عروبة الإخباري – أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” اللواء جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، أن الحركتين ستواجهان معا كل مشاريع الضم، التي يسعى الاحتلال لتطبيقها، بدعم من الولايات المتحدة.
وأضاف الرجوب والعاروري في مؤتمر صحفي عقد في مقر الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، اليوم الخميس، بمدينة رام الله، عبر نظام الربط التلفزيوني الفيديو كونفرنس من بيروت، أن الاستراتيجية المقبلة ستكون موحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة للتصدي لهذه المخططات.
وأكدا أن مشروعنا الوطني كاملا مهدد من الاحتلال الذي يراهن على استمرار الانقسام وضرب المناعة الوطنية والعثور على طرف إقليمي يقبل أن يكون جسرا لتصفية القضية الفلسطينية، داعيين كل دول الإقليم للالتزام بقرارات القمم العربية، ومن يريد أن يساعدنا بوابة القدس عمان وبوابة غزة القاهرة.
وشدد الرجوب على أن الجهد سينصب على المقاومة الشعبية بمشاركة فتح وحماس وجميع الفصائل في المرحلة المقبلة لمواجهة الضم في حال قرر الاحتلال تنفيذه، وهذا الموضوع بمعرفة ومباركة كل أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس.
وقال إن إعلان الضم هو رصاصة الرحمة على مشروع الدولة الفلسطينية، ونحن اليوم سنرد على أي خطوة باتجاه الضم، فلن نقبل بأي ضم سواء شكلي أو جزئي.
وأضاف اللواء الرجوب، إن اعلن الاحتلال الضم سنتعامل مع الموقف وستتحرك قوانا، لن نرفع الراية البيضاء ولن نعاني وحدنا والوضع سيكون صعبا على السلم الإقليمي والعالمي.
وتابع: مؤتمر اليوم خطوة أولى باتجاه الوحدة ونحن سنقوم بحراك شعبي وبتجنيد وتأطير كل الأنشطة والفعاليات كشعب واحد ببرنامج سياسي واحد، هذا هو قرارنا وسلوكنا في الميدان ستكون له ارتدادات إيجابية لتسريع إنجاز الوحدة الوطنية.
وقال اللواء الرجوب، إن المرحلة الحالية هي الأخطر التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، ما يتطلب منا أن نكون جميعا على مستوى التحدي.
وأضاف: نريد أن نخرج برؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات الحالية مع كافة فصائل العمل الوطني.
وشدد على أننا سنخوض معركتنا سويا موحدين تحت علم فلسطين، لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وحل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية.
وأضاف اللواء الرجوب ان شعبنا ينتظر من هذا اللقاء انطلاق مسار يحقق الوحدة الوطنية ويشكل ردا ملائما على سلوك الاحتلال المدعوم من الإدارة الأميركية في محاولة لتصفية قضيتنا.
وقال إن هناك ثلاثة عناصر تحتم علينا كفلسطينيين في هذا المرحلة، خاصة حركتي حماس وفتح لما تشكلانه من ثقل أن تكونا المبادِرَتين، العنصر الأول هو ردة فعل شعبنا العفوية، التي أظهرت ان هناك اجماعا وطنيا على رفض المؤامرة الاميركية الاسرائيلية، خاصة ما حصل في اريحا وكافة مدن الضفة وحراك غزة وفي العديد من دول العالم.
وأضاف: شعبنا في مختلف أماكن تواجده أكد أنه يريد دولة كاملة السيادة وحل مشكلة اللاجئين وفق القواعد الدولية.
وتابع: نخرج اليوم بصوت واحد، موحدين تحت علم واحد، لإنتاج رؤية استراتيجية لقيادة الشارع نحن وكل عناصر العمل الوطني وفصائل العمل الوطني، بعيدا عن كل التناقضات والترسبات في علاقتنا، ونريد فتح صفحة جديدة وتقديم نموذج لشعبنا.
وأضاف ان العنصر الثاني، هو الموقف الاقليمي، الذي لم يتعاط بأي شكل من الاشكال مع مشروع الضم والتصفية، وهو ما نعتبره انجازا ونأمل من عمقنا العربي والاسلامي أن يهب لنصرة شعبنا الفلسطيني وتوفير كل اسباب الصمود كاستحقاق وواجب قومي وديني وأخلاقي.
وأكد أنه بصدورنا العارية وبوحدة موقفنا واعتبارا من اليوم وعلى مدار الأيام الماضية من خلال حوار هادئ متزن بيننا وبين إخواننا وصلنا إلى هذه المرحلة النموذجية الخلاقة التي سنبني عليها.
وخاطب اللواء الرجوب عمقنا الإقليمي، قائلا: “نحن هنا ندافع عن مصالحكم وتاريخكم وواجبكم، ودعاهم إلى أن يقفوا مع هذا العمل الوحدوي الفلسطيني على قاعدة ان القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية”.
وأشار إلى أن العنصر الثالث يتمثل بالرفض غير المسبوق من المجتمع الدولي، الذي انتج حالة تناقض بين الاحتلال ونتنياهو مع مصالح وقيم واخلاق العالم والمنظمات الدولية، ونحن كحركتين دورنا أن نحافظ على هذا التناقض ما بين الاحتلال والمجتمع الدولي والبعد الاقليمي.
وشدد على أننا سنخوض معركتنا تحت علم فلسطين ونريد دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وهي هدفنا السامي والنبيل وسنناضل جميعنا من أجلها في الضفة وغزة والقدس والشتات، داعيا ابناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم إلى التوحد تحت علم فلسطين، وان ليس لدينا عدو سوى الاحتلال.
وأوضح الرجوب أن ما تحدث به يمثل اللجنة المركزية لحركة فتح، التي قررت بالإجماع وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، الذي أصدر بيانا واضحا بالأمس لتحقيق وحدتنا الوطنية، نحن الآن نتحدث عن وحدة نضال مشترك ووحدة نضال ميداني في أعلى درجات الانسجام والتوحد، ودعا كل فصائل العمل الوطني إلى أن ينظروا لما يحدث أنه فرصة تاريخية لإبقاء هذا الزخم كحاضنة حامية لمشروع الدولة ومواجهة الاحتلال.
من جانبه، قال العاروري: إن لقاءنا اليوم هو فرصة لبدء مرحلة جديدة لخدمة شعبنا في هذا الوقت الخطير مع التأكيد على كل المعاني النضالية والوطنية التي ذكرها اللواء الرجوب.
وأضاف: رسالتنا الوضحة والقوية لشعبنا وعدونا وللعالم من خلال المؤتمر أننا موحدون ضد الضم، ونحن في كل فلسطين داخلها وخارجها نخوض معركة ضد الضم، وهذا موقف كل قيادة حماس، وقد أصدر المكتب السياسي بيانا أكد فيه موقفه الذي ينسجم مع الموقف الوطني الشامل.
وأوضح العاروري، أن الجديد في هذا اللقاء بين فتح وحماس أن موضوع الضم هو مستوى من الخطورة غير مسبوق بإجراءات الاحتلال، لأن الاحتلال إذا استطاع أن يمرر موضوع الضم على معظم الضفة الغربية أو على أي نسبة كانت هذا يعني أن مسلسل الضم سيستمر والمعيار فيه ان الضفة الغربية بالنسبة للاحتلال هي جزء من مجاله الاستراتيجي، وبغطاء دولة من الإدارة الأميركية.
وأضاف: يجب عدم السماح بتمرير هذه الخطوة، لان هذا الاجراء إنهاء لأي مشروع للدولة الفلسطينية ونحن نرفض ذلك مهما كان، والمواقف الوطنية كلها لم تقبل التنازل في هذا المجال من زمن الشهيد أبو عمار -رحمه الله- الذي رفض أن يقبل تقديم تنازلات فيما يتعلق بالضفة الغربية والقدس، وعاد من كامب ديفيد والشعب الفلسطيني أيده بانتفاضة عظيمة، وموقف الأخ أبو مازن صلب ووطني وواضح في رفض تقديم أي تنازلات يحاول فرضها الاحتلال وخلفه أميركا، ونثق بالأخ أبو مازن والاخوة في فتح بأنهم لن يتقبلوا فكرة التنازل والقبول بحلول وسط من قبل الاحتلال والإدارة الأميركية.
وقال إن المطلوب وقفة حقيقية وصادقة للتصدي لهذا المشروع وإفشاله وقد سبق وفعلنا ونستطيع أن نفعل ذلك، وكان يجب أن يكون سابقا، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي، وكل المسائل التي فيها خلافات نتجاوزها ولا نقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي جوهري.
ووجه رسالة للاحتلال ألا يستخف بعزيمة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه، وسيفعل ذلك كما فعل سابقا وسيدافع عن حقوقه، علينا ان نجتمع سويا لمواجهة قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.
وقال نحن في حماس تحاورنا في الضفة وفي غزة وفي الخارج، ونتج عن هذا الحوار التوافق الذي تقف وراءه كل قيادة الحركتين، ونحن واثقون من نجاحنا لتكون هذه الخطوة مفتاحا للانطلاق لمرحلة جديدة، وسنعمل معا في كل الميادين، نكمل جهد بعضنا ونعزز بعضنا لمواجهة صفقة القرن ومشروع الضم.
وأضاف، حركة فتح حركة وطنية مناضلة وقدمت كل قادتها شهداء ولا تحتاج لشهادة من أحد، وواجبنا الوطني والديني والإنساني أن نقف من وراء المحاولة ونعمل على إنجاحها.