بقلم: وصال أبو عليا
لنقرأ الفاتحة جميعا على ما تسمى بمبادرة السلام العربية التي لم تثمر عن شيء، بل وُئدت في مهدها أكثر من مرة حتى تم تشييعها، لنغلق هذه الصفحة للأبد، ولنغلق معها الكثير أيضا.
لطالما طالبنا بريطانيا أن تعتذر عما اقترفته بحق شعبنا وقضيتنا جراء وعد بلفور المشؤوم، ذاك الوعد الذي منح من لا يملك لمن لا يستحق، وهذه المرة خُط الوعد من جديد بأيدٍ عربية، لم تهتز قيد انملة جراء هذا التوقيع بل وتتحدث عن غطاء بالاتفاق مع أمريكا ودولة الاحتلال على تعليق الضم لأجزاء من أراضي دولة فلسطين مقابل هذا التطبيع، هذا المبرر مرفوض فلسطينيا رسميا وشعبيا.
ومع انتشار نبأ اعلان التطبيع الكامل للعلاقات بين الامارات العربية ودولة الاحتلال، دعا الرئيس محمود عباس لاجتماع عاجل للقيادة لبحث هذه الخطوة الاماراتية وتداعياتها ومن ثم صدر بيانيعبر عن رفض القيادة واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأميركي الإماراتي الإسرائيلي، مع الدعوة لعقد جلسة طارئة فورية لجامعة الدول العربية ولمنظمة التعاون الإسلامي لرفض هذا الإعلان.
وفي ظل قرائتي لما سيحدث، ستشهد العلاقة الفلسطينية الاماراتية مزيدا من التوتر والفتور في آنٍ معا، والتي منذ فترة ليست بالعلاقة الوطيدة. الآن بات الباب مواربا كذلك لضعاف النفوس من الجوار لمن أراد أن يحذو حذو الامارات التي لم يخولها أحد لتقرر بالنيابة عنا نحن الفلسطينيون ولن نسمح لأحد أن يقول كلمتنا التي عمدت بدماء الشهداء وانات الجرحى وعذابات الأسرى لتبقى منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ولن يكون لها بديل ما حيينا.
الآن وبعد أن استدعت وزارة الخارجية سفير دولة فلسطين لدى الامارات ستدرك الأخيرة أننا لسنا بورقة التوت، كما أنه بات لزاما على جامعة الدول العربية ان تتخذ اجراءات فورية وعملية بحق أي دولة عربية تقدم على التطبيع بتعليق عضويتها في الجامعة على أقل تقدير وقطع العلاقات معها.
الكثيرون اعتبروا هذا الاعلان الثلاثي مفاجئ، لم يكن كذلك؛ وإن نظرنا للوراء قليلا وعندما أرسلت الطائرات الاماراتية محملة بالمساعدات الطبية في ظل جائحة كورونا لدولة الاحتلال وأرسلت “رفعة عتب” مساعدات لأبناء شعبنا عبر دولة الاحتلال، أدركت قيادتنا السياسية وشعبنا كذلك أن لهذه الخطوة ما وراءها وجاء اعلان اليوم تتويجا لعلاقة مستمرة منذ فترة في الغرف المغلقة التي نصورها بمثابة الزواج العرفي الذي أعلن عنه رسميا ليُسمع علنا اسم شلومو في أبو ظبي..
وأتساءل هنا، بأي عينٍ سنطالب الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تعترف بها، في وقت تهرول العواصم العربية إلى التطبيع الكامل والمجاني مع دولة الاحتلال على حساب حقوقنا الوطنية المشروعة، وسنرى في الأيام القادمة المزيد من الهدايا المجانية.