لكل انتخابات اجواء تميزها عن غيرها من مناخات انتخابية، وللانتخابات النيابية لهذا العام سمة باتت تميزها بالشكل والمضمون، بل وتعتبر علامة فارقة يجدر بالمرشحين الاخذ بها عند الشروع بتصميم برامجهم الانتخابية ووضع سياساتهم المنهجية، فلقد علمنا المعلم ومازال يعلمنا كيفية الوقوف عند اسباب الحالة التي شكلت اجواء حراك المعلم والوقوف عند مسبباتها ودوافعها وتحديد المعيقات التي تحول بين المعلم وتمكين رسالته.
وهذا يتاتى عبر دراسة التحديات التي تطلبها معادلة التطلعات والمقتضيات و البحث في المضامين السياسية التي قوامها المشاركة وتمكين النقابة من مهننة العملية التعليمية إسوة ببقية النقابات المهنية هذا اضافة الى ايجاد الحلول التي تمكن المعلم من تقديم رسالة، على ان لا تكون هذه الحلول انية بل ضمن خطة استراتيجية للتعليم والتعلم المعرفي تقوم على تمكين رسالة المعلم وتطوير البيئة المدرسية وعبر برنامج يستند الى خطة اعداد شاملة يحتوي على برنامج تدريب تقني و ضمن خطة خمسية انتقالية واخرى خمسية متممة.
بحيث تقوم على تمكين المعلم في البيئة المدرسية وتعظيم دوره في المجتمع المحلي والارتقاء بمستوى معيشته، بما يعظم من دوره المجتمعي، ويعود بالنفع على مستوى الطالب والحد من تنامي انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية المرهقة، وظاهرة المدارس الخاصة غير المختصة، فان البيئة المدرسية العامة لابد ان تكون افضل من بيئة المدارس الخاصة في مستوى خدمات البنية التحتية و كما في مستويات البنية الفوقية التي تسهم في تطوير قدرات المعلم كما المناهج التعليمية.
ولعل الاجواء التي شكلها حراك نقابة المعلمين، جاءت بخدمة ايجابية ومهمة للانتخابات النيابية حيث ان هذا الحراك ادخل المجتمع الاردني من حيث لا يحتسب ضمن اجواء تفاعلية بعد حالة الركود التي اصابته نتيجة اجواء الحجر والحجز المنزلي ومناخات العزل والغلق المناطقي التي فرضتها مناخات كورونا.
وان كان الجميع يتفق على احقية المعلمين في تمكين مهنة التعليم وتعظيم دور المعلم المهني والاجتماعي وبما يرتقي بالبيئة المدرسية ويعظم من مستويات التعليم ويرتقي ايضا بمستويات الطلبة، ويؤدي الى تنمية مناخات العمل الجماعي والعمل الطوعي والتي من اهمها توسيع حجم المشاركة الشعبية في الانتخابات والحياة العامة.
لكن الجميع يتفق ايضا على ان الية العمل التي انتهجتها النقابة لم تكن صحيحة، بل ووضعت الحكومة في مكانه لا تحسد عليه في مضمون الاستجابة، فان استجابت الحكومة فانها بذلك ستشرعن نهجا جديدا ويسمى النهج الشعبوي وبذلك تشجع كل من له طلب وحتى مظلمة ان يخرج للشارع ويشكل مناخات ضاغطة لحين الاستجابة، وبذلك يصبح الشارع من يصنع القرار وليس القانون، وهذا ما يرفضه الجميع، ولا يقبله احد، حتى وإن كانت مسالة المعلمين مسالة مطلبية محقة.
الانتخابات النيابية وحراك المعلمين / د.حازم قشوع
10
المقالة السابقة