عروبة الإخباري-بقلم: وصال أو عليا
فرنسا تقوم بواجبها هذه المرة تجاه لبنان بربطة العنق وتحمل انتدابا من نوعٍ آخر ليس ببزته العسكرية هذه المرة.
تعالت أصوات البعض في لبنان ما بين مُرحبة بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لعاصمة العرب الجميلة ما دفع نحو 35 ألفا منهم للتوقيع على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي لبلدهم، ومن ثم جاءت معانقة ماكرون لشابة لبنانية بمثابة استجابة لمطلب انساني بحت أراد الأخير ايصاله على أنقاض المرفأ،وحال لسانهم بحفاوة الاستقبال هذه لأول رئيس تطأ قدماه مكان الكارثة ليس رغبة ربما بحرارة هذا اللقاء بقدر رغبتهم في الخلاص من تجاوزات يعانون منها في لبنان، مع اعتقادهم أن ماكرون سيكون المخلص لهم. وهنا أستذكر ترحيب عدد كبير من أبناء الشعب العراقي للتدخل الأجنبي (الأمريكي) عام 2003 في شؤون بلادهم وتغيير نظامهم السياسي.
على الجانب الآخر، كثيرون في لبنان أعلنوا تأييدهم للرئيس ميشال عون ليس بدافع التأييد وإنما بإطار رفض أي احتلال مهما كان نوعه لبلدهم وبدافع وطني.
وفي الأروقة، كان الاليزيه ألمح أن زيارة ماكرون للبنان جاءت بمطلبين أحلاهما مر، الأول: ما وُصف بالاحتلال الناعم والذي يعني تجريد لبنان من سيادته على المرفأ والمطار وكل المواقع السيادية في العاصمة، مع الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة تفرز قيادة تغير وجه النظام السياسي في هذا البلد.
أما المطلب الآخر وهو مشروط برفض اللبنانيين بالطبع للمطلب الأول، ويقضي بأن يكون الاحتلال القاسي المتمثل بأيام عشرة زمنياً لاستصدار قرار من مجلس الأمنتعقبُه بساطير جنود الناتو القادمين بأوامر من عواصمهم.
وفي فحوى الزيارة وخلال الحديث بين الرئيسين ماكرون وعون كانت لغة الجسد ورمزيتها واضحة، حيث كان الأخير مُصغيا تماما وماكرون كأنه البطل الوحيد في الساحة.
أنوار برج إيفيل التي أُطفئت عند منتصف ليلة الخميس كتعبير عن التضامن مع بيروت، كان هذا غلاف الكتاب ليس إلا، أما التفاصيل سنراها بعد أيام وأسابيع من زيارة ماكرون.