عروبة الإخباري – ظهرت بؤر جديدة في أوروبا من فيروس كورونا المستجد، الثلاثاء، ما أدى إلى فرض قيود الحجر مجددا في بعض المناطق.
وبعدما اجتاح الوباء أوروبا خلال الربيع، تستكمل دول القارة رفع القيود المفروضة، بموازاة انحسار الفيروس الذي تسبب بحوالى 470 ألف وفاة في العالم.
وفي المملكة المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في أوروبا، تفتح الحانات والفنادق والمطاعم وقاعات تصفيف الشعر، والمتاحف ومدن الملاهي ودور السينما والمكتبات، والمنشآت الرياضية في الهواء الطلق، في الرابع من تموز في إنكلترا حصرا.
لكن في ألمانيا، أعيد فرض الحجر الثلاثاء على أكثر من 600 ألف نسمة من سكان إقليمين إثر ظهور بؤرة إصابات في مسلخ. وفي البرتغال فرضت قيود جزئية في منطقة لشبونة، ما يثير مخاوف على الموسم السياحي.
وفي إيطاليا، تخشى سلطات طبية احتمال حصول موجة ثانية من الإصابات، بسبب تراخي الناس بصورة عامة في اتخاذ الاحتياطات الضرورية. وتخطت حصيلة الوفيات جراء الوباء في تركيا الثلاثاء خمسة آلاف، بعد تسجيل 27 وفاة جديدة، بحسب ما أعلن وزير الصحة فخر الدين قوجة.
وأقرت كوريا الجنوبية الثلاثاء بأنها تواجه “موجة ثانية” منذ منتصف أيار، مع تسجيل 35 إلى 50 حالة يومية جديدة معظمها في سيول ومحيطها.
وجاء ذلك عقب إعلان المدير العام لمنظّمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس أن انتشار وباء كوفيد-19 “لا يزال يتسارع” في العالم، موضحا أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، فهو على حد قوله أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وآثاره ستظهر لعقود مقبلة.
انتشار الفيروس في القارة الأمريكية.
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً جراء الفيروس، تجاوزت الحصيلة الإثنين 120 ألف وفاة من أصل مليونين و310 آلاف إصابة. وفي أميركا اللاتينية، التي باتت بؤرة الفيروس، تبقى البرازيل ثاني أكثر الدول تضرّراً جراء الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة، مع إحصاء 51271 وفاة من أصل 1,1 مليون إصابة.
أما في هندوراس، الدولة الصغيرة في أمريكا الوسطى البالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، فتبلغ الحصيلة الرسمية 300 وفاة، غير أن سكرتير جمعية مكاتب دفن الموتى خيسوس موران يرجح حصيلة أعلى بخمس مرات.
وقال موران إن الناس يقومون ليلا بدفن ما بين عشرة إلى اثنتي عشرة جثة، مكدسة في مقطورات في شمال البلاد، مشيرا إلى انه في الأحياء الأشد بؤسا، يموت الناس في منازلهم من دون أن يتم فحصهم.
وحذر رئيس نقابة موظفي مستشفى إسكويلا في العاصمة تيغوسيغالبا على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن المشرحة لم تعد تستوعب الجثث في حالة تحلل، وأنه ستكون هناك عدوى واسعة، مشيرا إلى أنه تحتم نصب خيم على عجل لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى.
وأدى الوباء رسميًا إلى وفاة ما لا يقل عن 469,060 شخصاً في العالم، وإصابة أكثر من 9 ملايين، تعافى منهم 4,2 ملايين، منذ أن أعلنت الصين ظهوره في كانون الأول.
تراجع للتجارة العالمية
من جهته قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو الثلاثاء، إن تراجع التجارة حاليا في العالم بلغ حجما غير مسبوق، معتبرا أن اشدّ تراجع سجل حتى الآن.
وتوقعت شركات صنع السيارات الأوروبية هبوطا تاريخيا في المبيعات بنسبة 25% عام 2020 في الاتحاد الأوروبي.
وفي منطقة اليورو، تواصل انحسار نشاط القطاع الخاص في حزيران، إنما بوتيرة أدنى منه خلال الحجر المنزلي، بحسب مؤسسة “ماركيت” للدراسات الاقتصادية التي أشارت إلى “توسع” اقتصادي لأول مرة منذ أربعة أشهر في فرنسا، وانتعاش قوي في المملكة المتحدة.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في تقرير نشر الثلاثاء إلى الأضرار غير المسبوقة التي قد تلحق بشريحة الذين حرموا من فرص التعليم.
وقالت مديرة اليونسكو أودري أزولاي إن الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع فيروس إيبولا، أظهرت أن الأزمات الصحية يمكن أن تؤدّي إلى تهميش كثيرين، وخصوصا الفتيات الأشد فقرا، اللواتي قد لا تعود العديدات منهنّ أبدا إلى المدرسة