صحيح ان الوقت ما زال مبكرا للاجابة عن السؤال المشروع والذي يريده اغلب المتابعين او المهتمين، من سيفوز في الانتخابات الامريكية القادمة وهل سيكون مقعد البيت الابيض من نصيب جو بايدن ام دونالت ترامب، هذا لان الواقع يقول ما زال الوقت مبكرا بعد لإعطاء نتيجة او بيان تكهن بشخصية الفائز، لكن العلوم الاستشرافية لها مكانها في قراءة من هو قادم اذا ما تم استخدام علوم الرياضيات من واقع جمل علم الاحتمالات التي يمكنها استنتاج النتائج الثابتة.
كما انها قادرة على استنتاج المعادلة المتحركة التي تقف عليها حالة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية، من خلال المنظومة العلمية التي تقوم على التاريخ النسبي في قراءة المستقبل المتوقع، ومقدار حجم ثبات الولاية على هويتها السياسية، ودراسه مقدار التارجح للولايات المتغيرة، والتدقيق الموضوعي في استطلاعات الراي والمسوحات الميدانية الشعبية والنخبوية.
وفي الميزان الثابت المعادلة تاتي الولايات التي كانت ثابتة على مدار الاربع دورات انتخابية سابقة في تصويتها وما تعرف بالولايات الامنة او المستقرة، هذه الولايات يتوقع ان يحصد الحزب الديموقراطي على 141 صوتا في المجمع انتخابي في كل من كاليفورنيا، واشنطن، نيويورك، كنيكت، ماستيوشس،نيوجرسي،دلوير، ميريلاند، فيما سيحصل الحزب الجمهوري على 97 صوتا في المجمع الانتخابي من كل من، الاسكا، اوتاوا، مونتانا، نورث ديكوتا، كنساس، اوكلوهوما، ميسوري، مسيسبي، الاباما، كالورانيا الجنوبية، تيتسي، كنتاكي، انديانا، فريجينيا الشرقية.
وسيبقى في ميزان التاثير 300 صوت في المجمع الانتخابي، هنالك منهم مقاعد في المجمع الانتخابي بدات تتضح معالمهم ودرجة اصطفافهم، من خلال حراك قيادات الحزب ومقدار تجاوب المجمع الانتخابي معهم، في ولايات اياهو، ساوث ديكوتا، اركنسا، لويزيانا، نبراسكا، وهذا ما يجعل الحزب الجمهوري يحصل على 125 في مجموع ما ذكر، بيننا يتوقع ان يحصل الحزب الديموقراطي 183 صوتا من المجمع الانتخابي من كل من: بورماك، اوركان، بولنارك، دي سي، الينوي، هوواي.
اما بقية الاصوات فانها تعتمد على اخر اتجاهات الولاية في اخر خمس سنوات، اضافة الى المسوحات الميدانية التي تم اجراؤها من معظم الاطراف، والتي جاءت منسجمة بنتائجها مع السيرة التاريخية الانتخابية للولاية وطريقة اصطفافاتها، اذا ما اثرات عليها السياسيات الجاذبة لكلا الفرقين، حيث حملت نتائجها 255 للحزب الديموقراطي مقابل 205 , للحزب الجمهوري، ليبقى في مساحة التاثير 78 صوتا في المجمع الانتخابي، وبات واضحا ان الديموقراطيين سيكسبون معركه فلوريدا، وست كاسل، نوث كارولونينا، ونوهامشر، وهذا اذا استمر دون تغيير فان بايدن سيحصل على 271 صوتا في المجمع الانتخابي على اقل تقدير.
وهي قراءة تبدو اقرب للنتيجة، ومقدار التغيير في هذه القراءة ممكن لكنه يعتمد على المرشح الرئيس ونائب الرئيس اضافة الى رئيس الكونجرس، فالرئيس دائما ما يتاثر في الكونجرس بينما يتاثر نائب الرئيس في مجلس الشيوخ وخياراتهم، وحجر الزاوية في المعادلة وهو الكونجرس، الذي بالسابق كان مسيطر عليه جمهوريا برئاسة ريي.
اما الان فهو برئاسة بيلوسي حيث يبدو انها أحسنت في تقديم ذاتها وانتصر الكونجرس على حساب البيت الابيض وهذا ما جعلها تكتسب تعاطف جميع اعضاء الكونجرس اضافة الى احترامها الواسع، كما شخصية كاميلا هاريس والتي يتوقع منها ان تنجح على مايك بينس في كسب تاييد مجلس الشيوخ، فان المعادلة الثابتة في ميزان التقدير تشير ان طبيعة الكونجرس تختار الرئيس بينما يقوم مجلس الشيوخ في التاثير على واقع اختيار نائب الرئيس، لذا كانت المعادلة في الغالب يرسم نتائجها عنوان وصورة الكونجرس السياسية.