواكب من ضوئها/ أعددتّ متكأً وفاكهة للقصيدة/ ونادى الخيال/ أخرجي يا امرأةً علينا/ فلما رأتها الكلمات/ ارتبك المجاز».
وذهب الأسمر طارحة أسئلته الكثيرة على أحلامه ومقلبا صفحات العمر والأسماء، بلغة فلسفية عميقة تجرح الوقت و الأشياء من حوله، لكنه رغم توجعاته ظل ينادي بملء الحنين أوجاعه.
ومن قصيدة «لماذا حلمت» نقتطف منها:»قد أقلب الأسماء/ وأُسمِّي كل شيءٍ على عجلٍ/ حين أغفو متعبا في المرايا/ وأنادي وجع الحنين بغير ما علَّمني الحنين/ وأمشي متخفياً بين الكلمات/ لعلِّي ألتقي بالحب الذي يرتدي ثوب المجاز/ خوفاً من العابثين وأقدام المشاة/ وأهمس يا أيها العشاق لا تخرجوا من أسمائكم/ لا تخرجوا من أحلامكم/ وانتظروا دموعكم حتى تكمل معنى الحدائق في الذكريات/ وتعود إلى عيونكم مثقلة بالأمنيات/ العشاق هم الغرباء/ يثقبون الليل ليعبروا البحر/ وينسجوا ملامحهم بخيوط الدمعة الأولى/ والقبلة الأولى/ العشاق هم/ الأقوياء يواجهون الغياب/ ويسقطون وحدهم في ساحة الانتظار».
ومضى الأسمر قراءته الشعرية معتذرا من النافذة التي وعدها بالعصافير التي تحمل أكثر من اسم للمعشوقة.
يقول فيها: «أعتذر من قصيدة وعدتها بعصافير/ تحمل أسماء الحبيبة/ أعتذر من وسادة عبأتها بالدمع/ وخيال مؤجل للحكايا العاطفية/ أعتذر من امرأة/ أعددتُ لها نفسها المنسوجة/ في عيوني والقصيدة/ أعتذر من ظلها المتوحد فيّ/ لكني لن أعتذر مني/ ومن حبِ علمني خطايْ».