عروبة الإخباري – أعلن وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي عن تبرّع الوزارة بـ 1000 كتاب في حقول إبداعية ومعرفية متنوعة، لمبادرة «مسار الخير»، التي احتفلت أمس الأول في شارع الحمام في السلط بافتتاح مكتبة الروائية سميحة خريس، إضافةً إلى تنظيم ورشات تدريبية للأطفال والنشء على أساليب الكتابة الأدبيّة تشتمل على جوائز تشجيعيّة بالتنسيق مع مديرية ثقافة البلقاء التابعة للوزارة.
وقال الطويسي، في رعايته حفل افتتاح المكتبة الذي جاء بالتعاون ما بين مبادرة مسار الخير ودار الآن ناشرون، كركن في مقهى «الإسكندراني» اشتمل على أعمالها الروائيّة والقصصية، إنّ المبادرة هي تأكيد وتعزيز لحضور المبدع والمثقف الأردني وحفز المجتمع على الاطلاع على نتاجه الأدبي، وهو ما يجعل من الثقافة فعلاً يتوخى الجميع نحو تنمية ثقافية تصل إلى الناس؛ باعتبار رأس المال الثقافي والاجتماعي هدفاً تسعى إليه وزارة الثقافة.
وأكّد الطويسي أهميّة تكريم القامات الإبداعية بنشر أعمالهم وإتاحتها للقراء، مشيداً بتجربة الروائية خريس وما قدّمته في مشوارها الناجح للحركة الأدبية الأردنية والعربية، خاصةً وأنّ لها جمهوراً نشأ على ما قدّمته من أعمال ناضجة في فنون السرد والكتابة، ضمن رسالة حقيقيّة وجادة عبّرت عن أفكارها التي صاغتها وفق رؤى فكرية استمدت تفاصيلها الإنسانيّة مما حولها كأيقونة مضيئة في عالم الإبداع.
وعبّر الوزير عن احترام الوزارة لدور المبادرة وكلّ الجهود الخيّرة والتطوّعية في المجال الثقافي والتي تعزز من قيم العطاء والتواصل مع المجتمع من خلال جهود متكاملة تشجع على القراءة وتعيد الاعتبار للكتاب الورقي ما يمنح الأجيال فرصة التواصل وأخذ الخبرة من الرواد وأصحاب التجربة من المبدعين.
وقدّم مدير «الآن ناشرون» القاص جعفر العقيلي إطلالةً على مشوار خريس ومنجزها النوعي، بوصفها اسماً أردنيّاً حقق حضوراً في المشاهد الثقافية العربية، وترجمت أعمالها إلى أكثر من لغة، معرّجاً على هذا المشوار بين الصحافة والأدب واحتفائها بالمكان من منظور إبداعي قدّمت فيه الصوت الأردني للخارج، كما تحدث عن هاجس خريس في الكتابة وفهمها لوجودها الثقافي في ما أنجزته، إضافةً إلى القصة والرواية، من أدب الرحلات والتأملات والنصوص المسرحية، مؤكداً حضورها في محترف الكتابة الإبداعية الذي أسسته وتقدم فيه ورشاً تدريبية في فن الكتابة.
ولفت العقيلي إلى الأثر الثقافي الذي يشيعه المبدع في جمهوره، والعلاقة الحميمة للكاتبة خريس مع السلط وما اختزنته من ذاكرة تجلّت إبداعاً حقيقيّاً في أكثر من عشرين عملاً يستحق الاحتفاء والتكريم، مشيداً بمبادرة «مسار الخير» على المستوى الثقافي، وما قدّمته عن قصص نجاح في عددٍ من المجالات.
وتحدث مؤسس مبادرة مسار الخير للتنمية المستدامة الصحفي محمد القرالة عن مشروع المبادرة الثقافي، في توفير أكبر مجموعة من المؤلفات، وتوخّي النوعية وجودة المضمون في ذلك، لإحداث أثر إيجابي في بنية المحافظات والقرى النائية على المستويين الثقافي والمعرفي من خلال التشجيع على القراءة، معرّفاً بسنتين من عمر هذه المبادرة في هذا المجال.
بدورها، عبّرت الروائية خريس عن احترامها لدور وزارة الثقافة ورعايتها للجهود التي احتفت بنتاجها الأدبي، مؤكدةً الأثر الثقافي المهم الذي يقوم به عدد من شباب السلط في أمسيات إبداعية وثقافية، خاصةً حين يلقي المكان بظلاله الإبداعية على هذه الأنشطة والبرامج التي يمكن مأسستها برعاية الوزارة.
وعلى المستوى الإبداعي، قالت خريس إنّ للسلط تأثيراً كبيراً في تكوينها الثقافي، متحدثةً عن طفولتها وأول عهدها بالمكتبة ومعمارها النفسي المستمد من المعمار العميق للمدينة. وأضافت أنّ السلط بما تشتمل عليه من تنوّع وفرادة وجمالية، دائماً ما تعطي قارئها بصمات لا تنتهي، لافتةً إلى طبيعة شارع الحمام الحاضن للاحتفالية، ومدى ما يثيره من مخيال وجداني في نفسها كأديبة شكّل المكان حيّزاً كبيراً من أعمالها الإبداعيّة.
وقدّم الأديب والناقد د.محمد العطيات إضاءةً حول السلط وذاكرتها ومدرستها وأدبائها، مؤكّداً دور المكتبات في العالم كوجوه مشرقة لبلدانها، في ما قدّمته من نهضة ثقافية ومعرفية ووعي إنساني. كما تحدث عن حركة الوعي في الأردن منذ تأسيس الإمارة والنسيج الثقافي العروبي الذي ميّز الأردن فيما بعد. ومن جانب آخر أعرب العطيات عن أسفه للارتياد القليل للمكتبات مقارنةً بالتنافس في ما مضى على اقتناء كتاب، معتبراً التراجع قفزةً إلى الخلف، ومقترحاً استحداث جوائز تشجيعية في هذا المجال.
واستذكرت القاصة د.هدى فاخوري، التي أهدت «المكتبة» عدداً من إبداعاتها في مجال الطفل، تاريخ السلط ومرابع طفولتها، مقدّمةً شهادةً إبداعية عن الروائية خريس كواحدة من الأسماء الروائيّة المهمّة في العالم العربي.
وفي جولة على أروقة «المكتبة»، قدّم مدير مقهى الاسكندراني محمد باكير نبذةً عن فكرة المشروع الثقافي القريب من جميع الشرائح العمرية، وتصنيفات الكتب تبعاً لأجناسها الأدبية والمعرفية، وما اشتملت عليه المكتبة أيضاً من كتب في أدب الطفل لعدد من الكتاب الأردنيين. كما عرّفت عضو مبادرة «مسار الخير» ثائرة عربيات بمشروع «مهدبات الهدب» كمشروع ثقافي تراثي يرمي إلى إحياء التقاليد والأزياء الأردنية الأصيلة، لتلقي الطفلة ندى محمد باكير عدداً من المقطوعات الشعرية والوطنية.