عروبة الإخباري –
من مذكراتي ?
سيدة الجبل ⛰
بعد زياره لستي النا باااخر الخريف واول الشتويه
تجربتي ما كانت حلوه معها
ستي قاسيه وفظة ووجها ما بيضحك للرغيف السخن (هيك كنت اعتقد )
جالسه انا جنب امي الله يرحمها بعد ما رووحت ستي على الضفه وامي بتبكي عليها وبتدعي الله يرجع يجمعها فيها
وانا بعقلي بقول معقووول امي بكل حنييتها وطيبتها بتحب هاي الست القاسيه
ظلل هالحكي يحووس بقلبي بعدين
قلتلها يما بتعرفي بدي اقلك سر بس لا تزعلي مني قالتلي قولي ليش بدي ازعل
قلت انا ما بحب ستي لانها قاسيه وما بتضحك معانا
ستي ما بتشبهك يما بالمررره انتي احسن منها
هوون امي رمتني بنظره زعل وغيظ وقالت بتحبيش امي ؟؟؟بسؤال استنكاري
وانا عشان اخفف من زعلها وضغطها علي
قلتلها بصوت بيتأتئ حتى عايشه يمه كمان ما بتحبها صارت اختي تقرصني وتقول ترديش يمه انا بحبها
انهت امي النقاش هون وقالت بحزن
بتعرفو يمه ليش ستكم قاسيه وما بتضحك
ستكم فتحت عيونها على الدنيا يتيمة الابوين بتصحى من الصبح لليل وهيه شغل بالارض تلم النتش وتحطب وتزرع وتحصد
وبالبيت بتعجن وبتخبز
وبتساعد مرت عمها
بتشتغل شغل اكبر من عمرها بكثير
البنات بعمرها بلعبن بالحوش
وهي ما بتعرف ليلها من نهارها من كتر التعب
ما في اشي حلو بحياتها غير فرحة الجاجات لما ترميلهم الحب
والعنزات لما تحطلهم الاكل والمي
وضللت بهالشقى كل طفولتها وشبابها حتى قبر ابوها وامها محرومه تشوفهن
كبرت ببيت عم قاسي كثير مثل حال كل رجال زمان ومن خوفه عليها لانها حلوه
وشم وجهها عشان يحميها
وهيه ما بدها بس هالوجه اللي كان مثل القمر صار مزروع بالاوشام
حزنت حمده كتيير وبكت لاخلصت دموعها
ومررت الايام وكبرت الصبيه الحلوه وصار لازم تتجوز فقرر عمها يجوزها لابنه ومن غير ما يسالها قرا فاتحتها وطلب منها تجهز حالها عشان ينزل يشتريلها الكسوه
وباليوم الموعود كانت حمده فرحاانه لاول مره بحياتها بدها تنزل تشتري حلق الذهب اللي نفسها فيه
واخذها عمها وخطيبها ونزلوا على الخليل وشروا ثوبين جداد
وشوية لوازم للعروس
بس ما شرالها ذهب مثل ما كانت تتمنى
وبعد اخذ وعطى مع حالها قوت قلبها وقالت
بدكش يا عم تشتريلي ذهب على الاقل اشتريلي حلق من زمان نفسي بحلق رباع زي كل العرايس
عمها ما بده يشتريلها بس عزت عليه نفسه كيف تجرأت عليه
غضب منها وضل كل طريق الرجعه على البلد يضرب ويقهر فيها
هيه من كثر الظلم والقهر ضلت تشد بالحلق الفالصو اللي بذينيها لحد ما شرمت اذنيها
وحلفت ما عمرها بحياتها تلبس فيهن حلق
وفعلا ماتت حمده وعمرها ما لبست حلق
تجوزت حمده بس كانت حياتها قااسيه كتير اقسى من حياة كل الناس والزياده بالقسوة انه ما في صدر ام حنون تشكيلها
حياة الفلاحين كلها قاااسيه على المرا كتير بس على ستي اكتر
زرع وحصيده وعجن وخبز وترباية اولاد
وفوق كل هالاشغال في قلة احترام من الزوج واهله حتى من السلف والحما كانت الستات بتنضرب وبتنهان وما بتتجرأ حتى تعترض
وبيوم حست حمده انها مش قادره تستحمل الظلم والضرب ومعايير الناس الها بسبب خلفة البنات
وبكت لسيدي من قلب مكسووور وشكت من قلة الحناين والحبايب ومن ظلم اهله
وكانه الله نزل الرحمه بقلبه الها
وقال احملي حالك وبناتك يا حمده وروحي على بيت اولى القريه المحاذيه لقريتنا واسالي عن دار زلمه شيخ مشايخ اسمه فلان الفلان
وادخلي عليه وقولي انا داخله على الله ثم عليك
عنده رح تلاقي نهاية العذاب اللي انتي فيه
وفعلا حملت بناتها الصغار والزواده وراحت على بيت اولى وبعد تعب ومشقه لقت البيت المنشود
دقت على الباب وهيه خايفه ومش عارفه اذا كان عند هالشيخ في حل لقصتها
وبعد ما عرفت صاحبة البيت باسمها من اول ما فتحت الباب وقبل ما تدخل ستي تفاجات بحضن وبكا ونحيب من صاحبة البيت اللي العجين لسا بايديها
ومن بكا الست وعويلها فهمت انه هاي امها اللي كانت تظنها ميته
واكتشفت المسكينه انه بسبب ظلم العادات القديمه اضطرت والدتها انه تتركهم بعد وفاة والدهم بضغط من اهلها
وتم تزويجها لرجل من بلدها الاصلي
وكانت لحظات حزينه ومؤثره جدا بكت ستي وامها كتييير وضل هالموقف معلم بقلب ستي كل حياتها
بس بعد هيك صار الها بيت اهل وعزوه
وصار الكل يحسب حسابها
وبالذات لما رجع اخوها من القدس للبلد اللي تركها من سنين بسبب ظروف عمله
وجابلها اخوها من القدس بابور كاز بعد ما كانت توقد النار كل يوم لنطبخ عليها
وكانت اول وحده بالبلد عندها بابور كاز
واشترالها سيدي ارض كبييره براس جبل
كانت صخر وصوان
وستي الحبيبه بايديها وبعزمها اللي من حديد قلبت الارض كلها بابسط الادوات
وزرعتها كلها زيتون وتين وكل انواع الفواكه والخضرا
وصارت الارض الصوان جنه ولا بالاحلام
وجابت اخوالي الحبايب محمد وحسين
وضلت كل حياتها براس الجبل
تزرع وتربي الغنم والدجاج والحمام
كانت اطهر وانقى من مية المطر
وصاحبة اراده وعزيمه اقسى من الجبل والحجر الصوان
قدرت تطوع جبل قاسي وتحوله لجنه مزروعه
بس ما قدرت تعلم قلبها كيف ينسى الحزن ويفرح
باخر مره شفتها قبل ثلاثين سنه
كان عرس خالي الصغير اخر العنقود
كانوا الحبايب حواليها كلهم بيغنوا الا هيه
قالتلها امي افرحي يمه وغني وزغرتي اليوم فرحتك بحسين قد الدنيا
حاولت ستي تزغرت ولكن حبستها الدمعه وحبسها حزنها الوحش فصارت تبكي بالم وتقول مش قادره يمه
مش قادره افرح قلبي ما تعود الفرحه يا حبيبتي
كان موقف مؤثر للحاضرين وبكت ستي وبكوا خالاتي لبكاها كانت ايقونه بالقوه بس بالحزن اكثر
ملامحها قااسيه بس قلبها طييب كتير
موجوع على فراق امها لطفولتها الحزينه
موجوع الوجع اللي ما بيطيب
بيوم اضطرت تنزل من الجبل وتروح لدكتور الاسنان بعد ما اعياها وجع اسنانها وهيه اللي ما بتترك ارضها وجبلها الا للشديد القوي
وقعدت على صخره ترتاح وهيه مروحه وطالعه الجبل
مر عليها قريب الهم وقاللها
على العواف يا ام محمد هيتك تعبانه خير شو خلاكي تنزلي من الجبل
قالتله ( يا حلو يا زين يا قادر على الطيب فراق الحبيّب وخلع الضرس بيشيب )
صارت هالجمله مشهوره بالبلد على لسانها وكانها مثل شعبي
ضل اقلكم انه ستي عاشت بحب اولادها ودلالهم وعمررت لوصلت ٨٥ من غير اي مرض ولا حتى ضغط او سكر
وتوفت من حوالي عشرين سنه بليلة سبعه وعشرين من رمضان بعد ما صلت الفجر وذكرت ربها وسبحت
ماتت براس الجبل اللي حفرته بايديها وعزمها وارادتها
ترجلت سيدة الجبل اللي مثل الالماسه براس التاج
وتركت ارث من الحكم والعبر في تعليم الاجيال اللاحقه عن نضال المراه الفلسطينيه وكفاحها وصبرها
وتركت شجر الزيتون اللي لسا بنوكل من خيره والبلوط والخروب اللي الناس بتستظل بظله
هاي قصة ستي
سيدة الجبل اللي مش بس صارت ايقونتي
اللي بفتخر فيها
لا انا كمان بفتخر باسمها ووشمها وصدقوني حتى بحزنها
اللي ما كان يشبه اي حزن بالدنيا
وسلامتكم