مع بداية الجائحة، كانت هناك بلدان محددة تفرض القيود على المجتمع المدرسي، مثل الكمامة ولا والأكُف والتباعد؛ ولكن بعد أقل من شهر كان هناك حوالي (120) ماية وعشرين بلداً قد أغلق مدارسه، تاركين حوالي مليار طالب/طالبة خارج عملية (التمدرس) أي الإلتحاق اليومي بالمدرسة.
كان واضحاً، وبخاصة التربويين، سواء عبروا عن رأيهم أم لم يعبروا، أن يكون التأثير سلبياً على نتائج التعليم، وبخاصة في مناطق الفقر وأحزمة الفقر في المدن الكبرى، حيث المساكن الكئيبة، ويزيد ذلك من معدلات التسرب الطلابي.
كما يخفض من فرص التعلم والتعليم في تلك المناطق وهي التي تعاني من تدني في مستوى حزمة الخدمات الاجتماعية (التعليم والرعاية الصحية والرعاية الأسرية ) وأمانيالدول المؤهلة تقنياً فيمكن القول أنها حققت نجاحاً في التعويض عن التمدرس بما يطلق عليه التعليم عن بُعد.
لقد اصبح التعليم عن بعد مطلباً مجتمعياً، وتربوياً، على الرغم من وجود الفجوات الرقمية –قومياً أو وطنياً- وتدنني جاهزية البنية التحتية، ونقص الخبرة لدى الهيئة التدريسية في مجال (التعليم عن بُعد) مع الإدراك أن الحديث في وقت الأزمات يختلف عنه في الأوقات العادية، وفي الحالة الأولى تدفع الأزمات محركات (الفكر) إليجاد أساليب التكيف الملائمة مع الظرف الطارئ.
إن المجتمعات أمام نهجين في التعلم والتعليم في عصر الكورونا: اما التكيف بأقل الخسائر أو الاستثمار (استراتيجيا) في (التعليم عن بُعد).
ففي حالة التكييف مع الواقع (الجائحي) اصبح التعليم عن بعد دافعاً للابتكار:
ماذا لو قسم الطلبة حسب الصفوف، ومهما كان العدد إلى (5) خمس مجموعات ( الأحد – الخميس) ليلتقي كل قسم يوماً واحداً في الأسبوع مع معلميهم، للوقوف على أوضاعهم التعليمية، وتقديم التوجيه والإرشاد وآلية المتابعة والتواصل على برنامج التعليم عن بُعد.
أما في حالة اعتماد التعليم عن بعد استراتيجياً، وهو أمر سيفرض نفسه مستقبلياً، وإذا ما أريد لذلك إيجاد فرص أفضل للنجاح، فإن ذلك يتطلب:
– تمكين الطلبة من إتقان استخدام (اللاب توب) المحمول ووضع خطة لتوفير جهاز (لاب توب) لكل طالب/طالبة في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات.
– تحقيق القدرة المؤسسية لدى المؤسسات التعليمية لوجستياً وفنياً وإدارياً، لتفعيل مهارات وكفايات التعليم عن بُعد، وحشد الموارد المالية من الهيئات الدولية المانحة لتمويل (لاب توب) لكل طالب/طالبة، وتأهيل المدارس، بنية أساسية فنية.
– وأخيرا تمكين الأسرة للقيام بدورها في التعليم عن بُعد وتوفير خدمات الإنترنت في البيت لمساعدة الطلبة.
– إن شعار (لاب توب) لكل طالب/طالبة، هو جزء من تهيئة الطالب /الطالبة لذلك مبكراً.
التعليم عن بُعد: تكيّف واستراتيجي./ عزت جرادات
16
المقالة السابقة