عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
لا ينكر أحد بتعاظم دور الأمن العام في حفظ السلامة الوطنية حين تتفاقم الأعراض الناتجة عن تعقيدات اجتماعية واقتصادية لا يعتبر الأمن العام كجهاز مسؤول عنها..
يحظى جهاز الأمن العام الآن بقيادة منفتحة وقوية ومستجيبة وسريعة الأداء.. أقول هذا من تجربة عملية حاولتها أكثر من مرة لأجد كفاءة مميزة.. فالأمن العام الان يطبق القانون تماما ويدعو لتطبيقه .. ولذا لا يجوز الاستقواء على ادائه بغير القانون ، والذين يعتقدون أنهم بوسائل اخرى يمكن أن يشوشوا على أداء الأمن العام هم واهمون لأن الحقيقة لا بد لها أن تظهر ولو بعد حين ، ولأن هناك من يدركون كمواطنين ضرورة أن يقوموا بالدفاع عن هذا الجهاز.
أستطيع أن أقول أن بعض المواقع الالكترونية التي تمارس ابتزاز المواطنين لتعيل نفسها وتمكن أصحابها الذين لا مهنة لهم غير ذلك فتقوم من أجل استكمال حالات الابتزاز بتبني قضايا صغيرة تدعي أنها تخدم فيها المواطنين حين تشهر بجهاز الأمن العام والنيل من اداء بعض أقسامه التي تتعامل مع الجمهور وهي بذلك لا تقدم خدمة حقيقية بمقدار ما تقوم بالتشويش .
لا نريد نحن كصحفيين واعلاميين ان نسمح لبعض المواقع والصحافة الطُفيلية التي تشبه “قراد البقر” والتي تعيش على الابتزاز ان تنال من جهاز الامن العام او ان تسيئ اليه او تزايد على عمله.
في واحدة من المرات التي لجأت فيها عارضا لجهاز الامن العام في قضية عامة وصلتني كانت الاستجابة اكبر من ما توقعت وقد انتهت المشكلة بسرعة وقد اتحدث عن هذه الحادثة تفصيلا فيما بعد.
وفي قضية أخرى فإن اللافت انني حين اتصلت بالباشا الحواتمه (بيض الله وجهه) كان الوقت مساءا متأخرا فقال لي: الان ادخل بعد مهمة و لم اتذوق الطعام طوال اليوم فشعرت بخجل وإحراج لكن الرجل مضى يستمع لي هذه من الحالات الانسانية التي أسجلها فهو يواصل عمله وسط تحديات زائدة من مخالفة القانون الذي تمارسه فئات عديدة في الشارع و لولا يقظة الجهاز وخبراته الكامنة ومرونتها على الحركة وولاء المنتسبين فيه اليه لكانت الامور غير محمودة…
أرجو من كل من يريد نقد اداء جهاز الأمن العام ان يلجأ للمؤسسة أولا بإبلاغها وطلب مساعدتها قبل ان يظلم هذه المؤسسة التي تعمل فوق طاقتها و ان لا يستقوي عليها بكلام وإشاعات ليست دقيقة او صحيحة وانما تستهدف احباط العمل …
ليس لي مصلحة شخصية لأكتب هذا او أدلي بشهادتي لكن دافعي الوطني وما أراه علي واجبا رؤيتي جنود الامن العام في مختلف مواقعهم والذين يمضون اياما طويلة في الشوارع قبل ان يعودوا الى اطفالهم وأسرهم هو الذي يدفعني لذلك فهم اما اخوتنا وابناؤنا وعليهم ان يتعاملوا مع مختلف المواقف والمواقع دون ان نزعم انهم ملائكة أو اننا حين نطالبهم ان يكونوا في سوية عالية, فالمفترض ان نكون نحن كذلك…
في واحدة من المرات وأنا أجلس في عشاء تحضره شخصيات هامة، قال احدهم لي: انا لا اقرا صحيفتك التي تكتب فيها ويقصد الرأي وإنما اقرأ (بجريدة هيرالد تريبيون الانجليزية)
فابتسمت وسكت, فقال: لماذا لا تجيب؟ فقلت: أعطي الشعب الانجليزي اعطيك الهيرالد تريبيون!
الذي أريد ان اقوله ان ممارسات عديدة خاطئة ومتراكمة في السلوك والعادات والتقاليد وغياب الثقافة والوعي والخروج على القانون لا يمكن ان نحمل نتائجها لجهاز الامن العام الذي نريده ان يحل لنا المشاكل وبسرعة..
تقع أخطاء كثيرة لكن كيف نتعامل مع هذه الاخطاء؟ إن أسلوب التعامل هو الذي يقرر مدى ومقدار حضارتنا ووعينا وبالتالي لابد من التعامل مع الواقع من خلال الانطلاق منه لتغييره وليس القفز فوقه والمطالبة بأكثر من المستطاع!!!
نعم, ينعم بلدنا بالأمن والاستقرار بأفضل من محيطه بكثير ويتطلع للمزيد ولا انسى سؤال أحد الباحثين المشهورين في جامعة غربية لي وقد حصل على تلفوني ليسألني سؤال استغربته من بروفيسور باحث حين قال لي: هل تستطيع ان تفسر لي كيف استطاع جيشكم والأمن العام عندكم ان يساعد بهذه السلاسة والقدرة والحضارية الملفتة في احتواء وباء الكورونا؟ وهل يمكن ان تفسر لي وانتم من دول الشرق الأوسط والعالم الثالث الذي اقترنت جيوشها بالانقلابات أو القمع أو القسوة أو التدخل في الحياة السياسية؟ كيف يرحب شعبكم بنزول الجيش الى الشارع؟ فأجبته طويلا ووعدته أن أكتب له اجابة طويلة موثقة بالمعلومات والأمثلة والدلالات ومايخص احتراف قواتنا المسلحة والأمن العام ومناقبيتها وطهارة سلاحها…وان ارسل له ذلك بالايميل قريبا…
وكنت من قبل في زيارة الى كندا لزيارة ابني الدارس هناك فعرف بذلك أحد الصحفيين العاملين في القسم العربي في الإذاعة والتلفزيون الكندي الرسمي بوصولي فاتصل يرغب أن يجري التلفزيون معي مقابلة… كانت المنطقة في أوجه تفاعلاتها بالربيع العربي فأجريت المقابلة لأربعين دقيقة وكان السؤال المركزي لماذا يقدم الامن العام العصير والماء ومحارم الورق للمتظاهرين كما رأينا على الشاشات؟ كان ذلك يحتاج مني الى شرح أعمق من دلالات الصورة المباشرة والمشهد المبثوث واذكر انهم وضعوا خلفية لحديثي في الأستوديو.. صورة لرجال من الأمن العام الأردني اخذت من الوكالات الدولية وهم يفعلون ذلك وبقيت الصورة في خلفية حديثي طوال فترة المقابلة و اعترف انني كنت مسرورا لذلك حين وردتني مئات الاتصالات من الجاليات العربية في كندا بعد ان حصل المتصلون على رقمي وإيميلي من الاستوديو مبتهجين بتلك الصورة.
اذن هذه الملامح الأردنية هي ما يجب ان يركز عليه وان نبرزها لأننا تميزنا بها حين لم يستطع الأخرون ان يتميزوا، وهذه الميزات هي من وضعتنا على خارطة الدول الأفضل في مكافحة الجائحة وخدمة الإنسان ولذا لا يجوز تشويه هذه الصورة من أجل فلان أو علان واتخاذ اسلوب “كسر الجمل” من اجل “عشاء واوي”!!
ان أساليب الابتزاز لا يمكن ان تنتهي بين يوم واخر ولكننا بالوعي اولا وباللجوء الى القانون ثانيا يمكننا محاصرة ذلك واعتقد ان أداة جهاز الامن العام المتوفرة الآن في ظل قيادتها الحالية القوية والشجاعة المتفانية أكبر دليل. ومثال على ذلك !!
ان انفتاح جهاز الامن العام الآن في ظل قيادة الباشا الحواتمه لابد ان يستثمر من جانبنا كاعلاميين في فتح حوارات تستوجبها المرحلة بعد الانتهاء من اثار هذه الجائحة التي خيمت طويلا على العالم كله وقد عرفت الرجل محاورا ذكيا مثقفا عميق الفكرة حين التقيناه في قيادة الدرك وقد كنا مجموعة من جمعية الشؤون الدولية برئاسة دولة الدكتور عبد السلام المجالي, وقد أدرنا حوارا عميقا ومفيدا مع الباشا الحواتمه وجهازه وأدركت يومها كم يتمتع الرجل بسعة صدر وثقافة ورغبة في الحوار والإجابة على الأسئلة رغم انني تعمدت ان أسأله سؤالا محرجا وسط قاعة مليئة بالمستمعين المدنيين والعسكريين عن قضايا تتعلق بحقوق الانسان والانتهاكات المحلية والموقف الدولي منها وردة الفعل عليها…
فالتقط الباشا السؤال ورحب به واسهب في الإجابة عليه وكان صريحا وواضحا, اعترف انه كان يجيب كما لو كان محايدا عن جهازه تماما وحظي يومها من جانب أعضاء جمعية الشؤون الدولية التي تضم خيرة الخبرات والشخصيات الأردنية بترحيب وقبول مميزين…
أعتقد أن كفاءة الرجل وأخلاقياته وانتسابه إلى القوات المسلحة الأردنية وتربيته في احضانها قد اعطى رجلا لا يخاف ولا يحتسب لغير المصلحة الوطنية وهو ما جعله ينال ثقة القائد الاعلى الذي خصه وأنعم عليه بقيادة ثلاثة أجهزة أصبحت جهازا واحدا…
واعتقد أن قدرة الرجل في التعامل مع رجل يشبهه في وزارة الداخلية هو الوزير سلامة حماد قد اوقف كل أشكال التناقضات التي كانت تشتعل فيما مضى بين الداخلية كإدارة وجهاز الامن العام…
قد يستغرب البعض لماذا اكتب هذا وقد لا يكون الباشا الحواتمه تحديدا بحاجه اليه ولو استأذنته لرفض تماما وربما يضع ذلك عليه عبئا أكثر، فهو لا يحب المجاملة والمديح ولكنني لأسباب أخرى تماما اردت أن انصف الجهاز قبل أن أكتب عن قائده، لأنني أرى محاولات التشويه لهذا الجهاز والنيل منه من بعض الأوساط التي لا تحتسب إلا مصالحها الضيقه والتي تنسى في غمرة هذه المصالح نعمة ان نعود الى بيوتنا ونحن مسكونين بالأمن والسلامة في وقت عزت فيه هذه البضاعة من أسواق العالم المحيط بنا…
حمى الله الأردن وشعبه وحفظ قادته وكل جنوده المخلصين وعلى رأسهم قائدهم الذي واصل إطلالاته على شعبه باستمرار ليكون الى جانبهم دائما في السراء والضراء وحين البأس في حين لا ترى شعوب قادتها إلا في مواسم قليلة جدا… وحتى حين ترغب في المصافحة فإنها تصافح الصورة!!