عروبة الإخباري – بعد ساعات من حديث الرئيس المصري بأن مدينة سرت الليبية خط أحمر، رد عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية محمد عماري زايد قائلاً إنه “لا خطوط حمراء داخل حدودنا وأراضينا، ونرفض أي محاولة لتقسيم الشعب والجغرافيا الليبية، ولنا كامل الحق في إنهاء التمرد على السلطة الشرعية”
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب مصر)، المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت، مخاطباً قوات الجيش: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر”.
وتعليقاً على تصريحات الرئيس المصري قال محمد عماري زايد عضو مجلس الرئاسية بالحكومة الليبية الشرعية: “نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي، ونعتبره استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه، وتهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي ولشمال إفريقيا، وانتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية”.
زايد أشار إلى أن “ليبيا دولة ذات سيادة لها حكومة شرعية هي حكومة الوفاق الوطني، ولن يكون لأي طرف أجنبي سلطة على شعبها ومواردها ومقدراتها، أو ينال من وحدتها واستقلالها”.
زايد لفت إلى أن “علاقات ليبيا مع كل الدول تقوم على الندية والشراكة والاحترام المتبادل، ونحن من نحدد مصلحة ليبيا وشعبها السياسية والاقتصادية والأمنية، ونرفض رفضاً قاطعاً كل محاولات الوصاية”.
مساس بالسيادة: رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري قال أيضا انتقد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول الأزمة الليبية، واعتبرها “مساسا بالسيادة وتدخلا سافرا في شؤون ليبيا”.
في السياق ذاته، قال عبدالرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، سابقاً، إن “بسط سيطرة الدولة على كامل تراب الوطن وفي المقدمة سرت والجفرة وعودة كافة المنشآت النفطية إلى السلطة الشرعية، هدف لا تفاوض عليه ولا يخضع لإذن من أحد”.
السويحلي أضاف عبر صفحته على فيسبوك، أن “أمن جيراننا القومي يتحقق فقط بالكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية”.
إعلان حرب: في وقت سابق السبت، اعتبر العميد عبدالهادي دراه، الناطق باسم “غرفة عمليات سرت الجفرة” التابعة للجيش الليبي، تصريحات السيسي بمثابة “إعلان واضح للحرب وتدخل سافر” في شؤون ليبيا.
لم يصدر تعقيب فوري من الحكومة الليبية على تصريحات السيسي، لكن مسؤولين فيها سبق أن انتقدوا الاصطفاف المصري إلى جانب ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، واستنكروا الدعم العسكري المتصاعد له من قبل القاهرة.
الحكومة الليبية نددت أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان ميليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.
مؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.