عروبة الإخباري – عقد التجمع الوطني للمستقلين وجامعة القدس وبالشراكة مع وزارة العدل ومعهد ماس للأبحاث السياسية والاقتصادية، وعلى مدار يومين مؤتمر تحت عنوان “الاستراتيجية الوطنية لمواجهة صفقة القرن وسياسات الاحتلال”، وذلك في ضوء اعلان الرئيس محمود عباس باسم القيادة الفلسطينية التحلل من كافة الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الاسرائيلية والامريكية بما فيها الامنية ووقف التنسيق الامني، وذلك كرد على اعلان نتنياهو عزمه على ضم اسرائيل لما يزيد عن (30%) من الضفة الغربية وبسط السيادة الاسرائيلية على منطقة الاغوار والمستوطنات بالضفة.
وانسجاما مع قرار القيادة في التحلل من الاتفاقيات، بحث المؤتمر آليات تنفيذ قرارات القيادة والخيارات المتاحة لتعزيز الصمود والمساهمة في اعداد الاستراتيجية الوطنية بما يتسق والتطورات وما فرضته من تحديات.
وافتتح المؤتمر السيد منيب رشيد المصري رئيس التجمع الوطني للمستقلين مرحبا بالمشاركين مشيرا إن الهدف من المؤتمر بحث الخيارات وآليات احباط الضم وصفقة القرن، وضرورة المشاركة وحشد كافة طاقات الشعب الفلسطيني بكل أطيافه للمواجهة ودعم القرار الحاسم للقيادة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة انهاء الانقسام وصولا للوحدة الوطنية لتعزيز ودفع المقاومة الشعبية وتجذيرها كإحدى الأدوات النضالية الرئيسية للخلاص من الاحتلال وتحقيق التحرير الوطني وبناء الدولة المستقلة.
كما حيى السيد المصري الموقف الاوروبي والمواقف العربية والدولية الداعمة للموقف الفلسطيني متمنيا ان يخرج المؤتمر بتوصيات تساهم في وضع برنامج وطني شامل يمكّن الشعب الفلسطيني من الصمود وإفشال مخططات الاحتلال الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتدمير إمكانيه قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
و تحدث أ.د. عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس مؤكدا على ضرورة مشاركة الكل الفلسطيني في المواجهة، وان مشاركة جامعة القدس في المؤتمر نابع من ايماننا بدور الجامعات والمؤسسات الاكاديمية في رسم الرؤيا الوطنية الشاملة لمواجهة صفقة القرن ومشروع الضم الاسرائيلي والخلاص من الاحتلال، وأن المجتمعون يهدفون لدعم قرارات القيادة والدفع لإنجاز الوحدة الوطنية مطالبا المؤتمر بالتواصل مع الجميع لبلورة برنامج وطني يرسم استراتيجية لمواجهة التحديات.
كما تحدث في الجلسة الافتتاحية السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني مشيرا إلى قانون القومية الذي أقر في الكنيست أنهى العملية السلمية، تبعه اعلان صفقة القرن التي ألغت حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعززت الاستيطان بما يمنع قيام الدولة الفلسطينية، وهذا ما شجع اسرائيل على الغاء التفاوض وان هذه المواقف تدفع الفلسطينيين إلى العودة للشرعية الدولية، وانه لا تفاوض إلا على اساس حدود العام 1967، مقترحا أن تبدأ م. ت. ف بالتحضيرات لمجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية.
واشار السيد بركة إلى اهمية الورقة التي قدمتها حركة فتح تحت عنوان تصور اساسي لآليات الرد الفلسطيني على قرار الضم، التي وضعت تصورات عملية لمواجهة التحديات التي أساسها خطة الضم.
كما تحدث الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية ل م. ت. ف مشيرا إن الإستراتيجية الامريكية الاسرائيلية تهدف إلى إلحاق الفلسطينيين بالمشروع الصهيوني وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
وحذر من عدم الخلط بين حل السلطة الوطنية الفلسطينية التي ولدت باتفاق تعاقدي دولي للوصول إلى الدولة المستقلة وبين اعادة النظر في وظيفتها بما يخدم المشروع الوطني لأن نتنياهو يريدها سلطة خدماتية تدير سكان.
وقال إنهم يراقبون ردود الفعل العربية والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين لتمرير مشروعهم والرئيس ابو مازن يتحرك دوليا وهناك تجاوب كبير ضد صفقة القرن ومشروع نتنياهو بالضم.
وأكد ان الوحدة الوطنية ضرورة لا يكفي هذه المرة ان نطالب بإنهاء الانقسام دون تحديد المسؤولية للمعرقلين، ولا نريد لأي طرف اقليمي او عربي ان يلعب بالفلسطينيين والثغرة الوحيدة الانقسام.
وما نريده من المؤتمر ان يقدم اوراقا ويسمي الاشياء بمسمياتها، ثم استدرك ان مشروع الضم لم ينتهي وقد يعلن نتنياهو حتى نهاية الشهر الحالي عن ضم ما يصل إلى (8%) (ضم تدريجي) مطالبا المجتمع الدولي بفرض عقوبات على اسرائيل حال اقدامها على الخطوة وأنهى كلمته إن الفلسطينيين بحاجة لعقد مجلس وطني ووجوب انهاء الانقلاب في غزة مؤكدا ان فلسطين قائمة على التعددية.
واختتم د. محمد اشتية رئيس الوزراء الجلسة الافتتاحية ان الدولة الفلسطينية ليست على اجندة اسرائيل بل تسعى إلى تدميرها واحتمالية قيامها بالضم المتدحرج الذي بدأ قديما بالقدس ومشروع الاستيطان وغيرها من الخطوات. وأشار إلى ان الصهيونية الدينية ترى ما يسمى بيهودا والسامرة هي أرض اسرائيل التي تريد ضمها، إلا ان السحر انقلب على الساحر.
وهناك اجماع دولي محاولات اسرائيل في الضم وقال ان ابو مازن قرع الجرس وسمع العالم كما نرى وبين ان اسرائيل منقسمة بكل شيء، إلا انهم متفقين على الضم وتساءل ان التحدي الحقيقي الان ماذا بعد الضم.
مطالبا ان الخطوة القادمة يجب الانتقال من السلطة إلى الدولة وتجارب العالم تؤكد واقعيته، وأنهى كلمته بالتأكيد على الوحدة الوطنية وتحقيق وتبني استراتيجية وبرنامج عمل وطني موحد، لأن المشروع الاسرائيلي ضم الضفة وقيام دويلة في غزة وهذا لب الصراع.
ثم انتقل المؤتمرون إلى بحث ستة محاور أساسية؛ بدأت بالمحور السياسي حيث ترأس الجلسة وليد الأحمد وقدم الورقة الدكتور وليد سالم وعقب عليها د. أحمد جميل عزم ود. انطوان شلحت والدكتور ثابت ابو راس وتبعها الجلسة اقتصادية والتي ترأسها د. نصر عبد الكريم وقدم الورقة رجا الخالدي ممثلا عن معهد ماس وعقب عليها د. محمود الجعفري د. مازن العجلة ، د. شاكر أبو راس ، وتبعها الجلسة القانونية ترأسها اسعد يونس وقدم الورقة د. منير نسيبة وعقب عليها د. عمار دويك ، وشعوان جبارين.
ثم شهد جلسة اليوم الثاني جلسة تعزيز المقاومة الشعبية الفلسطينية ترأسها طاهر الديسي وتحدث بها د. مصطفى البرغوثي ووليد عساف ود. محمد الشلالدة ومحمد الياس وحسن حجازي وختم اليوم الثاني بجلسة دور الاعلام والانتاج المعرفي في مواجهة ممارسات الاحتلال وصفقة القرن وخطة الضم حيث ترأس الجلسة نقيب الصحفيين د. ناصر ابو بكر ، وتحدث د. وليد نصار ، ود منير فخر الدين، د. منيف جراد ، وعبد الغني سلامة وناهد أبو طعمة.
هذا وسيستكمل المؤتمر بعقد جلسة تضم قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية وسيتم تقديم مخرجات المؤتمر بهدف المساهمة في دعم توجهات القيادة الفلسطينية، وبناء برنامج وطني شامل لمواجهة التحديات، يُبحث في حوار وطني شامل، على أن يتم لاحقا نشر التوصيات التي خرج بها المؤتمر، وتقديمها إلى القيادة الفلسطينية.