عروبة الإخباري – ِكتب سلطان الحطاب
لا داعي لأن يلحس المتهمون ” البشعة” لتثبت براءتهم ، لأن العقوبة تكون قد تمت قبل أن تقع ، ولن يكون رجل الأعمال المعروف أحمد عرموش الأول ولن يكون الأخير، في موجة العدوى التي نشرتها مواقع إلكترونية وصحافة مبتزة رافقت انتشار الكورونا، وإذا كنا أصحاب أقلام ورأي ومنابر فالأصل أن نتفقد بيوتنا قبل أن نرمي الآخرين بالحجارة، لأن الصحفي أو مالك الموقع والذي قد لا يكون صحفيا وربما اندس إلى المهنة التي فقدت أسيجتها وحراسها تحت سمع وبصر الحكومات التي شجعت فيما مضى على أشكال عديدة من القرصنة الإعلامية حين كانت تُسخر بعض منتحلي المهنة لخدمة أهداف محددة غير نظيفة وتطلق بعد ذلك أصحاب هذه المواقع أو المنابر ليرتعوا في سمعة رجال الأعمال ويغتالوا شخصية العديد منهم.
كنت حذرت في سنوات سابقة من مغبة السماح لهؤلاء بالدخول إلى حقل الصحافة أو ترخيصهم وذهب صوتي وغيري في البرية أدراج الرياح حتى حين كنت عضوا في المجلس الأعلى للإعلام وقد سمحت بعض الحكومات لهذه الفئة المبتزة بالعبور عبر بوابات خاصة مقابل تجنيد لمصالح فئات معينة..
اليوم ندفع الثمن و” يا مسترخص اللحم تجده في المرق” ، وأذكر أن شخصية أمنية هامة أرادت الاستئناس برأيي فيما ينشر من اشاعات مغرضة واغتيال للشخصية وحين كان ينتظر أن أقول شيئا يعتقد أنه ينتصر لرأيه ، قلت ولكنكم أنتم يا باشا من صنعتموهم.. فصدم ونظر إلى مساعدة وإلى السكرتير الذي كان وما زال واقفا .. وساد القاعة صمت كسرته بالقول .. لما استبدل الصحفيون بأشباه الصحفيين وجرى القفز عن أصحاب الرأي إلى الذين لا رأي لهم ممن جاءوا يسددون فواتير قبولهم في ميدان لا باع لهم فيه فأثروا من سياسات الابتزاز.. لم تطل المقابلة وانتهت على أساس الغصة التي سببتها لمن سألني.
الأيام الماضية هبت رياح سموم من نفس المواقع التي خسرت وأرادت أن تصفي حسابات معتقدة أن الماء قد تعكرت، وراحت تخبط خبط عشواء رغم أن بعض ملكيتها إما سجين أو مطارد أو مطلوب للتنفيذ القضائي وبعضها ما زال يراود على نفسه ليجري شراؤه حتى أن بعضهم جيء به في لحظة معينة ليجالس جلالة الملك دون تشيك على قضاياه أو النظر في ملفه ويومها تساءل كثيرون معي لماذا ومن وراء ذلك ولمن تسدد الفواتير؟
أعود إلى محاولة اغتيال بعض رجال الأعمال الأردنيين وقد كتبت مقالة( لماذا تطلق الحكومة النار على قدمها) لأفضح جوانب في هذه الظاهرة وأدواتها، رغم أنني من أكثر الدعاة لمحاربة الفساد كما يعلم الباشا سميح بينو وغيره، ومع تغليظ العقوبات على الفاسدين ومع اشراك كل المؤسسات في احتواء الفساد أو حتى ترشيده إلى أن نصبح قادرين على كبحه لأن من يقول بمحاربة الفساد والانتصار عليه في معركة واحدة لا يدرك طبيعة الحرب على الفساد ..
وإذا كانت الحكومات تحمي نفسها أن ارادت من النقد غير الموضوعي والذي يختبئ أصحابه وراء روايات كاذبة فيجري ارسال الفاعلين إلى التوقيف ،فلماذا لا ينسحب ذلك على حماية النظيفين من رجال الأعمال و لماذا لا يتحرك المدعي العام فورا وتلقائيا حينما يعلم من واقع الملفات وبحكم الصلة بها في مواقفها المختلفة كطلب اولئك الذين يفبركون ويدعون ويتهمون دون رادع…
كنا نتابع معاناة رجال الأعمال وخشينا من هجرتهم او تبديد استثماراتهم حين تكون تهمهم غير ثابتة وحين يجري رميهم لوسائل الإعلام كما كانت الاسرى ترمى في زمن الرومان لإحداث متعة ومتابعة حالة سادية!!
من الصعب ان تستدرج مستثمرا للاستثمار، ومن السهولة ان تقتلعه أو تُطيره وما حدث مع رجل الأعمال أحمد عرموش وغيره كثير…. ولكن احمد نهض ليقف على قدميه ويكظم غيظه ويعمل بصمت لتصبح اخطاء وترك ليرد على مواقع شوهت السمعة ونالت من السيرة ولم يجد أمامه الا المحكمة والتقاضي الذي لا يعوض كثيرا على المرء خاصة بعد تشويه لا يصلحه كسب القضية أو حتى التعويض فيها…
فالجمهور يقرأ الاتهامات كما لو انها حقائق وحين تقوم البراءة لا يلتفت اليها الكثيرون ويكون الفعل الضار والسيء قد بلغ هدفه…
أحسن احمد عرموش حين مضى في اليوم التالي لهجوم بعض المواقع على نشاطه الاقتصادي، يتحدث الى التلفزيون الاردني وهو يفتتح أحد فروع استثماراته في ماكدونالدز، وها هو يعاود الانطلاقة و “يا جبل ما يهزك ريح” حين اسقط من حساباته القال والقيل والمتربصين وصائدي المياه المعكرة، لنجده في العقبة بعد ايام يدشن أكبر سفينة على مستوى عالمي في حمل الحاويات وقد جاء في الخبر تحديدا…
“ترسو في ميناء حاويات العقبة في السابع من الشهر المقبل أكبر سفينة حاويات تصل إلى ميناء العقبة تبلغ سعتها الاجمالية من الحاويات المعبأة 15128 ألف حاوية.
وقال مدير مكتب شركة الارز للوكالات البحرية في العقبة وكيل السفينة العملاقة ناجي العلي إن السفينة (CMA CGM BRAZIL) تعتبر من احدث ناقلة للحاويات في العالم حيث ان تاريخ بناءها تم في العام الحالي 2020 وهي من تصنيع كوريا الجنوبية وتبلغ طاقتها الاستيعابية من الحاويات المعباة بمختلف انواع البضائع 15128 حاوية فيما يبلغ طول السفينة الحديثة 366 مترا وعرضها 51 مترا وهي من السفن التي انشئت لتكون صديقة للبيئة و مشغلة على غاز LNG.
وأكد العلي أن السفينة ستربط موانئ الشرق الاقصى بموانئ البحر الاحمر، مشيرا إلى أن استخدام هذا النوع من السفن لموانئ العقبة هو التزام من مجموعة CMA CGM باتجاه تطوير النشاط الاقتصادي في المملكة الى جانب كافة الخدمات التي تقدمها هذه السفينة العملاقة الحديثة للنقل البحري الاقليمي والعالمي.”
نطالب ان تبقى راية الاستثمار والنشاط الاقتصادي مرتفعة وان يعشب الحقل الاقتصادي من الهالوك، بدون تدمير النباتات المثمرة بحجة اقتلاع الاشواك، فالجرّاح ان لم يحدد مكمن الداء في اجراء العملية فانه يقتل… عرموش أكتب عنه كنموذج وهناك غيره من اصحاب بنوك وشركات واستثمارات بعضهم بريء وحتى الذي لم يكن بريئا ليس من الضرورة ان نسلمه لتشويه السمعة ويفوز الآخرون بالابل، فالأصل ان تحصل الدولة حقوقها وهي حقوق مواطنيها دون ضجيج ودون اطلاق احكام قبل المحاكمة حتى لا يصبح الإعلام هو القاضي وهو المدعي العام..!!
الشفافيه حالة مهمة لا بد من التمسك بها حين نتهم و نستدعي ونحاكم ونحاسب…
واذا كنا نريد القضاء حكما فلا داعي لكل الضجيج الذي حصل، وكان على القضاء منع الذي جرى كما تعودنا حين كنا نمنع كصحفيين من النشر فى القضايا المنظورة تحت طائلة القانون… حتى في تلك التي تتعلق بجرائم صغيرة وفي المثل الايطالي قول “اذا اردت ان تقتل احداً فليس من الضرورة ان تكشر في وجهه”…
كما ليس من الضروري ان نتابع الصفعات على طريقة السينما حين يضرب البطل احد الممثلين كفا فنسمعه في السينما صاعق وقاتل، في حين انه في الواقع “يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم” هل يريد المخرج الصوت مجرد الصوت و طريقة الاخراج؟ ان كان ذلك المطلوب فلذلك حكاية أخرى..!!
أحمد عرموش .. راية بيضاء!!
24
المقالة السابقة