عروبة الإخباري – استنكرت مؤسسة الأزهر الشريف في بيان نشرته على صفحتها الرسمية، ما أسماه “الافتراءات والأكاذيب المضللة” التي أذاعها برنامج تلفزيوني حول المؤسسة، داعيا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ موقف حاسم، ومنتسبيه إلى مقاطعة هذا البرنامج.
مناهضة للدولة: فقد عادت مهاجمة مؤسسة الأزهر الشريف في مصر من قبل مؤسسات إعلامية محلية إلى الواجهة، وذلك بعد استضافت قناة on tv المصرية الدكتور طارق حجي، الذي شن هجوماً واسعاً على مؤسسة الأزهر الشريف، مشيراً إلى أنها تخالف سياسة الدولة وبحاجة للتغيير والتجديد.
كما اتهم حجي في مداخلته مؤسسة الأزهر بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مطالباً بتغيير طريقة إدارتها والقائمين عليها، لمساندتهم لاعتصام رابعة العدوية والمناهضين لدولة 30 يونيو/حزيران.
رد الأزهر: استنكر الأزهر في بيان نشره على صفحته الرسمية، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020 ما أسماه “الافتراءات والأكاذيب المضللة” التي أذاعها البرنامج، داعياً المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ موقف حاسم.
فقد دعا الأزهر في بيانه كافة منتسبيه وعلمائه إلى مقاطعة هذا البرنامج، ووصفه بأنه “يروِّج تلك الأكاذيب والافتراءات دون أدنى مسؤولية من القناة في تحري الدقة أو المراعاة لمكانة الأزهر العظيمة لدى المصريين والعالم الإسلامي”.
كما استنكر ما ورد في تلك المداخلة من “محاولات خبيثة للوقيعة بين الأزهر والدولة، ودعوات لانتهاك الدستور ومحاولة تكدير السلم العام وتشويه رسالة الأزهر ودوره البارز في حماية المجتمع من الفكر المتطرف”.
دعم ومساندة: فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر، تغريدات ومشاركات واسعة لبيان الأزهر، ومطالبات بمناصرته ودعمه عبر هاشتاج “الأزهر في قلوبنا”.
حوادث متكررة: ولا تشكل هذه الحادثة الأولى من نوعها في مهاجمة مؤسسة الأزهر، فقد تسبب مقطع فيديو قديم للإعلامي عمرو أديب، أعيد نشره في بداية مايو/أيار 2020، مهاجماً شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ويطالبه بالاستقالة، بحالة من الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد تولدت حالة من التفاعل حينها دفعت النشطاء إلى تدشين هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحت عنوان “ادعم_شيخ_الأزهر”، شهد تغريدات فاقت الـ30 ألف تغريدة في أقل من 24 ساعة، يدعمون فيها الشيخ في مواجهة الإعلامي المصري.
جاء في مقطع الفيديو مطالبة عمرو أديب لشيخ الأزهر بالاستقالة، بزعم تقاعس المشيخة عن تجديد الخطاب الديني وفق ما طالب به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال الفترات السابقة.
تصعيد رسمي: تزامن ذلك أيضاً مع موقف متصاعد من جانب السلطة تجاه شيخ الأزهر، حيث لجأ الطيب إلى تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ليطل من خلالها على جمهوره في العالَمين العربي والإسلامي كل يوم من خلال برنامج له، بعدما قامت السلطات بإلغاء برنامجه السنوي في شهر رمضان، وهي المرة الأولى في تاريخ الشيخ والمشيخة.
شيخ الأزهر استطاع في الفترة الماضية أن يستحوذ على دعم الجمهور المصري والعربي بسبب مواقفه المعلنة، من النظام في مصر، ومن إسرائيل، حيث سبق أن رفض مطلب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي باعتماد الطلاق المكتوب دون الطلاق الشفهي.
وقال شيخ الأزهر في بيان لهيئة كبار العلماء برئاسته، إن الطلاق الشفوي هو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
مهاجمة إسرائيل: الموقف الآخر الذي كان أحد ملامح الصدام بين شيخ الأزهر والسلطة، حين هاجم الإدارة الأمريكية وإسرائيل، بسبب تدخلهما في مشاكل الأمة الإسلامية.
وقال الطيب في كلمة له بجلسة “دور المؤسسات الدينية في تجديد الفكر الإسلامي” بمؤتمر للأزهر للتجديد في الفكر الإسلامي بحضور رموز عربية وإسلامية وعالمية، نهاية يناير/كانون الثاني 2020، بأنه يشعر بالخزي وهو يشاهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لحل مشاكل المسلمين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أضاف شيخ الأزهر: “أصبح من يقضي في أمورنا ليس عربياً أو مسلماً، وكنت أشعر بالخزي وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي يخطط ويحل مشاكلنا، فهم الذي يخططون ويتحكمون في كل شيء، ولا يوجد عربي أو مسلم، وهذا هو المجال الذي لا بدّ أن نخطط له”. وتابع: “لا أرى الإسلام إلا في أمور الزواج والطلاق والميراث فقط، حتى أصبحت شخصيتنا كعرب أو مسلمين لا شيء”.
محنة التكفير: إحدى المعارك الرئيسية بين الأزهر وشيخه، والجنرال ومؤسساته، هي قضية تكفير الإرهابيين، وهي قضية لها بُعد خارجي، في ظل انتشار آفة الإرهاب بالعالم كله.
فعقب المجزرة الإرهابية التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، بمسجد قرية الروضة في بئر العبد بشمال سيناء المصرية، عادت سهام الأذرع الإعلامية، وضمن ذلك ما يُوصف بالكتائب الإلكترونية للأجهزة الأمنية المصرية، لتنتقد الأزهر وشيخَه بصورة أشدّ من ذي قبل، لعدم تكفيره “داعش”، رغم إدانته للجريمة، وتأييده لما يقوم به الجيش والشرطة.