عروبة الإخباري – مسقط..
يواصل مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني تنفيذ دراسة علمية بيئية متخصصة حول الكائنات الحية الدقيقة منها الخفافيش والقوارض، وذلك في عدة مواقع مختلفة في محافظات السلطنة.
يأتي هذا الاهتمام بأبحاث الخفافيش نسبة لشح البيانات والمعلومات المتوفرة عنها في منطقة غرب آسيا والسلطنة خصوصا ونتيجة لزيادة الأنشطة البشرية وتوسع الاستيطان.
وأشار مكتب حفظ البيئة إلى وجود 143 نوعًا من الثدييات التي تحتضن الفيروسات التي من الممكن أن تنقل الأمراض الحيوانية موضحا أن الخفاش يعد أحد هذه الأنواع التي قد تنقل الفيروسات إلى الإنسان ، وأكد أنه نتج عن تلك الدراسات خلال الأعوام الثلاثة الماضية تسجيل نوع جديد منها في محافظة ظفار ليصل عددها الكلي المسجل حاليا في السلطنة حتى الآن 26 نوعا .
وقال زهران بن أحمد آل عبد السلام مساعد مدير دائرة الشؤون البيئية بمكتب حفظ البيئة والمشرف على الفريق البحثي في دراسة الخفافيش : إن إجراء مثل هذه البحوث والتعاون مع المنظمات العالمية المختصة في هذا المجال ونشر الأوراق العلمية عنها يعزز من المعرفة والفهم حول هذه الأنواع وبالتالي يساعد في المحافظة على هذه الكائنات في بيئتها وفهم أفضل أماكن انتشارها وتحديد الأصناف وما يحمله كل صنف منها من فيروسات قد تؤثر على الصحة العامة للناس ، إضافةً إلى بحث فوائدها البيئية.
وأضاف آل عبد السلام إن الخفافيش تعتبر من الحيوانات الثديية التي لم تحظ بالقدر الكافي من البحوث والدراسات في السلطنة ، مشيرا الى أنه تم تسجيل أكثر من 1400 نوع منها على مستوى العالم فيما سُجّل في السلطنة إلى الآن حوالي 26 نوعا.
وأفاد أن مكتب حفظ البيئة يضم العديد من الخبرات والكفاءات الوطنية للقيام بالدراسات العلمية لمكونات البيئة العمانية من حياة فطرية وكائنات حية ، مبينا أن موضوع مسوحات الخفافيش بالسلطنة يأتي ضمن المهام التي كلف بها لدراستها بصورة علمية بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة مثل وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه والجامعات وإدارة الموارد النباتية والحيوانية، ومؤسسات أبحاث علمية دولية وبما يحفظ حقوق السلطنة فيها.
وقال زهران آل عبدالسلام إن أحدث الدراسات البيئية عن الخفافيش بالسلطنة بدأت في سبتمبر 2017م في عدة مواقع مختلفة من محافظة ظفار وذلك بعدما نفذ مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني خطواته الأولى بتشكيل أول فريق متخصص من الباحثين العمانيين في مجال أبحاث الخفافيش بالتعاون مع معهد هاريسون بالمملكة المتحدة.
وحول آلية تنفيذ الدراسة الحديثة ومراحلها في ظفار أوضح زهران آل عبدالسلام أنه تم القيام بتعريف وقياس و تصوير جميع الخفافيش التي تم الإمساك بها وفي معظم الحالات تم أخذ عينات من الأنسجة (لتحليل الحمض النووي) قبل إعادة إطلاقها مرة أخرى إلى البرية كما تم نصب الشباك والفخاخ المخفية للإمساك بتلك الخفافيش.
وبين آل عبدالسلام أن أهم النتائج التي توصلت إليها المسوحات في ظفار تمثلت في اكتشاف نوع جديد من الخفافيش في محافظة ظفار وتسجيل مواقع جديدة مهمة للأنواع الأخرى و نشر نتائج المسوحات الميدانية في الصحف المحلية وذلك بهدف زيادة وعي المجتمع ببعض أنواع الثدييات الصغيرة مثل الخفافيش واجتذاب بعض الجهات الدولية منها إيكوهيلث ألاينس التي انضمت إليها السلطنة لاحقاً كشريك على مستوى السلطنة ممثلاً بمكتب حظ البيئة للقيام بدراسة ميدانية ومختبرية جينية.
وبين أن أبرز أنواع الخفافيش المسجلة في السلطنة هي خفاش الفاكهة المصري (Rousettus aegyptiacus) ويعد الأكثر شيوعًا وأكبر الخفافيش العمانية وخفافيش حدوة الحصان وهي عائلات مختلفة كل عائلة لها مظهر مميز ، وهناك ما لا يقل عن ثلاثة من خفافيش حدوة الحصان في السلطنة بما في ذلك حدوة حصان جيفروي (Rhinolophus clivosus) الموجودة في السلطنة والخفافيش ذات ذيل الفأر ولها ذيول طويلة بشكل خاص في محافظة ظفار وخفاش البيبيستريل الذي يعتبر من أصغر الخفافيش ويزن حوالي 5 جرامات وهو بحجم الإبهام البشري ، ويوجد فقط في محافظة ظفار وجبال الحوف في الحدود المجاورة لليمن.
وقال زهران آل عبدالسلام إن مكتب حفظ البيئة شكل في نوفمبر 2019م فريقا بحثيا بمشاركة مختصين من المكتب بالتعاون مع بعض الجهات المحلية ذات الاختصاص و المنظمات الدولية مثل إيكوهيلث ألاينس (Eco Health Alliance ) والمتطوعين وعمل على دراسة الخفافيش في المناطق الشمالية من السلطنة مبينا أن الدراسة البيئية العلمية هي امتداد للدراسة عن الخفافيش في محافظة ظفار ، و سعت من خلالها للحصول على المزيد من المعرفة والفهم عن الخفافيش في البيئة العمانية من حيث الأنواع الموجودة وأماكن انتشارها وطبيعتها البيئية فضلا عن توثيق خصائص التنوع الجيني بالفيروسات التاجية Coronaviruses وغيرها من الكائنات الدقيقة والمرتبطة بالخفافيش في السلطنة بالإضافة إلى تعزيز وتطوير قدرات الموظفين العمانيين في البحوث العلمية والميدانية المتعلقة بالخفافيش.
وأشار آل عبدالسلام إلى أن أبرز النتائج الأولية للدراسة تمثلت في الانتهاء من أولى الأعمال الميدانية للمشروع في 2019م حيث تم اختيار (3) مواقع مختلفة من شمال السلطنة؛ تم خلالها الإمساك والتعامل مع (106) خفافيش وأخذت عددا من العينات المختلفة من كل خفاش تم الإمساك به وتسجيل نوعه وتصويره للتوثيق.. كما تم جمع (360) عينة و (15) تسجيلا صوتيا من المواقع المختلفة بالسلطنة.