عروبة الإخباري – «الكُتْبا» منصة رقمية توفر الكتب المجانية، تُعنى بالدرجة الأولى بالكتاب الأردني والعربي، وتعكس تعاون وزارة الثقافة الأردنية مع المؤسسات الرسمية المعنية بنشر المعرفة، ومؤسسات التعليم، ودور النشر، والمؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية والخاصة التي تلتقي في هذه المنصة لتوفير الكتاب المجاني بسهولة ويسر لعامة قرّاء اللغة العربية تسعى هذه المنصة إلى حماية حق المجتمع في المعرفة من خلال تقديم الكتاب المجاني، والتعريف بالكتاب الأردني وبمنتجي المعرفة في مختلف المجالات، كما تعمل هذه المنصة على تشجيع صناعة النشر والترويج لها.
الكُتْبا هي ربّة الكتابة النبطية وتسكن معبد الكتبا في البتراء، لقد منح العرب الأنباط الكتابة مكانة عالية في حضارتهم لذا أفردوا ربّة لحراسة الكتابة ورعايتها، والأنباط هم بناة مدينة البتراء وهم أصحاب الفضل في تطوير الحروف العربية، وتحويل اللغة العربية من لغة محكية إلى لغة مكتوبة؛ حدث ذلك على امتداد الأرض الأردنية قبل ألفي عام، وتقديراً بدور هذه الحضارة في تقدّم الثقافة العربية أطلقت الوزارة على منصة الكتاب المجاني (الكتبا).
وقال الناقد محمد المشايخ أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين إن المبدعين التنويريين القياديين في وزارة الثقافة، لم يستسلموا للتباعد الاجتماعي الذي تخلل فترة انتشار وباء الكورونا، بل تفتقت أذهانهم عن مشاريع ثقافية عظيمة، أتاحت للشعب الأردني ولأول مرة أن يحظى بالثقافة عن قرب، وفي طليعتها منصة الكتب المجانية (كتبا)، ومن خلال هذه المنصة يستطيع أي مواطن أن يأتيه أي كتاب يريد قراءته لأي سبب لمنزله مجانا،صحيح أن هذا المشروع قائم على التبرعات من بين الكتب التي يهديها المؤلفون الأردنيون، أو المؤسسات، أو دور النشر، لوزارة الثقافة مجانا، وفيه توفير لملايين الدنانير بدل الطباعة وملحقاتها، ولكنه مشروع يخدم ملايين المواطنين، ويلبي طموحاتهم وتطلعاتهم، وينمي ثقافتهم وملكاتهم ومواهبهم، دون أي يبذلوا أي جهد أو مال، وفي الوقت نفسه يخفف من الاحتقان القائم بين الأزواج لعدم وجود متسع للكتب الورقية في المنازل، فنجدها تتجاوز السدد وبيوت الدرج وتتغلغل إلى غرف النوم وحتى المطابخ، عبر منصة كتبا تظل الكتب محفوظة في أجهزة الحاسوب، وكفى الله الأزواج شر الخلاف على أماكن حفظ الكتب، نتمنى مستقبلا أن تتوافر لدى وزارة الثقافة الأموال اللازمة لدعم الشخصيات والهيئات التي تتبرع بالكتب لهذه المنصة على غرار مشروع الثقافة العربية.
من جهته قال الدكتور عماد الضمور: “لقد قامت وزارة الثقافة مشكورة بجهود واضحة ومثمرة لتعزيز الحضور الثقافي خلال جائحة كورنا إيمانا منها بأن الإبداع لا يقف عند زمان أو مكان أو ظروف خاصة، بل يتجاوز ذلك كله نحو السمو الفكري وتحفيز الفعل الثقافي فكانت منصة الكتب المجانية التي وفرتها وزارة الثقافة للتعريف بالمنجز الإبداعي والكتاب الأردني الذي استطاع احتلال مكانة مرموقة في المكتبة العربية. لقد أسهمت منصة الكتب المجانية في خلق مناخ ثقافي قادر على ملامسة الإبداع الكامن في النفس الإنسانية فضلا عن مناسبة هذه الكتب للفئات العمرية كافة، لم أشعر خلال جائحة كورنا بانقطاع عن المكتبة العربية بفضل الكتب المتنوعة والخصبة التي وفرتها منصة الكتب المجانية؛ مما أسهم في إنعاش الفعل الثقافي وممارسة شهوة القراءة ذات القدرة الجمالية والفكرية.”