بدلا من «تراشق الاتهامات» و»الحق على مين؟» هل هو على الحكومة التي لم تشدد إجراءاتها على الحدود منذ تزايد حالات «سائقي الشاحنات» على معبر حدود «العمري»، ثم مؤخرا عند معبر حدود «جابر»، أم هو على المواطنين من سائقي الشاحنات، أو من المخالطين، أو ممن لا ينصاعون لأوامر الدفاع، خاصة بعد أن أظهرت دراسة بأن نحو 57 % من المواطنين لا يأخذون جائحة كورونا على محمل الجد، وأن هناك نحو
8 % يعتبرونها كذبة !!
أقول بدلاً من تراشق الاتهامات، علينا أن نعيد أساس نجاحنا منذ البداية بالسيطرة على هذه الجائحة والتي كان سر النجاح فيها : تعاون الجميع من حكومة وأجهزة أمنية وكوادر طبية ومواطنين وقطاع خاص، والتعامل مع الجائحة بكل شفافية ووضوح، فنجحنا بمعالجة «الملف الصحي» وكنا أنموذجًا في إدارة الأزمة.. ثم حققنا نجاحات وإخفاقات في معالجة «الملف الاقتصادي» وهذا طبيعي في بداية الأمر لعدم وضوح الرؤية ولحرصنا «الأشد» على صحة الناس قبل كل شيء.. الآن وبعد الانفتاح الاقتصادي، وبعد ما صار يعرف في الإعلام العربي والغربي بـ «الموجة الثانية» من كورونا، باتت الأرقام تتزايد عندنا وعلينا مراجعة الحقائق حتى نبقى مسيطرين على الوضع خشية الانفلات – لا قدّر الله – إلى حد عدم القدرة على السيطرة.
الإيجابي حتى الآن – وفقًا للاختصاصيين – أن الإصابات المكتشفة لمخالطين معروفة المصدر والأسباب، وهذا يساعد كثيرًا في سرعة السيطرة والمعالجة، لكن المزعج في الموضوع تزايد أعداد المخالطين رغم كل التحذيرات والتنبيهات، لهذه الجائحة التي باتت تضرب قطاعات متعددة حتى وصلت أمس للقطاع الرياضي، وتحديدًا لكرة القدم الأردنية، رغم إقامة المباريات دون جماهير!
تأثر أي قطاع بهذا الوباء سيزيد من معاناة القطاع والعاملين فيه، فلا زالت الأندية تعاني من تبعات توقف الدوري وإقامة المباريات دون جماهير وانعكاسات كل ذلك اقتصاديًا وماليًا على الأندية التي تعاني في الأصل من صعوبات في الإيرادات تنعكس سلبًا على رواتب اللاعبين ومصاريف الأندية المتعددة.
كذلك فإن ظهور إصابات في أي قطاع اقتصادي تجاريًا كان أم صناعيًا، سيؤثر سلبًا على ذلك القطاع، ومن هنا نؤكد أنه من أجل مواجهة «الموجة الثانية» من هذا الوباء علينا العودة إلى المربع الأول في أسلوب المعالجة – ليس من حيث الإغلاقات والحظر الشامل – فتلك الإجراءات لم نعد نقوى عليها اقتصاديًا – ولكن من حيث التعاون بصورة أكثر جدية بين جميع القطاعات والجهات والمواطنين والمقيمين، لأن المسؤولية تقع علينا جميعًا لحفظ صحتنا وسلامتنا واقتصادنا.
حمى الله الأردن ملكًا وجيشًا وشعبًا من كل وباء وبلاء.
حمى الله البشرية جمعاء.
عودة للمربع الأول!! / عوني الداوود
12