عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب.
قلقيلية نعرفها .. أمّا مجلسها فقد أقيم في عمّان وأصبح له حضوراً مميزاً سنتحدث عنه ، وأمّا ابنها الشاب وهو من المبرزين الذين اكتسبوا مالاً وجاهاً ومحبة، فهو السيد حسن اسميك الذي سمعت باسمه لأول مرة في 2/9/2011، أي قبل حوالي تسع سنوات بالتمام، فقد كنت على عشاء محدد لأشخاص على مأدبة جلالة الملك عبدالله الثاني وبحضور الملكة رانيا ورئيس الديوان الذي أخرج من جيبه ورقة وقرأ الاسم (السيد حسن اسميك)، فالتفت إلى جلالة الملك الذي ردّ عليه “اترك هذا الموضوع .. فالرجل معروف وشهد فيه من نحترم شهادته”..
لم أعرف تفاصيل في السياق الذي ذكر الاسم فيه ولم أحاول المعرفة، لكني أدركت بعد ذلك أن السيد اسميك يحظى باحترام الكثيرين هنا في الأردن وفي منطقة الخليج ، حيث يقيم ويعمل وفي عواصم عدة عربية وأجنبية ، حيث يتفرع عمله وينتشر ورغم أن الرجل أنعم الله عليه وتفضل بأن أعطاه مالاً وحكمة، “ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا” إلّا أن قلقيلية المدينة وأهلها لم تفارق وجدانه وعقله ووجوده فقد وضعها في المنزلة التي تستحق حين دعم المحتاجين فيها من طلبة ومحتاجين للعلاج ، ولذا أسس لذلك مجلسا مرموقا في مبنى بالقرب من وزارة الصحة الأردنية ومن مستشفى الأمير حمزة، وجهز فيه قاعات كبيرة ومكاتب وإدارة نشطة ترأسها السيدة ميادة شريم، ذات النشاط الاجتماعي المتعددة والشعبية الواسعة..
لم أكن أعرف شيئا عن المجلس وفي أحد المرات الذي ذكرت فيها اسم حسن اسميك أمام صديقي رجل الاعمال سامي شريم قال لي : هذا رجل من قلقيلية وهو يرعى جمعية قلقيلية ومجلسها..
ومضت أشهر وعاود سامي بعد عشاء حافل أقامه لأصدقائه ليذكرني بضرورة أن أزور مجلس قلقيلية لأطلع على نشاطات متعددة يقوم بها المجلس تختلف عن تلك التي تقوم بها جمعيات ومجالس أخرى لجهة اتساع العمل وتنوعه وشموله العديد من المحتاجين ليس من أهل قلقيلية فقط وانما يمتد الى خارجها..
وحين اتفقنا على موعد زيارة المجلس وصحبني سامي شريم الى هناك، كان في استقبالنا سيدة قدمت نفسها انها مديرة المجلس و صحبتنا الى مكتبها وشرحت لنا ما يقوم به المجلس من أعمال خيرية متعددة ومستمرة، وكيف يرتبط به أهالي قلقيلية المقيمين في الأردن وحتى أولئك الذين يقيمون في الخارج ممن مكنهم السيد حسن اسميك من التواصل مع بعضهم بفضل ما يقدمه من دعم كبير للمجلس لأهالي قلقيلية في الداخل والخارج …
يحظى المستثمر حسن اسميك بسمعة طيبة، ولم تستطيع أي معوقات أن تحول بينه وبين رغبته في الاستثمار في الأردن، التي يقدر تقديرا عاليا قيادتها التي يمثلها جلالة الملك عبدالله الثاني، وحين كنا نهبط من الدور الثالث الى الأول حيث قاعة مؤثثة مترامية الأطراف وفيها أكثر من خمسمائة كرسي وهي جاهزة لاستقبال اكثر من هذا العدد اذا وصلت مناسبة فيها الأعداد الى ثمانمائة وهي تصلح كقاعة محاضرات وقاعة لنشاطات خيرية رمضانية، فقد استقبلت مئات الأيتام وقدمت معارض صور ولوحات ومجسمات فلكلورية ومشاهد ثابتة و ومتحركة كانت فيها قلقيلية بتراثها وعاداتها وتقاليدها وحتى شجرات الكينا المشهورة فيها حاضرة وقد رأى القلقيليون في المملكة ما يبرد لظى غربتهم ويخفف عنهم فراق بلدتهم حين يرون تجسدها قائما في مجلس قلقيلية الذي يعيد إنتاج نبض المدينة الصامدة المكافحة والصابرة والرابضة على طرف الخط الاخضر في فلسطين…
المحسن حسن اسميك رئيس مجلس إدارة “مجموعة ماريا” في الخليج كتب عنه الكثير ودخل العديد من المجلات المشهورة المعنية بالاغنياء العرب والمميزين من اصحاب الخبرة و بناء الثروة فالرجل الشاب الذي لم يتجاوز عمره 43 سنة ما زال يعمل بكفاءة عاليه فهو إضافة لهذا يترأس مجلس إدارة نادي ميونخ الرياضي الشهير بصفته أكبر مساهم فيه وكذلك يرأس مجلس إدارة شركة الاشمل للاستثمارات ومجلس مساكن كابيتال… وصنفته المجلة الشهيرة فوربس كأول ملياردير أردني وثالث اصغر ملياردير في الشرق الأوسط… وقد جاءت شهرته من عمله في قطاع العقارات…ِ
ولم يتوقف عمله في حدود ذلك بل أفرد وقتا ومالا للعمل الخيري ليقوم من خلال جمعية البركة الخيرية التي أسسها بالتعاون مع صندوق الزكاة والهلال الأحمر بدعم الفقراء والمحتاجين في الأردن إضافة الى مساهماته في تعليم المحتاجين ومعالجة كثير من المرضى ورعاية الأيتام في الأردن وفي الخارج ولعل مجلس قلقيلية وجمعيتها شاهد على ذلك …
وكان السيد حسن اسميك قد نال المركز الأول من بين مائة شخصية مؤثرة على مستوى المنطقة عام 2013 وصنفته فوربس بعد ذلك كثالث أصغر ملياردير عام 2014 اختارته مجلة مييد ضمن اكثر 12 شخصية مؤثرة اقتصاديا في الشرق الأوسط…ِ
هذا الشاب العصامي يمتلك سيرة أتمنى أن تعمم بكتابة سيرتها لتتعلم الأجيال الطالعة هنا وفي فلسطين الكثير من تجربته التي ظلت ترافق تواضعه ومحبته للناس…
اما الكتابة عن قلقيلية المدينة التاريخ والحاضر وأهميتها وما تتمتع به من موقع و قيمة عالية فإن ذلك أرجو أن يكون في كتاب كبير يلحق بسلسلة في هوية المكان التي جمعت فيها 16 كتابا عن مدن في فلسطين والأردن جرى اصدارها..