عروبة الإخباري -عزالدين ابوحويله
هو لم يَمت درويش
حيٌّ في دمانا
والقصيدةُ لم تزل رهن السماء
والقصيدة تشتكي حال الزمان الموجعِ
بعد إنهمار الدمع
فوق خدودنا
زهرٌ يلوحُ بالحروف سطورهَ
كينونةً الصبر المخبأ في اللهيب الموقدِ
فوق إنحدار الآه من زمنٍ
تناساه الخريف وعقّه
لا ذبول لليلتي
فالفجر محبوس مع السجان
يبدع في النضال ويصرخُ
رفّت حمامات المغيب
لتنطوي بُعد المسافة
فالكتاب زمانهُ جفت ينابيع
وصار جفافها ملئ الصدور
وكم بكت من حيرة الاقلام كل دفاتري
درويش يا حظ القصائد
والحروف نزوفهُ لترابهِ
وقضية السبعين عام لم تزل محكومة
بيد الطغاة
ها أهلها غرقوا بما صنع الغريب حليفهم
حتى تناسوا في القصائد والدما
والعاشق المذبوح فوق دموعهِ
أثر الفراق يشوش الكلماتَ في نظراتهِ
أمل اللقا
بل وإنتظار مبهم متوقد في القلب
والمعنى وحيدا كلما عصفت به النايات جرحا
داميا في النرد
لا بأساً هنا
أما عن المقهى
هنالك حائر
” وقد امتلأت بكل اسباب الغياب ”
يقلب الحزن المخبأ في الجرائد
عن حقيقة نفيّه الأزلي
من غير اعتياد
اوهم الأحياء في المنفى
بأن حقوقهم مسلوبة !
هي هكذا
إلا إذا اشتعل الرصاص
وبنّ قهوتنا تكلم واستصاغ
من القصائد موطنا
هي موطن يجتاحني
كي لا أفكر كم سيتعبني الغياب
وكم سيأخذني الرحيل
بلا هدى
ينساب كي يهذي الطريق لخطونا
والظل لولاه
لَما قيست شقاوة ثائر
بالدمع
كي يَصف الحنين
مُجَدٍدا آماله
ومراعيا كل المعاني
في لغات السابقين
إذا توارث سعيهم !
درويش يا نبضا يشع تفائلا رغم الغياب
هناك
أي في جعبة الكتمان
والأثر الشحيح من اللقا
درويش حيٌّ
في القصائد والدّما ..
9 / 8 / 2019
9 / 8 / 2020
عزالدين ابوحويله