كل ما يصدر عن الكيان الصهيوني بخصوص الضم يركز على الخوف من ردة الفعل الاردنية التي لن تكون الا قوية وواثقة .
لو طالعنا الاصوات الاسرائيلية المعارضة للضم فإنها تخشى من خسارة معاهدة وادي عربة ، ومن ان يتحول الاردن من ردة الفعل الى الفعل ما سيشكل خطرا غير محسوب .
اتفاقية وادي عربة التي تنادي الاصوات الاسرائيلية بالحفاظ عليها بمن فيهم قادة جيوش ووزراء سابقون وسياسيون كبار ، تم اختراقها اكثر من مرة ، وكان اخطر هذه الاختراقات قضية القدس والاقصى ، وقبل ذلك مطار رامون في العقبة بالاضافة لقضايا اخرى كثيرة .
اذا نفذ نتنياهو وعده للمستوطنين بالضم في الموعد الذي حدده بداية الشهر او في موعد غيره ، فإن هذا يعني بأن اسرائيل دقت آخر مسمار في نعش الاتفاقية غير الشعبية والكريهة ، وانهت اتفاقية الغاز وتلقت قرارات اخرى .
لا يمكن ان يقبل الاردن حكومة وشعبا بأن يضم الكيان الاغوار وبأن تكون حدود الاردن مع اسرائيل بدل ان تكون مع الدولة الفلسطينية وفق ما نصت عليه الاتفاقات الموقعة ، كما ان الاردن يعي الاهداف الخبيثة التي يسعى الكيان المحتل لتحقيقها .
الدبلوماسية الاردنية النشطة هذه الايام تركز على الدول الفاعلة والهيئات الرسمية المختلفة في الولايات المتحدة واوروبا والعالم لاقناع هذه الجهات بان ما تعتزم اسرائيل فعله سيضرب الأمن الاقليمي والدولي في الصميم وسيشكل واقعا جديدا لا يمكن لاي احد ان يتنبأ بمآلاته .
وزير الخارجية الاردني كان قبل ايام في رام الله ناقلا رسالة من الملك الى رئيس السلطة تؤكد الشراكة والمؤازرة والوحدة مع الفلسطينيين في موقفهم وبكل حزم .
هل سيتغير شيء ؟؟
هذا سؤال كبير ، وقد تجيب عليه الانتخابات الامريكية لأن التعويل على اوروبا في هكذا قضية هو بمثابة الرهان على الحصان الخاسر ، واذا ربح الديمقراطيون الانتخابات فسيلجمون اسرائيل ليس لأنهم ضدها ، بل لأنهم يعلمون بأن تبعات ضم الضفة والاغوار ستكون خطيرة ، وخطيرة جدا .
ليس ثمة عض اصابع هنا ، فالقضية مصيرية ومحسومة ، ونتنياهو الغبي يعلم قبل غيره ان الاردن قادر على اتخاذ القرارات الكبيرة والحاسمة .