كنا نريده بدءَ تدريس فعّال، مكتمل الأركان: لوجستياً، وكتباً مدرسية موزعة، وحضوراً صفياً نشيطاً، حيث إقبال الطالب/ الطالبة على التعلّم اليقظ، واهتمام المعلم/المعلمة، بالتفتح الذهني للطلبة، وتغطي وسائل الإعلام المحدودة صور ذلك النشاط.. إنه اليوم الأول لبدء العام الدراسي..
نريدها بدايةً نضرةً وسروراً في مدارسنا في أسبوعها الأول، إن طلبتنا، بعد طول غياب، متشوقون بلا ريب، إلى الابتهاج بأول أسبوع في العام الدراسي (20-21) الذي وصلنا إليه بعناء، فلا يهمّ أنهم تسلموا الكتب المدرسية… والبرنامج الأسبوعي للحصص، وأن يجري تصوير ذلك في مختلف وسائل الإعلام، لنرى صورة الدوام المدرسي.. يوماً مكتمل الأركان..
لماذا تترك وزارة التربية والتعليم تقوم وحيدة بالترويج لبدء العام الدراسي، فهي ليست الممثل الشرعي والوحيد للعملية التربوية، إن المؤسسات الإعلامية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، وهي غزيرة، مدعوة لتقوم بدورها في الترويج لبدء عام دراسي واعد، نتطلع جميعاً لإنجاحه، فهؤلاء أبناؤنا ما سوف يحاسبون المجتمع الأردني إن قصّر في توفير تعليم ليبرالي جيد لهم..
أمل أن يكون الأسبوع الأول للعام الدراسي، فسحة أمل، في التعبير عن مشاعر الطلبة وإبداعاتهم الفنية والثقافية والعلمية والأدبية، بحرية تامة، وبأشراف معلميهم (لضبط الإيقاع) لئلا تكون هناك… الفوضى ؛ فلينقل الإعلام المجتمعي إقبال أبنائنا على مدارسهم، وإظهارها بأجمل صورها.
إنني متأكد أن إيجاد مناخ مدرسي/تربوي دافئ على مدى الأسبوع الأول سيكون له أثره في تحفيز الطلبة نحو التّعلم والتعليم، وفي تعزيز الدافعية للتعلّم لدى الطلبة، وفي تفاعل إيجابي ما بين (المدرسة) و(المجتمع المحلي) و(الإعلام التثقيفي) برسالة إيجابية لا شكلية…
إن مثل هذه الأنشطة لا يجوز لها أن تخيفنا، إن نحن أدركنا المسؤولية في احترام (البروتوكول الصحي) كما نقول أن التربية (قضية وطنية مجتمعية تشاركية)، وجاء اليوم الذي ندعي فيه لترجمة هذا الشعار… وإن أهم دور يقوم به المجتمع: معالجة السلبيات، لا بكشفها وتوجيهها سهماً على التربية، بل المشاركة في تصويبها، وهو دور (يجب) -بحكم المعرفة- أن ترحب به (وزارة التربية والتعليم).
فلا تجعلوا من بدء العام الدراسي .. يوماً عبوساً قمطريراً، بل يوماً نضرةَّ وسروراً يتمتع أبناؤنا الطلبة، نشاطاً وإنتاجاً، ويحمل معلمونا ومعلماتنا الرسالة التي يعتزون بها، رسالة التربية التي تمتد مع التريوي مدى الحياةـ فهي (التربية) أن بدأت (وظيفة) فقد ترسخت (مهنة)، ثم تجذرت رسالة المعلم / التربوي لا ينقك عنها عوجاً.
دعونا نتفاءل… بدايةً مشرفة لعام دراسي جديد لأبنائنا، فمنهاج اختصره (دبوي) بكلمة واحدة (المنهاج هو الحياة) وتحية لأبنائنا الطلبة وزملائنا المعلمين، وقادتهم الإداريين ولكل من عمل في التربية ولو حصة واحدة، فأينعت ولو زهرة واحدة.
نريده عاماً دراسياً نضرةً وسروراً /عزت جرادات
7
المقالة السابقة