لم و لن يمر على العالم رئيس عدواني عنصري يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين مثل نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وزمره الذي تمكن بخداعه وكلامه المعسول وذكاءه الشيطاني أن يسوق ويوظف السياسة الأمريكية بعهد الرئيس ترامب وإدارته خدمة لمصالحه الشخصية وأهدافه الاستعمارية التي لا حدود لها في تحد وإنتهاك صارخ للنظام الدولي بهدف تقويضه وإستبداله بنظام دولي قائم على القوة العسكرية والتي لا مكان فيه للعدالة أو السيادة الكاملة او النسبية أو حتى الشكلية لأي دولة أقل قوة .
وما مخططات الكيان الصهيوني العنصري بإدامة إحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عبر إصدار تشريع يبرر ” السياسة العدوانية التوسعية ” مصادرة وضم الأراضي الفلسطينية ويقونن إستيراد ميليشيات إستيطانية ” عصابات إجرامية مسلحة ” في إجراء عملي يهدف إلى تغيير الواقع الطبيعي والتاريخي لفلسطين أرضا وشعباً خلافا لمبادئ الأمم المتحدة وللقانونين الدولي والإنساني وللعهود والمواثيق الدولية إلا مرآة لحقيقة الحركة الصهيونية العنصرية باهدافها الاستعمارية وما أهداف مجرم الحرب نتنياهو وشريكه غانتس بضم ما يزيد عن ثلث مساحة الضفة الغربية من نهر الأردن المحتلة منذ عدوان حزيران 67 إلا مظهر من المظاهر العملية لرصد جس نبض ردود فعل المجتمع الدولي وخاصة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين على هذه القرارات وما ترمز لها .
الضم والمعارضة الدولية :
لم تحظى دولة على مدار سبعين عاما بدعم مطلق ” سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا ” من دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن كما حظي به الكيان الصهيوني بالرغم من :
— سياسته واهدافه العدوانية التوسعية .
— الإصرار على المضي بارتكاب جرأئمه وفرض العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتلك التي تصنف دوليا كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
— التبجح بتحد القانونين الدولي والإنساني وإتهام كل من يصف إحتلاله وجرائمه وفقا لذلك بأنه معاد للسامية ذلك السوط المسلط على العالم الحر .
هذا الدعم للكيان الصهيوني منذ إستعمار فلسطين عام 1948 ولد قناعة لدى قادة الحركة الصهيونية العدوانية وخاصة إبان مرحلة مجرم الحرب نتنياهو بأنها ” دولة فوق القانون ” مما يؤهلها للإستمرار بضرب عرض الحائط :
• بمبادئ الأمم المتحدة وبقراراتها وبالشرعة الدولية .
• المضي قدما بإنتهاكاتها للعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية .
هذا النهج لنتنياهو وعصابته واجه معارضة دولية شاملة اللهم باستثناء إدارة ترامب وفريقه بالحزب الجمهوري ومن أنظمة دكتاتورية راهنت على بقاء أنظمتها بإستمرار دعم ترامب المشروط برضى مجرم الحرب نتنياهو .
المعارضة الدولية تمثلت في :
▪موقف الإتحاد الاوربي الحليف التاريخي وصانع وجود ” إسرائيل ”
▪موقف الحزب الديمقراطي الامريكي الذي تجلى بقرار للكونغرس الرافض لمخطط نتنياهو
▪المواقف الرافضة للمؤامرة الترامبية النتنياهوية بضم الاراضي المحتلة خلافا للقانون الدولي من دول كبرى كروسيا والصين ومن مؤسسة الأمم المتحدة إضافة إلى مواقف وقرارات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول المؤمنة بالعدالة وسمو القانون الدولي والقانون الإنساني وتصفية الإستعمار .
هذه المواقف الدولية المعارضة التي قد تقود ” في حال توفر إرادة سياسية جادة ” إلى عزلة الكيان الصهيوني إقليميا ودوليا مما دفعت بمجرم الحرب نتنياهو وظله غانتس للتفكير والتخطيط للإلتفاف وخداع المجتمع الدولي الموحد بمعارضته لسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المناقضة لمبادئ وفلسفة الامم المتحدة والهادفة الى تقويض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة للتحرك وممارسة أساليب خداعه ظنا أنها قد تنطلي على المجتمع الدولي
بهدف إجهاض التحرك الدولي المعارض او تخفيف حدته على اقل تقدير عبر الإيحاء وبث تسريبات عن :
° تاجيل قرار الضم تارة
° قصر الضم على المستوطنات
° او على مساحات جغرافية اقل من المعلن عنها تارة اخرى .
إرادة المجتمع الدولي على المحك :
الشعب الفلسطيني ومعه شعوب العالم الحر فقدت ثقتها بقدرة مؤسسات الأمم المتحدة على تحقيق وترسيخ العدالة لدول وشعوب العالم على قاعدة الندية والمساواة بين الدول صغيرها وكبيرها ، قويا وضعيفها نتيجة لتغول وهيمنة منطق القوة وتوظيف مجلس الأمن خدمة لمصالح الدول دائمة العضوية .
ولاعادة بناء الثقة بدور الأمم المتحدة ولتقويض مخطط نتنياهو ترامب بإعادة بناء نظام دولي جديد لا يقر إلا بسيادة وسمو القوة العسكرية الغاشمة وشرعنة التوسع وإحتلال اراض دول وشعوب ضعيفة أو مستضعفة كما هو قائم حاليا من إستعمار الحركة الصهيونية إرهابية الجوهر عنصرية المضمون لأرض فلسطين منذ عقود طويلة وسعيها المدعوم بانحياز اعمى من قبل رئيس أمريكي يفتقر إلى الحنكة السياسية على فرض وإنتزاع شرعية التوسع الجغرافي لكيان ” أقيم بقوة إستعمارية ” ليس له حق اخلاقي او تاريخي او ديني لإعلان دولة سرطانية على ارض ووطن الشعب الفلسطيني بعد سلسلة من المجازر ارتكبتها العصابات المسلحة الصهيونية أسفرت عن بسط سيطرتها العسكرية لأراض فلسطينية وطرد مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني .
المطلوب من الدول الكبرى النافذة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحتى لا يعيد التاريخ الإستعماري نفسه وللعمل على إرساء وترسيخ السلم والأمن الدوليين التصدي الفاعل الجاد عبر خطة عمل تصاعدية
بحق الكيان الصهيوني المتمرد على المجتمع الدولي تستهدف تحقيق أهداف عدة منها :
أولا : الإنتصار الفعلي لأهداف ومبادئ الأمم المتحدة ولسمو مبادئ القانونين الدولي والانساني توخيا لترسيخ المساواة والعدالة .
ثانيا : إجهاض مؤامرة ترامب نتنياهو بتقويض نظام الامم المتحدة القائم حاليا بالرغم من جميع المثالب والثغرات بنصوصه وبفعاليته .
ثالثا : إعادة الإعتبار للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر منح قراراتها القوة التنفيذية لما من شأن ذلك من إحقاق للعدالة ولمصالح الغالبية العظمى من الدول الأعضاء .
رابعا : إتخاذ كافة التدابير لإرغام دولة الإحتلال الإسرائيلي لإنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة إثر عدوان حزيران عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كخطوة على طريق تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 273 وتنفيذا لقرار تصفية الإستعمار .
خامسا : تجسيد وترجمة قرار الإعتراف الدولي عبر تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة الدولة العربية الفلسطينية تنفيذا للشطر الثاني من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 ووفقا لقرار مجلس الأمن بقبول ” إسرائيل ” عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة استنادا وتأسيسا على قرار الجمعية العامة
الرفض القاطع لمحاولات نتنياهو خداع جبهة المعارضة الدولية لمخطط الضم …. والمقاطعة الواسعة الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا …. وفرض العقوبات عليه وفقا لميثاق ونظام الأمم المتحدة. …. وتعيين دولة حامية وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة …. ودعم محاكمة قادته لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإيقاع عقوبات جماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية……يمثل خارطة طريق لإفشاء وترسيخ العدالة والسلم والأمن الإقليمي والدولي. … بإعلان إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إحتراما وتنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة. … ؟ !
هذا ليس حلما. ..ولكن إرادة الشعب الفلسطيني المضي بنضاله بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أقوى من غطرسة العدو الصهيوني. …وإن طال الزمن. …
نتنياهو المخادع …الخطر الأكبر . .. ولكن إرادة الشعب أقوى. .. ؟ د فوزي علي السمهوري
12
المقالة السابقة